11 فنانا من مصر والعالم يتنافسون فى فن أبدعه الأجداد ونقله الأحفاد
سمبوزيوم أسوان الدولي للنحت "الحجر يبوح بأسراره"
أسوان - محمد عوض سليم
يعتبر الفن هي اللغة المشتركة بين شعوب العالم، فهو يتجاوز كل الفوارق، ليصنع حواراً حضارياً متميزاً بين الجميع، فعن طريق الفن تستطيع الشعوب مد جسور التواصل والتقارب والتعارف فيما بينها، ولاسيما وأن كان هذا الفن من نوعية فن النحت، والذي يصيغ من خلاله الفنان العديد من القضايا والقيم داخل المجتمع بعقلية متفردة في الإبداع والتخيل
ومع إعتبار أن الفن يجسد الحياة الحقيقية لأى مجتمع ينقل من خلاله الواقع وعادات وتقاليد وموروثات الوطن، للعالم الخارجي، حرص القائمون على سمبوزيوم أسوان الدولى للنحت، على استمرار دورات هذا الملتقى الدولي والذي ولد عملاقا بمدينة أسوان، عام 1996 على يد الفنان التشكيلي العالمي الراحل آدم حنين، وعلى مدار 28 عاما هي عمر السمبوزيوم، تم نحت وتصميم عشرات الأعمال المنحوتة في الصخر والتي شارك فيها العشرات من النحاتين والمثالين والعمال من مختلف دول العالم على مدار عمر السمبوزيوم
وفى الدورة الحالية التي تحمل رقم (28) والتي تختتم أعمالها اليوم الثلاثاء، يشارك 8 فنانين ونحاتين، من مصر و دول العالم، هم خوسيه كارلوس من إسبانيا، ميخائيل سوبولييف من روسيا، وشيان سيهوا من الصين، وفيكتور كوباكتش من بولندا، إضافة إلى 4 فنانين مصريين هم ماجد ميخائيل، وزينب صبحي، وتريز أنطوان، وشروق هلال، كما يشارك فسورشة الشباب 3 نحاتات مصريات من جيل الشباب، هم نيفين خفاجي، ومنة إسكندراني، وميرنا إسحق، بالإضافة إلى ضيف محب للسمبوزيوم من إنجلترا في تقليد جديد لأول مرة.
في البداية تقول تريز أنطوان، نحاته مصرية من الإسكندرية، إن هذه المشاركة تعد الثالثة لها، بعد مشاركتين سابقتين عام 2015، 2017، وأنها تشارك في هذه الدورة فغى تنفيذ عمل نحتي عبارة عن تمثال لإنسان في وضع جلوس في حالة ثبات حركي في التكوين، متأملا ما يحدث من حوله في العالم من صراعات وأحداث
وتضيف شروق هلال نحاتة مصرية، أن هذه المشاركة الثانية لها بالسمبوزيوم عقب مشاركة عام 2017 ، وأنها تنفذ خلال هذه الدورة عمل فنى من نوع فريد، في إطار مناصرة القضية الفلسطينية والرد على مزاعم الإسرائيليين في سرقة التراث العربي ونسبه إلى تاريخهم وثقافتهم
وتابعت أنها تنفذ تمثالا يحمل الأسطورة الكنعانية "اشيرا"، والتي يدعي الإسرائلين أنها جزءًا من ثقافتهم العبربة، وفي عملها تعيد شروق هلال "اشيرا" إلى أصلها بملامحها الفلسطينية وهي تقف بعزة وشموخ.
وعبرت النحاته المصرية "زينب صبحى" عن سعادتها بهذه المشاركة في الدورة الحالية للسمبوزيوم، والتي تعد الثانية، مؤكدة أنها قدمت عملا نحتيا تفاعليا يحمل شكل كرسى في وضع الانحناء.
أما الفنان فيكتور كوباكتش، الذي يحمل الجنسية البولندية، أكمل قائلا أنه نفذ عمل يحمل عنوان "ثالوث الماء"، والذي يجسد التحولات الثلاث في التغير الذي يحدث للماء من الصورة السائلة، إلى مرحلة الجليد، وأخيرا البخار، ليطرح قضيته الفكرية، والتي يقول عنها إنها تتعلق بالمقدس التأملي العقلي الفلسفي.
وفي سياق ذاته يؤكد الفنان أكرم المجدوب قومسير عام سمبوزيوم أسوان الدولى للنحت، أن فعاليات الدورة الحالية “28” التي انطلقت في 15 يناير، الماضى، وتختتم اليوم 5 مارس، ستتضمن حفلا ختاميا، للسمبوزيوم يتضمن عرض فيلم قصير يوثق أحداث الدورة الـ28، إلى جانب تقديم عدد من فقرات الفنية، ويختتم بتكريم الفنانين المشاركين في السمبوزيوم ومنحهم شهادات التقدير.
وأضاف أنه جاري تجهيز وإعداد متحف أعمال سمبوزيوم أسوان الدولى للنحت لوضعه ضمن الخريطة السياحية بمحافظة أسوان، والذي يضم أكثر من 350 عمةل فنى من أعمال السمبوزيوم خلال دوراته ال 28، إلى جانب أنه يتم الاستعانة ببعض القطع الفنية النحتية من نتاج الدورات السابقة في تزين الميادين والشوارع بمحافظة أسوان والمحافظات المصرية.