ضريح الإمام الشافعي بالقاهرة: معلم تاريخي يخلد ذكرى مؤسس المذهب الشافعي
بسنت محمد
موقع ضريح الإمام الشافعي وتاريخه في قلب القاهرة، وبالتحديد في منطقة قرافة الإمام الشافعي، بشارع الإمام الشافعي.
ربما يعجبك
تم شيد هذا المعلم التاريخي الهام في عام 1211م، 608 هـ، بواسطة السلطان الكامل الأيوبي، وذلك تكريماً للشيخ الإمام الشافعي، مؤسس المذهب الشافعي، أحد أبرز علماء الفقه في الإسلام.
المنشئ وسبب الإنشاء
أنشأ السلطان الكامل هذا الضريح بناءً على رغبة في تكريم الإمام الشافعي، وإحياء ذكرى علمه العظيم في مجال الفقه الإسلامي.
فهو من أبرز المعالم التاريخية التي تعكس الاهتمام العميق بالتاريخ الديني والثقافي لمصر.
عمارة الضريح
يعد ضريح الإمام الشافعي واحداً من أكبر وأجمل الأضرحة في مصر، ويتميز بتصميمه المعماري الفريد.
يتكون الضريح من مساحة مربعة داخلية طول ضلعها 15 مترًا، وتتميز جدرانه بأنها سميكة للغاية، ما يسمح لها بدعم قبة ضخمة فوقه.
الضريح يضم مدخلًا واحدًا يقع في الضلع الشمالي الشرقي، وهو مدخل صغير يفتح على دهليز طويل، والذي يغلق ببابين مصنوعين من الفضة.
القبة والأعمدة
القبة التي تتوج الضريح تعد من أقدم وأجمل القباب الخشبية في مصر، وقد شيدت في العصر الأيوبي تحت حكم السلطان الكامل.
تعتبر هذه القبة معلمًا معماريًا فريدًا بحد ذاته، وتتميز بتفاصيلها الرائعة.
الجدران الداخلية للضريح تزينها محاريب ضخمة، يتوسطها المحراب الأكبر في الجهة الجنوبية الشرقية.
التطور المعماري شهد الضريح تطورًا ملحوظًا في تصميمه المعماري، حيث يمكن تمييز نوعين من مناطق الانتقال بين الأعمدة القبة:
الأول:
يتكون من حطتين من المقرنصات ذات العقود المنكسرة، كل حطة منها تحتوي على ثلاث حنايا.
الثاني:
يتكون من ثلاث حطات من المقرنصات الخشبية، ويحتوي على خمس حنايا في الحطة الأولى، سبع حنايا في الحطة الثانية، وثلاث حنايا في الحطة الثالثة. النصوص الموجودة بالقبة تتميز قبة الإمام الشافعي بوجود العديد من النصوص القرآنية والنصوص الكتابية التي تروي سيرته وأعماله.
من بين هذه النصوص، نجد آية الكرسي ونصوص تحكي عن النبي محمد ﷺ الذي تحدث عن عالم سيأتي بعده من نسل عبد مناف، وهذا يشير إلى الإمام الشافعي.
كما تضم القبة أيضًا نصوصًا تشير إلى أعمال الإصلاح والترميم التي شهدها الضريح.
التراكيب الخشبية داخل الضريح داخل الضريح توجد العديد من التراكيب الخشبية المميزة التي تزين جدرانه، ومن أبرز هذه التراكيب:
تركيبة الإمام الشافعي:
تعتبر أهم التركيب داخل الضريح، وتعد هذه التركيبة الوحيدة المتبقية من عمارة صلاح الدين الأيوبي.
شكل التابوت مستطيل وله غطاء هرمي مزخرف بالنقوش الكتابية.
يوجد على مقدمة التركيبة كتابة بالخط الكوفي تحتوي على نص يذكر تاريخ وفاة الإمام الشافعي وتفاصيل عن حياته.
تركيبة السلطان الكامل الأيوبي:
تحيط هذه التركيبة بالضريح وتعكس جمال وفخامة العمارة في عهد الأيوبيين.
تركيبة أسرة عبد الحكم:
أسرة كانت قد استضافت الإمام الشافعي في مصر.
يعتبر ضريح الإمام الشافعي من أبرز المعالم الدينية والتاريخية في مصر، ويحظى بأهمية خاصة كموقع ثقافي وديني في القاهرة.
يظل الضريح شاهداً على عظمة الإمام الشافعي وأثره الكبير في تطور الفقه الإسلامي، ويعد من أجمل الأمثلة على العمارة الإسلامية في العصور الوسطى.
جوجل نيوز
