الجارديان: التحقيق في فضيحة الدم الملوث في بريطانيا خلص إلى تفاقم الأمر بسبب التستر

 قالت صحيفة الجارديان أن تحقيقا أجري اليوم الاثنين خلص إلى أن الفضيحة التي تسببت في إصابة الآلاف من الأشخاص في المملكة المتحدة بالعدوى أو الوفاة بسبب الدم الملوث كان من الممكن تجنبها وانتشرت بسبب التستر "الخفي والمنتشر والمخيف" من قبل هيئة الخدمات الصحية الوطنية والحكومة البريطانية.

وأضافت الصحيفة أن في هذه النتيجة ، التي طال انتظارها لتحقيق عام دام خمس سنوات ، قال السير بريان لانجستاف، الذي ترأس التحقيق، إن الكارثة كان من الممكن تجنبها إلى حد كبير، وإن لم يكن بالكامل ، لكن الحكومات المتعاقبة وغيرها من المسؤولين لم تضع حداً للكارثة ولا سلامة المرضى أولاً.

وأصيب أكثر من 30 ألف شخص في المملكة المتحدة، توفي 3000 منهم، بالدم الملوث منذ السبعينات وحتى أوائل التسعينات، إما من خلال تلقي عمليات نقل الدم أثناء الجراحة، أو من خلال المنتجات المصنعة باستخدام بلازما الدم والمستوردة من الولايات المتحدة لعلاج مرضى الهيموفيليا.

وفي حديثه اليوم الاثنين في قاعة وستمنستر المركزية، بالقرب من البرلمان، لإطلاق التقرير، حظي لانجستاف بحفاوة بالغة من قبل أكثر من 1000 شخص مصاب ومتضرر ، وقال "لا يزال يتعين على الناس أن يهتموا بآثار ما حدث، والتي لا يزال أحباؤهم يعانون منها ، إن الحزن والصدمة التي يعاني منها جميع أولئك الذين فقدوا أحباءهم لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا.

وخلص التقرير النهائي المؤلف من 2527 صفحة إلى أنه تم الكذب على المرضى بشأن المخاطر، وفي بعض الحالات، أصيبوا بالعدوى أثناء الأبحاث التي أجريت دون موافقتهم، أو، في حالة الأطفال، موافقة والديهم ، كما كانت هناك تأخيرات في إبلاغ المرضى بإصابتهم بالعدوى، وقد امتدت لسنوات في بعض الحالات.

ويعتقد أن حوالي 3000 شخص قد توفوا بعد إصابة أكثر من 30,000 مريض بالتهاب الكبد الوبائي (سي) والإيدز من السبعينات حتى أوائل التسعينات، بسبب منتجات ملوثة مصنوعة من الدم الذي تم التبرع به في الولايات المتحدة.

وفي أعقاب التقرير، ستعلن الخزانة البريطانية عن حزمة تعويضات من المقرر أن تبلغ حوالي 10 مليارات جنيه استرليني ، سيتم تمويلها من خلال الاقتراض.

ويقول المسؤولون الحكوميون البريطانيون إنهم يتوقعون أن يكون أي رد رسمي اليوم محدودًا، حيث أن نشر التقرير سيمثل ما وصفه أحد المصادر بأنه "يوم للضحايا والأسر"، وأن بعد فحص التقرير، سيتم تحديد الخطوات التالية في الأيام التالية.