عاجل
الخميس 30 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

عاجل.. خبراء: ضعف أمريكا تجلى عندما انسحب حلفاؤها من تحالف البحر الأحمر

البحرية الأمريكية تسير وحدها في عملية حارس الرخاء
البحرية الأمريكية تسير وحدها في عملية حارس الرخاء

اعتبر التحالف في البحر الأحمر فاشلا بعد انسحاب بعض حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين، ولم ترسل دول أخرى سوى عدد قليل من القوات دون سفن.



 

وتسير القوات الأمريكية تدريجياً "وحدها" في عملية "حارس الرخاء".

 

فشل التحالف

 

وأعلن البنتاجون تشكيل تحالف بحري كبير بحلول نهاية عام 2023 لضمان الأمن البحري في البحر الأحمر وسط سلسلة من الهجمات على السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل من قبل القوات  الحوثية في ​​اليمن.

 

قال لويجي بينيلي مانتيلي، الأميرال الإيطالي ورئيس أركان البحرية الإيطالية السابق، إن فشل الغرب في تشكيل تحالف لحماية البحر الأحمر يعد علامة مثيرة للقلق على تضامن حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.

 

وقال: "لن تنضم فرنسا وإيطاليا إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في البحر الأحمر، ولن يكون لذلك أي تأثير من الناحية العملياتية، حيث إن القوات البحرية مدربة جيدًا على تنسيق الإجراءات حتى خارج سلسلة القيادة". 

 

وقال لويجي بينيلي مانتيللي: إن ما حدث دليل على ضعف تماسكنا مع حلف شمال الأطلسي ومع شركائنا في الاتحاد الأوروبي".

 

وقال الخبير العسكري الايطالي إن الكتلة الغربية بحاجة إلى "تعديل وتوسيع دورها في استقرار وأمن العالم"، ودعا بروكسل إلى "الاستيقاظ من حلم التواصل الكبير والانحدار، قائلا: فكروا مليا في استقراركم. 

 

بدأ تحالف "عملية حارس الرخاء" الذي تقوده واشنطن ضد الحوثيين في البحر الأحمر بداية صعبة بعد أن رفض الحلفاء الغربيون الرئيسيون، بما في ذلك إيطاليا وفرنسا وإسبانيا، المشاركة، في حين التزمت دول أخرى بما في ذلك هولندا والنرويج وأستراليا وكندا بالمشاركة، سوى عدد قليل من القوات بدون سفن حربية.

 

كانت القوات الحوثية في اليمن قد بدأت في شن حملة من الهجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ ضد السفن التجارية المملوكة لإسرائيل أو في طريقها إلى إسرائيل أو منها في نوفمبر 2023 دعماً للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ومعارضة حرب إسرائيل في غزة.

 

 

وتعهد قادة الحوثيين مراراً وتكراراً بتحويل البحر الأحمر إلى "مقبرة" للتحالف إذا حاولت القوى الغربية مهاجمة هذه القوة في اليمن.

 

وتحولت التوترات بين الولايات المتحدة والحوثيين إلى خطورة بعد حادثة وقعت يوم 31 ديسمبر الماضي، عندما حاول 10 مقاتلين حوثيين في لانشات صغيرة الاستيلاء على سفينة تجارية ولكنهم تعرضوا لهجوم بطائرات هليكوبتر أمريكية، مما أدى إلى تدمير اللانشات الحوثية.

 

 

لكن الحوثيين ظلوا متماسكين، ووعدوا بمواصلة استهداف السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل، وحذروا من أن البحر الأحمر سيصبح أيضًا غير آمن بالنسبة للدول المشاركة في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

 

وتسببت الحملة التي شنتها القوات الحوثية اليمنية في توقف خطوط شحن رئيسية عن العمل عبر البحر الأحمر، مما اضطر السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني إلى قطع الطريق الطويل بالدوران حول القارة الأفريقية، مما أضاف آلاف الأميال البحرية، مع إضافة ملايين الدولارات من تكاليف النقل لكل رحلة. 

 

 

وذكرت صحيفة الباييس الإسبانية أن حملة الحوثيين تسببت في زيادة تكاليف الشحن العالمية بنحو 170%.

 

كيف تعمل حملة "حارس الرخاء"؟

 

ووفقاً لسكوت ريتر، ضابط المخابرات العسكرية الأمريكية السابق، فإن الطريقة الوحيدة التي يمكن لعملية "حارس الرخاء" أن تحافظ على عمل البحر الأحمر بأمان هي شن هجمات ضد قدرات إطلاق الصواريخ والطائرات الحوثية بدون طيار على أمل إيقافها قبل أن يتم استخدامها.

 

ومع ذلك، أوضح الحوثيون أنهم إذا تعرضوا للهجوم، فسوف يوسعون الصراع ويستهدفون إنتاج النفط في أكبر دولتين منتجتين في المنطقة، مما يهدد إمدادات الطاقة العالمية. في حين أن استهداف منصات إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار المتنقلة ليس بالمهمة السهلة.

 

ولم تتمكن إحدي الدل المعادية للحوثيين أن تستخدم الدعم الاستخباراتي الأمريكي للاستهداف، من منع قوات الحوثيين من إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار ضد أهداف داخلها طوال فترة الصراع المستمر. ومن المرجح أن تواجه الولايات المتحدة مشكلة مماثلة.

 

باختصار، من خلال إطلاق عملية حارس الرخاء، يبدو أن الولايات المتحدة قد خلقت فخًا لنفسها لأنها لن تكون قادرة على وقف هجمات الحوثيين، ومن المرجح أن يؤدي هذا الإجراء إلى توسيع نطاق الصراع وحجمه على حساب المصالح الأمريكية.

 

وقال سكوت ريتر إن كل هذا يمكن حله بمجرد مكالمة هاتفية من الرئيس الأمريكي جو بايدن لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوجه فيها تل أبيب بقبول وقف إطلاق النار والسماح بإرسال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين في غزة.

 

لكن بدلاً من ذلك، تعمل الولايات المتحدة على تدمير مكانتها في العالم من خلال تمكين جيش الاحتلال الإسرائيلي علناً من مهاجمة المدنيين الفلسطينيين، مع إضعاف سمعتها كقوة ردع للجيش الأمريكي.

 

ويرى الخبير الأمريكي أن الفشل في تشكيل تحالف في البحر الأحمر يتجاوز مسألة أمن هذا البحر. لقد أكدت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة أنها تستطيع أن تضمن أنه إذا سعت إيران إلى إغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي، فإن البحرية الأمريكية ستكون قادرة على إعادة فتحه في وقت قصير للغاية.

 

ربما تكون حملة Guardians of Prosperity مجرد كذبة لهذا الادعاء. والحقيقة هي أن توازن القوى العالمي قد تغير بشكل كبير، ولم تعد الأسلحة التقليدية مثل المجموعات الضاربة لحاملات الطائرات هي الوسيلة المهيمنة لاستعراض القوة كما كانت في السابق.

 

إن الفشل المحتمل لعملية "حارس الرخاء" من شأنه أن يثبت عدم قدرة أمريكا على استكمال خططها للهيمنة الإقليمية في الخليج العربي، ويشير إلى عصر جديد حيث لم يعد ظهور أسطول السفن الحربية الأمريكية يسبب الخوف والترهيب للمعارضين.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز