عاجل
الأربعاء 28 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
القدس عربية
البنك الاهلي

"المستعربون" إسرائيليون أم عرب؟ إليك التفاصيل

أرشيفية
أرشيفية

صاغ الأمن الإسرائيلي مصطلح المستعربين خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى في ١٩٨٧، وهم مجموعات من الشرطة تتنكر بلباس مدني مطابق لما يرتديه الفلسطينيون لكنه يخفي تحته أسلحة نارية صغيرة.



 

 

توكل للمستعربين مهمات اغتيال واعتقال في مناطق مكتظة بالفلسطينيين أو ما تسمى "مناطق الاشتباك بين الحجر والرشاش".

 

 

 

ولكن من هؤلاء ولماذا أطلق عليهم المستعربين؟

 

وحدات المستعربين فى الجيش الإسرائيلى بها مئات من الضباط المختارين من ذوي الشكل الشرقي أو الذين يشبهون العرب ويتقنون اللغة العربية ولهجاتها بطلاقة ويرتدون مثل المدنيين العرب والفسلطينيين ويستطيعون الاندساس بين التجمعات العربية والفلسطينية بشكل خاص للتعرف على قادة المظاهرات والمعارك واعتقالهم أو اغتيالهم.

 

 

النشأة:

 

في العام 1952، كان التصور السائد داخل مؤسسة الدفاع الإسرائيلية هو أن "الجيوش العربية ستغزو إسرائيل عاجلاً أم آجلاً"، لذلك تقرر إنشاء وحدة المستعربين في الشاباك (وكالة الأمن الداخلي)، إذ يعتقد أنها في طليعة العمليات السرية التي أنشئت ضد المسلحين الفلسطينيين.

 

 

 

لكن قبل ذلك، شكلت إسرائيل حركة "الهاغاناه" والتي انبثقت منها حركة "البلماح" في عام 1941، والتي كانت بمثابة وحدات قوات الأمن الخاصة في ذلك الوقت.

 

 

وكان من بين "البلماح" فرق المستعربين السرية (المعروفة آنذاك باسم الفصيلة العربية)، والتي كانت ترتدي زياً عربياً، وتُستخدم لنقل الأسلحة والمعدات سراً.

 

 

 

 

والتعبير "مستعربون" هو ترجمة حرفية للتعبير العبرى "مستعرفيم" ويقصد به "الذين يتقنون تقليد العرب".

 

 

 

ويعرف المستعربون عادات وآداب المجتمع العربي الفلسطيني، ويتحدثون اللغة العربية بطلاقة، وينخرطون فيما يمارسه الناس فيشاركون في بعض المظاهرات العامة، وقد يدعمون الاحتجاجات ومطالب المحتجين، لكنّهم في الواقع عملاء إسرائيليون سريون.

 

 

 

 

وتضم الوحدة في الغالب جنوداً أنهوا الخدمة العسكرية الكاملة في الوحدات القتالية والخاصة، ويستمر عدد كبير منهم في العمل في الوحدة حتى سن 45 عاماً.

 

 

وينخرط هؤلاء الأفراد قبل بدء مهامهم في تدريبات شاملة، وعليهم أن يكملوا دورات خاصة بشأن العادات الاجتماعية والدينية الفلسطينية، واللغة والثقافة العربية، كما يشاركون في تدريبات ميدانية وعملية.

 

 

 

وتستعين الوحدة بخبراء في الماكياج والتنكر للعمل مع أفرادها على مدار الساعة، ويحرص أفرادها على التنكر في زي تجار خضار فلسطينيين فيرتدون اللباس الفلسطيني الشعبي، ويتنقلون في سيارات من طراز "مرسيدس كابينة"، وهي السيارة التي يستخدمها التجار الفلسطينيون.

 

 

وقد تستغرق فترة التدريب ما بين 12 إلى 15 شهراً، حتى لا يصدر عنهم أيّ شيء يثير الشكوك بشأن شخصياتهم.

