عاجل
الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عيد تحرير سيناء
البنك الاهلي
سيناء والمجند "علي علي"!

همس الكلمات

سيناء والمجند "علي علي"!

ملحمة استرداد الأرض، لا يمكن نسيانها مهما مرت السنين، فهي انتصار عسكري ودبلوماسي خالد، وقدوة لشبابنا وأجيالنا القادمة، ليعلموا قيمة الأرض والحفاظ عليها، إنها ذكرى تحرير أرض الفيروز سيناء الغالية منذ 43 عام وتحديدا في 25 أبريل سنة 1982.



 وفخر لنا جميعا الاحتفال بذلك اليوم العظيم، فأرض سيناء هي مهد الأديان وطريق رحلة العائلة المقدسة إلى مصر كما تشتهر بخيراتها لوجود أجود أنواع الفيروز في العالم الذي اكتشفه المصريون القدماء على أرضها. 

 

وذكرى تحرير سيناء، جاء تتويجا لنصر العزة و الكرامة حرب أكتوبر العظيمة، لتبدأ مفاوضات السلام وتسترد فيه مصر أرض سيناء، بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي منها، وفقا لمعاهدة كامب ديفيد حيث  كللت المفاوضات بالنجاح  في 25 أبريل عام 1982 برفع العلم المصري على سيناء الغالية.

وتعد سيناء ولا تزال مطمع للأعداء بشتى الطرق،   وواجهت الدولة حرب الإرهاب، ونجحت  بفضل قيادتها الحكيمة وتماسك جيشها وشعبها ووطنية أهالي سيناء، فى مواجهته، وقدمت من البطولات والتضحيات، ودفع   الثمن الغالي من دماء آلاف الشهداء من المصريين وقواتنا المسلحة ، الذين يستحقوا مننا جميعا التحية لأرواحهم الخالدة.

وهنا لا بد أن أذكر، أحد أمثلة الشجاعة والتضحيات، إنه العسكرى" علي علي"، حارس الجنود في كتيبة "كمين البرث" الذي استشهد بـ36 طلقة وهو يدافع عن زملائه حتى آخر لحظات حياته، ضمن قصص بطولية قدموا حياتهم فداء لأرض الفيروز الغالية ، ومنهم  قائد الكتيبة الشهيد أحمد صابر منسي.

واسمحوا لي أتحدث بتفصيل أكبر حول عسكري مجند 

" علي علي " ، 20 عاما  ، وبطولته خلال  موقعة البرث "كمين البرث" بمدينة رفح بشمال سيناء، التي استشهد فيها القائد منسي، حيث بسببه الإرهابيين لم يتمكنوا من الوصول  للدور الثاني في المبنى، في الوقت الذي كان ٧٠% من قوة الكمين استشهدت، حيث كان أي جندى يقع مصاب أو يستشهد، يحمله ويدخله غرفة كان واقف يحرسها، حتى لايصل إليهم أحد من الإرهابيين.

وهذا من شاهد ضمن أفراد الكتيبة وهو ملازم أول عبدالعزيز محمد محسن، ضابط الحرب الإلكترونية في الكمين وأحد الناجين من المعركة.. والذي كان مصاب في الغرفة، حيث يؤكد أن المجند "علي علي"، ظل  واقفا علي مطلع السلم في الدور الثاني وأي أحد يقترب يقوم بقتله، لدرجة أنه أصيب، ووقع علي بطنه وظل ممسكا  بالسلاح ويزحف ويكمل ضربا، على كل من  يحاول الطلوع للغرفة، ولم يتوقف حتى قبل ما يستشهد بثواني معدودة، قام بقتل أخر واحد منهم كان بيحاول يطلع الدور الثاني.

ويستحق البطل "علي علي"، أن نذكره في عيد تحرير سيناء، حيث لولا شجاعته لكان الإرهابيين وصلوا للدور التاني وقتلوا كل المصابين ، وأيضا "القائد المنسي"، ومثلوا بجثته، فقد فضل  الاستشهاد وقد أصيب بحوالي 36 طلقة نارية وظل صامتا ومتحملا الإصابة وهو يدافع عن جثمان أشخاص ميتة أو مصابة.

 

وولد البطل  “علي علي  السيد” في مركز الجمالية بمحافظة الدقهلية، وطلب عند التحاقه بالخدمة في القوات المسلحة أن يسافر إلى شمال سيناء لمحاربة الإرهاب.

ويعد  المجند "علي علي"، من أحد شهداء كمين البرث الأبطال الذين سجلوا أسماءهم بحروف من نور في لوحة شرف شهداء الوطن. حينما واجه  البطل الشهيد  عقيد أركان حرب أحمد المنسى ورفاقه هجومًا إرهابيًا كبيرا، للسيطرة على الكمين ،  وظلوا يدافعون عنه وتصدوا له بكل بسالة وشجاعة، ودارت معركة ضاريةٌ استمرت لنحو 4 ساعات استخدم فيها نحو 150 من الإرهابيين على 12 عربة دفع رباعي مدججة بالسلاح، قذائف هاون وآر بي جي وجيرنوف، وتعد أحد أهم المعارك ضد الجماعات الإرهابية بشمال سيناء الغالية.

ولابد أن نعى ولا ننسى مع الاحتفال بعيد تحرير أرض الفيروز، إنها ما زالت محط أنظار الطامعين، وأن مجرد التلويح بتهجير أهالى غزة إلى أرضنا الغالية ما هو إلا محاولات للسيطرة مرة أخرى على تلك الأرض الغالية، ولكن جميعها محاولات فاشلة في ظل تكاتف الشعب يدا واحدة تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي،  وفى ظل تفانى خير أجناد الأرض قواتنا المسلحة وستظل أرض سيناء حرة.

وعلى ذلك يأتي الاحتفال، لتكون عظة وقدوة لأولادنا ، وأن نرسخ لديهم البطولات والتضحيات للحفاظ على كل شبر من أرضنا، وجذب انتباههم حول ما يدور من مخططات  تستهدف الدولة  والاعتداء على أرض الفيروز.

وسعدت كثيرا، ما قامت به الكثير من المدارس ومنها مدرسة عمر شاهين، التي تحرص على الاحتفال بالذكرى الثالثة والأربعين لعيد تحرير سيناء، من خلال تخصيص كلمة حول تلك المناسبة الوطنية وإلقائها في طابور الصباح ليستمع إليها جموع الطلاب ويتفهموا قيمة  الاحتفال بها.

ألستم تتفقون معي أن ذكرى عيد تحرير سيناء، بعد 43 عاما، تؤكد على وحدة الدولة والشعب المصري، وأنه هيهات، لمن يتصور وتسول له نفسه، أنه سيتم  التفريط في أي شبر من أرض سيناء الغالية المروية بدماء شهدائنا الأبرار، مهما كانت التحديات والتهديدات عبر العدوان على غزة أو غيرها.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز