عاجل
الأربعاء 28 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
رسائل إلى وزير الثقافة.. دعنا نتشارك الأفكار معًا  (1)

رسائل إلى وزير الثقافة.. دعنا نتشارك الأفكار معًا (1)

أديرت الثقافة المصرية الرسمية لعقود في إطار نمط أستاتيكي أتسم بالثبات لا بالديناميكية على مستوى الرؤى والإفكار والتطلعات مع الانغماس في المشكلات والتحديات التي تجابه الخدمات الثقافية الصادرة عنها فى الوقت الحاضر مع غياب كامل لرؤية استشرافية تنطلق من الحاضر إلى مستقبل العمل الثقافي وخدماته وصناعاته ومنتجاته وجمهوره المتلقى؛ رغم أن وزارة الثقافة المصرية من الوزارات القليلة في منطقة الشرق الأوسط التي لعبت دوراً كبيراً في كافة العصور بالتأثير في الإقليم والمجتمع الدولي متكئة برسوخ على إرثنا الحضاري وجذوره الضاربة في عمق التاريخ.



 ولذلك ومن منطلق هذا الدور أسمح لي أن أفكر معك معالي وزير الثقافة كمشتغل في الصحافة الثقافية منذ عام 2005 وكباحث في مجال العلوم الاجتماعية وأن نتشارك معاً بعض الأفكار حيال المأمول من العمل الثقافي وممارساته الفترة المقبلة؛ وبما يتسق وأهداف جمهوريتنا الجديدة. في وقت تراهن فيه الجمهورية الجديدة علي بناء وعي المواطن المصري وحث عقله على التفكير بمنهجية ورؤية نقدية وهو ما ينعكس علي سلوكياته واتجاهاته في التعاطي مع ما يتلقاه من أفكار وإيديولوجيات وخطابات ومنتجات ثقافية كوكبية من ثقافات مختلفة بفعل شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وفي وقت باتت فيه حروب الجيل الرابع تقف على أعتاب ضغطة من "زر" على منصة من منصات التواصل الاجتماعي في اقل من الثانية قد يكون مردودها وتأثيرها بالسلب في المجتمعات وإحداث بلبلة فيها أود ان أثُمن ما ورد في بيانات وزارة الثقافة المصرية الأولي من أن توليت الوزارة وما تبعه من لقائك الأول مع أحد الوزارات وهو لقائك بالسيد وزير الاتصالات د. عمرو طلعت؛ وهو لقاء له دلالاته ومعانيه التي تكشف عن ما يدور في ذهنك تجاه رؤية مغايرة للممارسات الثقافية الرسمية في الفترة المقبلة تنطلق من مدخل التحول الرقمي. كما تابعت أيضاً معالي الوزير الاستبيان الذي أعدته ومازالت تستقبل إجاباته وزارة الثقافة للموظفين بالوزارة لبحث مؤهلاتهم وقدراتهم؛ وهو استبيان كشف لي أيضاً عن آليات عمل مغايرة في إدارة العمل الثقافي الرسمي بعد الوقوف على توصيف من واقع بيانات العاملين بالوزارة لاستخلاص الكوادر الشابة والاستفادة من قدراتهم في المواقع المناسبة بعد دراستها علي كافة المستويات التعليمية والديموجرافية والثقافية واتجهاتهم وميولهم وبالتالي تعظيم قدراتهم وتنمية مهاراتهم وتدريبهم وهو ما سينعكس علي أداء قطاعات الوزارة على نحو جيد؛ وغيرها من الإشارات التي وردت مباشرة أو ضمنية في بيانات الوزارة بعد توليكم المسؤولية معالي الوزير.

وأسمح لي أن أفكر معك معالي وزير الثقافة؛ واتشارك معك التساؤلات؛ ومنها اتسائل عن سبب غياب قاعدة بيانات رقمية لكل مدخلات وعمليات تشغيل قطاعات وزارة الثقافة المصرية؛ واتصور انه بتأسيس قاعدة بيانات رقمية لوزارة الثقافة المصرية سيتكشف لك بكل يسر وسهولة عمليات تشغيل المواقع الثقافية وكافة قطاعات الوزارة كما سيتثني لك القدرة كصانع قرار ثقافي علي استشراف رؤية مستقبلية لكل ما يجابه قطاعات الوزارة من تحديات ووضع الحلول بمنهجية ضمن استراتيجية الوزارة القريبة والمتوسطة بل وبعيدة المدى.

ودعني ايضاً أتشارك معك هذا التساؤل معالي وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو؛ لماذا لم يتم الإعلان عن الدفع بعدد من رواد الأعمال من المتخصصين بعلماء البيانات والمتخصصين في تقنيات تعلم الآلة والمؤثرين والمبرمجين والبوك توكر في نوادي التكنولوجيا التابعة لقصور وبيوت ونوادي الثقافة؛ ونحن في وقت تغيرت فيه اتجاهات الجمهور المتلقى للمنتجات الثقافية، خاصة ونحن مجتمع يشكل فيه الشباب النصيب الأكبر من الفئات العمرية التي تتوزع فيه، وفى وقت أصبحت صناعة الثقافة من الصناعات التي تتداخل فيها الخوارزميات في عصر هو عصر اقتصاد الإنتباه بامتياز.

ودعني أتساءل أيضاً بل أتشارك معك رؤيتك وتصوراتك بالمدخل الاقتصادي في إدارة قطاعات الوزارة ونماذج الأعمال الجديدة التي في حال تطبيقها ستحقق العوائد والأرباح والشراكات والرعايات للوزارة على غرار تجارب الوزارات الثقافية في الإقليم والمجتمع الدولي، وكذلك في المؤسسات الخاصة المتخصصة في المنتجات الثقافية والإبداعية الإقليمية والدولية مثل تجارب العديد من المؤسسات الثقافية ببريطانيا والصين، وكذلك ما هو مصير من حصلوا علي المنح المتعلقة بالصناعات الثقافية والإبداعية من الوزارة في الصين والاتحاد الأوروبي ومدي الاستفادة منهم فى القريب العاجل.

 وكذلك أود ان تكشف لنا مصير مرصد وزارة الثقافة الخاص بتقرير الحالة الثقافية المصرية بعد ان مر عام على تأسيسه وأين تقريره الأول الذي سيكشف لك ولنا عن آليات عمل قطاعات الوزارة واتجاهات المثقفين والمتلقيين للثقافة فى مصر، وهل سيتحول المرصد في القريب العاجل إلى مرصد للفكر قادراً علي تقديم الاستشارات والخدمات الثقافية مدفوعة الأجر لكافة المؤسسات المعنية بهذا القطاع وصناعاته ومنتجاته في الأقليم وعلي المستوى الدولي؟.. وللحديث بقية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز