طارق مرسي
رغم ما «كان» .. مصر تستطيع فى الـ«كان»
بعد أداء مذبذب ومستوى متراجع خرج منتخب الفراعنة من مصيدة المجموعات سالمًا من بطولة أمم أفريقيا «الكان»، والأمل القادم هو فتح صفحة جديدة فى دور الـ16 وتجاوز منتخب الكونغو - غدًا الأحد - وبلوغ المربع الذهبى والطريق ممهد تمامًا لتحقيق هذا ثم الثأر من منتخب السنغال عقدة هذا الجيل على مدار العامين الماضين وحرماننا من بطولة إفريقيا والوصول لكأس العالم فى آخر نسخة له بقطر.
مصر بالتاريخ والجغرافيا والتصنيف الدولى والإفريقى أعلى من منتخب الكونغو ومنتخبى غينيا وغينيا الاستوائية، والثالثة «تابتة» فى مواجهة السنغال الأقوى بالتأكيد من كوت ديفوار وبوركينا فاسو ومالى، وبعد استعادة محمد صلاح وتعافيه ووقتها ستضرب مصر موعدًا تاريخيًا مع منتخب المغرب فى نهائى إفريقيا أو منتخب كاب فردى «الرأس الأخضر» الحصان الأسود فى البطولة، وكل الأمانى ممكنة رغم مفارقات البطولة وإصابة محمد صلاح ثم أحمد الشناوى وإمام عاشور والثلاثى أسلحة مهمة لبلوغ الحلم الإفريقى هذا السيناريو صعب ولكنه ليس مستحيلًا.
فى كوت ديفوار واجهت المنتخبات العربية صعوبات كبيرة وعلى أثرها خرجت تونس والجزائر، بينما نجت مصر والمغرب وأصبح الأمل معلقًا عليهما مع موريتانيا التي قدمت أداءً قويًا ومفاجئًا فى هذه البطولة التي عنادت فيها الأرض أصحابها، ويبدو أن الخريطة الإفريقية فى هذه البطولة ستتأثر بالتغيُّرات الكروية بعد الظهور القوى لمنتخبات الكاب فردى وأنجولا وغينيا وظهورها بمستوى رائع، خصوصًا منتخب الرأس الأخضر الذي أعلن عن نفسه بقوة، فى مقابل سقوط الجزائر وهى من القوى العظمى وانتهاء زمن مديرهم الفنى القدير جمال بن ماضى صاحب آخر إنجاز حققه «محاربو الصحراء» فى أمم إفريقيا فى نهائى نسخة 2019 بمصر عندما تغلب على السنغال بهدف دون مقابل، ومنذ تلك المباراة لعب منتخب الجزائر ست مباريات فى أمم إفريقيا وفشل فى تخطى دور المجموعات بآخر نسختين.
فى المقابل انتفضت السنغال بعد خسارتها بطولة 2019 بمصر وكانت الانتفاضة على أطلال الجزائر ومنتخب الفراعنة وقد حان الوقت لتصحيح المسار رغم المستوى المتدنى وإصابة الملهم «صلاح»، أمام «فيتوريا» والجيل الحالى: ترزيجيه نجم الفريق الآن ومصطفى محمد وزيزو ومرموش وإمام عاشور ومروان عطية ومصطفى فتحى ومعهم محمد أبوجبل الحارس المرشح لحماية عرين منتخب مصر فى أمم إفريقيا وتكرار نفس سيناريو النسخة الماضية فى الكاميرون 2021، بعد أن تعرض الشناوى للإصابة فى مواجهة كوت ديفوار بدور الـ16، وغاب عن باقى مشوار مصر فى البطولة، ونجح الحارس البديل فى التألق أمام مباراة المغرب فى ربع النهائى، واستمر التوهج أمام الكاميرون بنصف النهائى، وتمكن من التصدى لعدد من ركلات الترجيح، قبل أن يظهر فى النهائى أمام السنغال.
وفى المباراة النهائية، تمكن من التصدى لركلة جزاء من ساديو مانى، وتوج أبوجبل بجائزة أفضل حارس فى أمم إفريقيا بالنسخة الماضية، بعد أن تلقى هدفًا وحيدًا فى 4 مباريات.. والسؤال المطروح: هل يكرر أبوجبل هذا الإنجاز والاحتفاظ بلقب أفضل حارس إفريقى؟
إن كل الفرص متاحة والأمانى ما زالت ممكنة ومصر تستطيع تجاوز السلبيات وإهداء هذه البطولة لكل المصريين ولنجم مصر العالمى «محمد صلاح» الذي تعرض لانتقادات وحشية وصلت لحد التطاول عليه والتشكيك فى انتمائه، بينما هو خير أجناد مصر فى الكرة والنجم صاحب الرسالة الكروية المصرية للعالم، والجيل الحالى مدين لمحمد صلاح بهذه البطولة التي هى حلمه الكبير وبالتالى تصدير السعادة لكل المصريين.