تحليل.. "كولر" يخطف الانتصار التكتيكي من "كاردوزو" في موقعة رادس ليتوعد في القاهرة

حقق السويسري مارسيل كولر المدير الفني لفريق كرة القدم الأول بالنادي الأهلي ما أراده على الصعيد الخططي والتكتيكي أمام نظيره البرتغالي ميجيل كاردوزو مدرب الترجي الرياضي التونسي في موقعة ملعب حمادي العقربي برادس، ضمن ذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا بخطف التعادل السلبي ليزيد مواجهة الإياب في القاهرة السبت المقبل 25 مايو الجاري إثارة كونها مواجهة حسم اللقب القاري.

 

يبحث الأهلي عن لقبه الرابع في النسخ الخمس الأخيرة والثاني عشر القياسي في تاريخه، بينما يراود الترجي حلم لقبه الخامس والأوّل منذ 2019، ويخوض الأهلي النهائي للمرة الخامسة تواليا (رقم قياسي) والسابع عشر في تاريخه، مثبتا تخصصه في المسابقة القارية.  

 

قدم كولر واحدة من فنون التحفظ التكتيكي متخذا إياه درعا فولاذيا للدفاع وسرا وراء الانتصار المنتظر، حيث برع في تكوين حائط صد قوي لنسج دفاعات محكمة أحبطت خطط الترجي من نصف الملعب، مع فتح ثغرات تؤدي إلى أهداف حاسمة، وكاد إمام عاشور وحسين الشحات ينفذان ضربة قاتلة على ملعب الخصم.

 

قدم كولر تحفظا تكتيكيا مع مجموعة من الاستراتيجيات والأساليب الدفاعية التي يتبعها الفريق لمنع الخصم من التسجيل عبر الضغط المنظم والذي استهدف الضغط المنظم أيضا إلى جانب الانتباه إلى عدم ارتكاب أخطاء في مناطق قريبة من مرماه مع اتاحة الفرصة لشن هجمات مرتدة سريعة، كما فعل في منتصف الشوط الثاني.

 

حرص كولر على فرض الرقابة الفردية من اللاعبين، بعد أن أسند لكل لاعب مهام واضحة وصريحة لمنع الترجي من تلقي الكرة أو التحرك بحرية، وسط رقابة من دفاع متكتل لسد المساحات وخلق حائط بشري يصعب اختراقهـ كما أعتمد الدفاع على تقارب اللاعبين من بعضهم البعض وتوزيعهم بشكل محكم في الملعب.

 

نفذ كولر التحولات الدفاعية السريعة بحساب شديد خصوصا في الشوط الثاني أملا في خطف هدف الفوز على أرض الخصم، ساعده في ذلك خوف ميجيل كاردوزو الذي لعب منذ البداية باستراتيجية دفاعية لإغلاق منافذ اللعب أمام الأهلي، بداية من الخط الأمامي وتفعيل طريقة الضغط المتقدم والمكثف مع تضييق المساحات.

 

حرص الترجي على عزل إمام عاشور ووسام أبو علي كونهما الأكثر فاعلية من الناحية الهجومية وخصوصا في المرتدات، فأصبحت محاولات الأهلي متقطعة وغير متكاملة، وسط هدوء نفسي لتجاه الشوط الأول لنتيجة التعادل السلبي، وهى واحدة من أهداف كولر في اللقاء.

 

بدأ كولر يتحرر في الشوط الثاني وقدم حلولا هجومية مع زيادة ضغط لاعبي الوسط، وبمرور الوقت بدأت المساحات تظهر في خط ظهر الترجي أمام رغبة أصحاب الأرض في تسجيل هدف يحفظ ماء وجوههم أمام جمهورهم الموجود في المدرجات، لكن سرعان ما تبدلت المحاولات، وكاد كولر يخطف أهدافا عكسية، فهدد إمام عاشور من واحدة بتسديدة مرت بجوار القائم، وكان لمحمد هاني محاولة ارتطمت بالدفاع.

حاول كولر هجوميا حتى آخر لحظة، ودفع بأوراق هجومية مميزة تصدرها الثنائي رضا سليم ومحمد مجدي أفشة، إذانا بالرعبة في إنهاء اللقاء في جولة الذهاب، وحسم اللقب مبكرا بنسبة كبيرة، إلا أن خوف لاعبي الترجي من الإحراج على أرضهمم ووسط جماهيرهم دفعهم للتمركز الدفاعي من وسط الملعب، لتمر الدقائق، وينهي الحكم الجزائري مصطفى غربال اللقاء، معلنا انتهاء اللقاء بالتعادل السلبي، وتأجيل الحسم لمواجهة القاهرة السبت المقبل.