 

 

 

متى بدأت تلك الفرق؟

 

بدأت أول فرقة مستعربين إسرائيلية فى الأربعينيات من القرن الماضى بوصفها وحدة قتالية فى منظمة "بلماح" وهي من التنظيمات العسكرية الصهيونية التي حاربت ضد الفلسطينيين والجيوش العربية قبل قيام إسرائيل وأصبحت واحدة من مركبات الجيش الإسرائيلى سنة 1948، وكانت مهمتها الاندساس بين صفوف العرب للتعرف على القادة الأساسيين لديهم، وتلمس طرق تفكيرهم واستطاعوا تنفيذ عدة عمليات اغتيال.

 

 

 

 

وبعد قيام إسرائيل تم تفكيك وحدة المستعربين لكن المخابرات بعثت منهم أفراد للتجسس فى الدول العربية وفى سنة 1970، وأعيد بناء جهاز "المستعربون" ليستخدم فى جيش الاحتلال الإسرائيلى فى قطاع غزة، لقمع المقاومة الفلسطينية وكان وراء الفكرة رئيس الوزراء الأسبق آرييل شارون ومن وقتها تم عمل 9 وحدات منها 7 في صفوف الجيش والمخابرات و2 فى صفوف الشرطة وحرس الحدود.

 

 

 

تعرف على أبرز وحدات المستعربين:

دوفدفان:

 

تابعة للجيش الإسرائيلي، وتنشط منذ العام 1986 حتى اليوم، وأُنشئت بمبادرة من قائد المنطقة العسكرية الوسطى في الجيش إيهود باراك (أصبح لاحقاً رئيساً للأركان والحكومة).

 

 

وأساس عمل الوحدة، تنفيذ عمليات اعتقال واغتيالات، وحينما تشكلت، ضمت جنوداً من وحدات الكوماندوز البرية، والبحرية، ومع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية في نهاية العام 1987، ازداد نشاطها وشاع اسمها.

 

ي. م. س:

 

وهي وحدة تابعة لقوات حرس الحدود، وتنضم قواتها للجيش في زمن الحروب، وللشرطة في الأوضاع الهادئة، كما أنها تنشط أكثر في الضفة الغربية.

 

وتعد هذه الوحدة من وحدات "النخبة" في قوات ما يسمى "حرس الحدود"، وتنشط بعمليات كتلك التي تنشط بها الوحدات الشبيهة في التشكيلات العسكرية الأخرى، ولكن هذه الوحدة بالذات تنشط بالتعاون مع جهاز الأمن العام "الشاباك".

 

متسادا:

 

وهي وحدة تابعة لسلطة السجون، ولكن تُستخدم لقمع مظاهرات الضفة، إذ أقيمت هذه الوحدة في مطلع الألفية، وتُعد واحدة من وحدات النخبة التابعة للجيش الإسرائيلي، وبالإضافة إلى المهمات التي تقوم بها باقي وحدات المستعربين، فإن هذه الوحدة متخصصة أيضاً بإنقاذ وتحرير رهائن، والسعي إلى إلقاء القبض على الهاربين من السجون.

 

ورغم أن هذه وحدة تابعة لسلطة السجون، إلا أنه يتم استخدامها لقمع المظاهرات في الضفة، خاصة المسيرات الأسبوعية.

 

غدعونيم:

 

وهذه الوحدة تتبع الشرطة، إذ أُنشئت في العام 1990، كوحدة مهمات خاصة، ولكن تم تأسيس فرقة مستعربين داخلها تعمل بشكل خاص في مدينة القدس.

 

يمام:

 

أنشئت في عام 1974، وهي متخصصة في مجال "الاستجابة للحالات القصوى"، وتعمل بالتعاون مع جميع القوى العسكرية في جيش الاحتلال وجهاز "الشاباك".

 

يسام:

 

وتتبع لجهاز شرطة الاحتلال، وتم تأهيل أفرادها للتعامل مع الاضطرابات والاستجابة للحوادث الخطيرة والتعامل مع حاملي الأسلحة.

 

سييرت متكال:

 

تأسست في عام 1957 وتخضع مباشرة لهيئة أركان جيش الاحتلال، وتصنف مع دائرة المخابرات. هدفها الأساسي جمع معلومات استخبارية والتدخل في عمليات عسكرية محددة الأهداف في الخارج.

 

 

من هو أول مستعرب؟

 

كان أول مستعرب هو "اهارون حاييم كوهين"، ومع الزمن حُوّلت فرقة المستعربين إلى دوائر الاستخبارات العامة، وتقطّع استخدام المستعربين خلال العقود الأربعة الأولى، وأصبح المستعربون تحت إدارة وتوجيه جيش الدفاع الإسرائيلي، وأخر ظهور لهم كان فى منتصف ديسمبر الجاري، حيث اندس عدد كبير منهم بين المحتجين الفلسطينيين فى مظاهرات برام الله.

 

 

 ما أساليب عمل "المستعربين"؟

 

يقوم المستعربون بمهمة نسف تظاهرات الفلسطينيين وتفريقها، أو تحريض الشباب على أفعال توفر مبررا لمطاردتهم واعتقالهم وسجنهم، كأن يحرضوهم على رشق جنود الاحتلال وسياراته بالحجارة، كما يقومون هم أنفسهم بذلك لتوتير الأجواء، ما يتيح لقوات الاحتلال الإسرائيلى مهاجمة التظاهرات وتعنيفها وقمعها بأساليب دموية.

 

 

أبرز العمليات المستعربين وفق "المركز الفلسطيني للإعلام":

 

  • 6 أغسطس 2000: حاولت وحدة "دوفدفان" اغتيال محمود أبو هنود قائد كتائب عز الدين القسام شمال الضفة، لكن العملية فشلت وأدت إلى سقوط 3 من الجنود الإسرائيليين.

 

  • 7 أغسطس 2002: اقتحمت وحدة من المستعربين الحي الغربي من مدينة طولكرم بالضفة وقتلت فلسطينيين اثنين على الأقل، وأصابت عدداً آخر بجروح.

 

  •  9 نوفمبر 2004: أطلقت فرقة من المستعربين الرصاص على 4 شباب فلسطينيين، كانوا يستقلون سيارة في مدينة جنين شمال القطاع.

 

 

 

  • العام 2013: كشف سكان بلدة طمون عناصر القوة الإسرائيلية الخاصة، عندما تخفوا كتجار خضروات، ورجموهم بالحجارة، ما أدى إلى إصابة اثنين منهم، وتدخلت قوة من الجيش، واقتحمت البلدة لإنقاذهم.

 

  • 6 نوفمبر 2015: اعتقل مستعربون فلسطينياً، واقتادوه إلى مكان مجهول عقب مواجهات عند المدخل الشمالي لبيت لحم.

 

  •  12 نوفمبر 2015: قتلت وحدة "دوفدفان" الشاب الفلسطيني عبد الله شلالدة (28 عاماً) في مستشفى بمدينة الخليل جنوب الضفة.

 

 

 

 

  • 10 ديسمبر 2015: اعتقلت قوات من المستعربين، الفلسطيني باسم النعسان داخل فندق الوحدة، وسط مدينة رام الله بالضفة.

 

  • 16 إبريل 2017: أوقفت الشرطة الفلسطينية عنصرين من وحدة "دوفدفان" في حي رفيديا بمدينة نابلس، وأعادتهما للجيش الإسرائيلي بعد تدخل الإدارة المدنية الإسرائيلية.

 

  • عام 2018: قتل جندي من عناصر "دوفدفان" في مخيم الأمعري برام الله، بعد أن ألقى مقاوم فلسطيني عليه لوحاً من الجرانيت.

 

  • عام 2024: قتلت الوحدة ثلاثة فلسطينيين في مستشفى ابن سينا في جنين.

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز