عاجل
الأربعاء 24 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

وثائق تكشف ثغرات خطيرة.. هل تتراجع أوروبا عن قرار التحول الكامل إلى السيارات الكهربائية؟

محطات شحن السيارات الكهربائية - روزا أوتو
محطات شحن السيارات الكهربائية - روزا أوتو

قبل أعوام قليلة كان التنافس الأوروبي في أعلى درجاته للتحول إلى الطاقة البديلة والاقتصاد الأخضر، وعلى رأس المجالات المطلوب منها الإسراع في تنفيذ هذا المطلب «السيارات».



 

لكن عدد من الأزمات كشفت للمنطقة الأكثر حداثة في العالم أن العصا السحرية ليست ممكنة، والتحول الكامل للسيارات الكهربائية أمر صعب للغاية، وغالبا لن يكون ممكنا في الوقت الذي حددته أغلب بلدان أوروبا في 2035، وإذا حدث التحول الكامل لن يكون إلا بفاتورة مؤلمة صعب يتحملها الكبرياء الغربي.

 

أسباب صعوبة التحول الكامل للسيارات الكهربائية

 

جملة من الأسباب كشف عنها تحليل حديث أجرته المفوضية الأوروبية، وألقى الضوء على أسباب التأخير في الصناعة وعدم تقدم البنية التحتية المطلوبة في الاتحاد الأوروبي للدرجة التي تجعلها تتخلف كثيرًا عن دول مثل الصين تسيدت المجال تماما بأرقام المبيعات.

 

المبيعات تنمو في أوروبا ولكن ببطء شديد، وهناك حالة من الخوف المتزايد عند الشارع الغربي بسبب نقص البيانات حول المخاطر المحتملة لانقطاع التيار الكهربائي عن الشبكة، ومستقبل سلاسل التوريد للبطاريات والرقائق الإلكترونية التي تستقدم من أسيا، لاسيما أن أزمة فيروس كورونا وإغلاق الأسواق الأسيوية كشفت بشكل كبير أن أوروبا يمكن وضعها تحت رحمة قوى خارجية صاعدة، ستسحب بساط الريادة في هذا المجال من القارة العجوز، إذا ما تحولت إلى صناعة جديدة لا تملك أدواتها وتتفوق فيها.

 

ويحذر خبراء الاتحاد الأوروبي في التحليل الذي أجرته المفوضية من عدد واسع من نقاط الضعف، جميعها تؤكد أن أوروبا لا يمكنها إلغاء المركبات التي تعمل بالبنزين والديزل بحلول عام 2035.

 

الوثيقة التي تم إعدادها من قبل مسؤولين في الأسواق الداخلية والصناعة أصدرت تحذيرات واضحة: أوروبا بعيدة كل البعد عن الاستعداد لحظر محركات الاحتراق، ومن الخطر تنفيذ التحول الأخضر قبل استيفاء جميع شروط تمكين أوروبا من عوامل التميز في الصناعة الجديدة، وتتناول الوثيقة عدد من الجوانب، على رأسها عدم تطور مبيعات السيارات الكهربائية.

 

في عام 2023، تم بيع حوالي 1.5 مليون سيارة تعمل بالبطاريات في الاتحاد الأوروبي ومقارنة بالعام السابق، زادت المبيعات بمقدار 400 ألف وحدة، لكن هذا المعدل ضعيف للغاية وأبعد ما يكون عن الهدف الذي وضعته بلدان أوروبا لعام 2035، إذ يجب أن تصل المبيعات إلى 10 ملايين سيارة كهربائية.

 

رعب أوروبا من السيارات الصينية 

 

ووفقا للتقرير في عام 2023، السيارات الصينية أقل تكلفة، ومن بين الطرازات الكهربائية الستة التي يقل متوسط ​​سعرها عن 30 ألف يورو، جاء نصفها من بكين، كما لا يوجد طراز يُباع في أوروبا يكلف أقل من 20 ألف يورو، مما يعني أن أصحاب الدخل المتوسط وأبناء هذه الطبقة أصبحوا في يد الصين وتحت تأثيرها بما إنها تعمل لمصالحهم ورفاهيتهم.

 

أما البنية التحتية فحدث ولا حرج، فلا يوجد في الاتحاد الأوروبي حاليًا إلا حوالي 600 ألف نقطة شحن، الغالبية العظمى (61٪) تتركز في ثلاث دول فقط، وهي ألمانيا وفرنسا وهولندا، وهناك حاجة إلى توفير 3 ملايين نقطة شحن على الأقل بحلول عام 2035 وهناك شكوك حول تحقيق هذه الأرقام في ظل ضعف البيانات حول قدرة شبكة الكهرباء على دعم حمل التحول إلى المركبات عديمة الانبعاثات.

 

ومن ضمن أخطر نقاط الضعف أيضا، انخفاض عدد العاملين في قطاع صناعة السيارات بالاتحاد الأوروبي في السنوات الأخيرة بسبب إسراع الماركات الكبرى في التحول إلى الكهرباء والتخلي عن محرك الاحتراق مما يتطلب أنواعًا جديدة من العمال المتخصصين، ووجد الكثيرون أنفسهم يتمتعون بمهارات لم تعد موجودة في السوق.

 

ولهذا السبب يرى تقرير المفوضية أنه من الضروري التركيز على تدريب الموظفين الحاليين، لتجنب المشاكل الاجتماعية الخطيرة التي قد تحدث من جراء إبعادهم عن وظائفهم وترك هذا العدد الهائل بلا عمل او في تعداد البطالة.

 

حسم الموقف بالتراجع عن قرار التحول للطاقة البديلة ليس سهلا بالمرة ويضرب المصداقية الغربية في مقتل، لكن كل المعطيات تؤكد أن أوروبا تعيش أزمة صعبة لاتخاذ قرار مصيري في مجال السيارات الكهربائية، وليس واضحا إن كانت السنوات القليلة القادمة قد تمكنها من امتلاك القدرة الكاملة للتخلي عن البنزين بحلول الوقت الذي حددته، أم هناك حديث آخر! 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز