"نجفة".. أشهر حدادة في الشرقية: بقالي 25 سنة بكافح مع زوجي عشان تربية ولادنا

يسطرن السيدات على مدى العصور قصص نجاحهن وكفاحن في الحياة، منهن السيدة "نجفة" في أواخر العقد الخامس من العمر التي قررت أن تساند زوجها في واحدة من أقدم المهن الحرفية الشاقة، وهي مهنة الحدادة حتى يستطيعا سويًا التغلب على صعوبات الحياة من أجل تربية وتعليم أبنائهما.

 

 

اعتادت تلك السيدة على العمل والكفاح من أجل أسرتها، فهي نشأت بأسرة بسيطة بقرية الغار التابعة لمركز الزقازيق لأب يعمل مزارع وقبل سنوات من زواجها تعرض والدها إلى مرض أفقده البصر فما كان منها هي وشقيقتها الكبرى إلا أن اتفقتا مع بعضهما البحث عن عمل يدر لهم دخلاً يساعدهم في الأعباء المعيشية وجلب علاج والدهما بحسب روايتها لـ"بوابة روزاليوسف".

 

 

منذ أكثر من خمسة وعشرين عامًا زوج السيدة "نجفة" كان بحاجة لصنايعي يساعده في ورشة الحدادة لكن متطلبات المعيشة وضيق ذات اليد كان عائقًا أمام استئجار عامل في ظل حاجتهم للجنيه.

 

لم تنتظر السيدة الخمسينية طويلاً لتطلب من زوجها العمل معه ومساعدته في ورشة الحدادة، لكنه رفض لعلمه صعوبة ومخاطر ومشقة تلك المهنة، لكن لم تيأس "نجفة" من محاولاتها حتى استطاعت اقناع زوجها وبدأت تذهب معه ورشته الكائنه بشارع الحدادين بمدينة الزقازيق في محافظة الشرقية.

 

ورغم صعوبة حمل المعدات الثقيلة والتعامل مع أدوات الحدادة إلا أنها تمكنت بإصرارها وعزيمتها من تعلم وإتقان تلك المهنة الصعبة رويدًا رويدًا على يد زوجها حتى أصبحا يتشاركان في العمل والمنزل.

 

لم تكترث تلك السيدة الخمسينية إلى مطالعة أهالى شارع الحدادين لها كونها سيدة تعمل في مهنه تُعرف بأنها ذكورية في منطقة مكتظة بالحرفيين من الرجال حتى أصبح الأمر عاديًا مع مرور الوقت واعتادوا رؤيتها.

 

استطاعت "نجفة" خلال رحلة كفاحها أن توفق بين رعاية وتعليم أبنائها ومواصلة العمل مع زوجها في ورشة الحدادة من أجل تخفيف العبء عن كاهله، حتى تمكنا معًا تعليم جميع أبنائهما فمنهم خريج الجامعة وآخرين بمراحل تعليمية مختلفة.