عاجل
السبت 28 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
المرأة.. ما لها وما عليها

المرأة.. ما لها وما عليها

من قال إن المرأة مخلوق ضعيف فقد خانه التوفيق في التعبير، ولكن نقول المرأة فياض بالمشاعر والأحاسيس الرقيقة فرفقًا بهن يا سادة.



 

 وإن رأيتم منهن مكرا ودهاء فاصبروا عليهن فهذا المكر والدهاء يختبئ خلفه عطف وحنان. ولا تنسوا أنها الأم والأخت والزوجة والابنة. ليس هذا وحسب بل هي صمام الأمان في البيت، بل هي التي تدفع الرجال دفعا إلى الأمام.  ولابد أن نعي جيدا نحن معاشر الرجال أن امرأة الأمس ليست امرأة اليوم ، فامرأة اليوم أصبح الاعتماد عليها في كل مجالات الحياة.

 

وإذا أردنا حقا أن نتحدث عن المرأة فلابد أن يكون حديثنا منصفا، بمعنى أن نعطيهن حقوقهن كاملة غير منقوصة، لماذا لأنهن شقائق الرجال، ولنبدأ بالحديث عن حقوقهن، التي طالما نادت المجالس القومية للمرأة في كل مكان بحقوق المرأة.. ما لها من حقوق فإذا وفيت ما لها فعليها أن تفي بما عليها.

 

ونبدأ بما لها من حقوق: المرأة الزوجة ما هي حقوقها على زوجها؟ حقوقها بسيطة جدا ومشروعة وأهمها: أن تعامل معاملة حسنة بأن يتقي الله فيها ويحسن لها ويحفظها في سرها وعلنها ويهيئ لها حياة كريمة وأن يعينها علي طاعة الله، وأن ينفذ وصية رسول الله ﷺ فيها: أوصيكم بالنساء خيرا فإنهن عوان عندكم استحللتم فروجهن بكلمة الله.

 

أيضا لا يحملها ما لا تطيق، فالحياة لا يمكن أن تستقيم دون المشاركة. فلا يلقي بالأعباء كاملة عليها فتكون المرأة والرجل في وقت واحد.

 

كذلك لا يتجبر ولا يتكبر عليها فبمجرد أن يمن الله عليه بقدر من المال أو الجاه أو السلطان يتمرد عليها، فهي الأمن والأمان والسلامة والاستقرار والحضن الدافئ الذي نسكن إليه في ليل شتاء قارس البرد، وفي ليل ربيع فيمتزج ربيع القلب بربيع العمر، وتصفو الحياة وتتحقق الأماني والأمنيات.

 

يا سادة ما أحلاها لحظة صفاء ونقاء حينما يفضي كل منهما بمشاعره الجياشة للآخر. 

 

كذلك لا بد أن يعاملها زوجها معاملة رقيقة، كأن يقول لها كلمة حب نابعة من القلب تتحطم معها كل القيود وتتكسر معها رتابة وملل الحياة المادية. 

 

فبالحب نحيا وبالحب نسود وبالحب نبني حياتنا وبالحب نصنع المعجزات.

 

 يا سادتي المسألة في غاية البساطة، الكلمة الطيبة صدقة فهل تصدقنا على أحبابنا.

 

قد يظن البعض أنني أتحدث عن المرأة الزوجة، وقد يظن البعض أنني لا أرى في المرأة إلا المرأة التي تقبع في بيتها وتربي أولادها وإن كان هذا دور نبيل لا أحد ينكره.

 

إلا إنني لا أنكر عليها دورها المهم في الحياة العملية، فالمرأة بالإضافة إلى دورها النبيل في صون بيتها إلا إنها خرجت إلى الشارع وأثبتت وجودها فأصبحت قاضية وأستاذة جامعية ومعلمة، ومع كل هذه الانشغالات إلا أنها  لم تنس دورها الفاعل في بيتها.

 

هذا بالنسبة لحقوق المرأة، أما ما عليها من واجبات، فعليها مسؤوليات جسام تقع على عاتقها، فهي المرأة الأم   فالأم مدرسة إذا اعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق فما هو دورها تجاه أبنائها؟ التربية الصالحة تربية تتمثل في ترسيخ القيم النبيلة والسامية وتثبيت المعتقد في قلوب الأبناء.. غرس قيم الحب والتسامح والعدالة وحب الحق والخير والجمال.

 

غرس مفهوم المواطنة فوطننا موطننا حياتنا ماؤنا الذي نشربه وهواؤنا الذي نتنفسه بل وعمرنا الذي نحياه وموروثنا الذي سيرثه أبناؤنا.. تربيتهم على السمع والطاعة. 

 

السمع والطاعة في كل ما يرضي الله ورسوله فلا طاعة  لمخلوق في معصية الخالق.  

أن تزرع بداخلهم قيم الحرية المسؤولة دون إفراط أو تفريط.

هذا بالنسبة لأولادها وبيتها، أما بالنسبة لزوجها، فينبغي على المرأة الزوجة أن تتعامل مع زوجها بالحب والإخلاص والود، فلا يرى منها إلا كل طيب وجميل ولا يسمع منها إلا عبارات الحنان والعطف، فإذا نظر إليها سرته، وإذا غاب عنها حفظته في دينه وولده وماله.

 

وعليها السمع والطاعة فلا تمتنع إذا طلبها لحاجته دونما عذر شرعي، بل وتدفعه دفعا للإمام نحو تحقيق أهدافه التي في النهاية تصب في معينها ومعين أسرتهما، وأن تتلطف في الطلب لأمر ما سواء في السراء أو الأغراض المادية، وأن تنظر إليه فتعرف من وجهه ما يطلبه وما يريد أن يتحدث عنه، وما يريد أن يسكت عنه.

 

وإن استطاعت راغبة إن كانت تعمل أن تساعد وتعين على أعباء الحياة رغبة منها لا إجبارها على ذلك.

 

أما واجباتها تجاه مجتمعها الذي تحياه، فإن كانت متعلمة ينبغي عليها أن تساهم في حل مشكلات الأمية، كذلك تمارس دورها في الحياة السياسية فمن الممكن أن تشارك في العمليات الانتخابية واختيار الأعضاء، وإن كانت لديها القدرة بعد أخذ رأي زوجها وأسرتها أن تخوض الانتخابات وبذلك تصبح فاعلة في بناء وطنها.

 

حقا النساء مصابيح البيوت، حقا النساء هن اللواتي يأخذن بأيدي أزواجهن إلى بناء مستقبل مشرق، حقا النساء زينة الحياة الدنيا فبدونهن لا تستقيم الحياة.

 

وقد كرمهن الله تعالى في أكثر من موضع في القرآن، قوله تعالى والذاكرين الله كثيرا والذاكرات.

 

أما في حديث النبي هن عوان عندكم، فسر البعض كلمة عوان أنهن أسيرات عند الرجال، وبرجوعنا إلى كلمة عون في معاجم اللغة تبين أنها تعني النصف والوسط، أو الخيار، فلا أعتقد أن النبي ﷺ أراد أن تكون النساء أسيرات، لأن الأسير يكون ذليلا مكسور النفس، والمعصوم صلى الله عليه وسلم، ما أجمل ولا أروع، بل ضرب أروع الأمثلة في معاملة نسائه، فكان لا يضع تمرة في فم إحداهن إلا ووضع تمرة أخرى في فم زوجة أخرى، فهل يقبل النبي بمعاملة النساء باللين على أساس أنهن وقعن في الأسر عند الرجال؟!

 

أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز