عاجل
الخميس 25 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

سيدات أهل البيت.. نفيسة بنت الحسن "نفيسة العلوم"

نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب.. هي من سيدات أهل البيت وأشتهرت بالعبادة والزهد وصاحبة أشهر مسجد بالقاهرة الكبري "مسجد السيدة نفسية".



 

 

 

 ولدت نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، بمكة في الحادي عشر من ربيع الأول عام 145 هجريًا، والدتها زينب بنت الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب.

 

 انتقلت نفيسه مع أبيها إلى "المدينة المنورة" في الخامسة من عمرها، فكانت تذهب إلى المسجد النبوي وتستمع إلى شيوخه، وتتعلم الفقه من علمائه حتى لقبها الجميع بـ"نفيسة العلم".

 

اراد الكثير من الرجال الزواج من نفيسة العلم لدينها وعبادتها وأخلاقها ومظهرها الحسن، لكن أباها قام بتزويجها من إسحاق المؤتمن بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، فأنجبت له طفلين "القاسم وأم كلثوم".

 

انتقال السيدة نفيسة إلي مصر

وفي عام 193 هجريا انتقلت نفيسة مع أسرتها إلى مصر، وخرج اهل مصر لاستقبالهم في العريش، وصلت نفيسة إلى القاهرة في السادس والعشرون من رمضان عام 193 هجري.

 

وأقبل عليها الكثير من أهل مصر يلتمسون منها العلم فقالت لهم: "كنت قد اعتزمت المقام عندكم، غير أني امرأة ضعيفة، وقد تكاثر حولي الناس فشغلوني عن أورادي، وجمع زاد معادي، وقد زاد حنيني إلى روضة جدي المصطفى". ففزعوا لما قالته ورفضوا رحيلها حتى تدخل والي مصر السري بن الحكم وقال لها: "يا ابنة رسول الله إني كفيل بإزالة ما تشكين منه".

 

فوهبها والي مصر بيتاً واسعاً وحدد يومين من كل أسبوع يزورها طالبين العلم والنصيحة، حتي تستطيع تفيرغ نفسها للعبادة والأوراد بقية الأسبوع، فرضيت نفيسة.

وعندما جاء الشافعي إلى مصر عام 198 هجريا توثقت صلته بنفيسة بنت الحسن، واعتاد أن يزورها وهو في طريقه درسه في مسجد "الفسطاط"، وفي طريق عودته إلى داره بعد درسه كان يصلي بها التراويح في مسجدها في رمضان.

 

 

 

 

صفات نفيسة العلم

عرفت نفيسة بزهدها وحسن عبادتها وعدلها، فكانت تمضي أكثر وقتها في المسجد النبوي تتعبد عندما كانت بالمدينة، وقالت عنها زينب ابنة أخيها يحيى: "خدمت عمتي السيدة نفيسة أربعين عامًا، فما رأيتها نامت بليل، ولا أفطرت إلا العيدين وأيام التشريق، فقلت لها: أما ترفقين بنفسك؟، فقالت نفيسة: كيف أرفق بنفسي وأمامي عقبات لا يقطعهن إلا الفائزون؟".

 

 

 وقالت زينب أبنة أخيها: "كانت عمتي نفيسة تحفظ القرآن وتفسره، وكانت تقرأ القرآن وتبكي كثيرا"، وقيل عنها أنها حفرت قبرها الذي دفنت فيه بيديها، وكانت تنزل فيه وتصلي كثيرًا، وقرأت فيه المصحف "190" مرة وهي تبكي بكاءً شديدًا.

 

وفي سياق ذات صلة، حجت السيدة نفيسة أكثر من "30" حجة أكثرها ماشية وكانت فيها تتعلق بأستارالكعبة وتقول: "إلهي و سيدي و مولاي متعني و فرحني برضاك عني، و لا تسبب لي سبباً يحجبك عني".

 

وكتب شمس الدين الذهبي عنها في كتابه "سير أعلام النبلاء" عن كرامات نفيسة العلم، أن جارة لها يهودية تركت ابنتها المشلولة عندها لما أرادت أن تذهب إلى الحمام، ثم توضأت نفيسة بنت الحسن فجرى ماء وضوئها إلى البنت فأخذت منه شيئًا بيدها ومسحت به على رجليها فوقفت وشفيت من الشلل، ولما راتها أمها أسلمت هي وزوجها وابنتها وعدد من جيرانهم اليهود.

 

وفاتها

 

أصيبت نفيسة العلم بمرض ظل يشتد عليها حتى توفيت بمصر في رمضان عام 208 هجريا، فبكي أهل مصر وحزنوا حزنًا شديدًا وكان يوم دفنها يومًا مشهودًا ازدحم فيه الناس لتشييعها.

 

 

مسجد السيدة نفيسة
 

 

بعد وفاة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب في عام 208 هجريا، أراد زوجها أن ينقلها إلى المدينة المنورة كي يدفنها بالبقيع، ولما عرف المصريون بذلك ذهبوا إلى الوالي عبد الله بن السري بن الحكم أمير مصر، وأرادوا أن يمنع زوجها نقلها فرفض، ثم جمعوا له مالا وفيرا وسألوه أن يدفنها عندهم فرفض أيضا، وفي اليوم التالي وجدوه مستجيبا لرغبتهم، فلما سألوه عن السبب قال عبد الله بن السري: "رأيت الرسول ﷺ وهو يقول لي رد عليهم أموالهم وادفنها عندهم".

 

 

ويذكر أن أول من بنى على قبر السيدة نفيسة هو عبيد الله بن السري والي مصر، ثم أعيد بناء الضريح في عهد الدولة الفاطمية حيث أضيفت له "قبة"، وفي عهد الخليفة الفاطمي الحافظ لدين الله تم اعادت تجديد "القبة" بعد أن حدثت فيها بعض الشروخ، وأمر بكساء المحراب بالرخام سنة عام 532 هجريا.

 

ثم بعد فترة طويلة أمر الخليفة العباسي المعتضد بالله أبو الفتح أبو بكر في عصر العثمانيين في عهد الأمير عبد الرحمن كتخدا ببناء الضريح علي هذه الهيئة الموجودة عليها الآن.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز