ممثلو شركات ألمانية وإسبانية: طفرة مصر في مجال النقل تخلق فرصًا استثمارية واعدة

أجمع ممثلو الشركات الألمانية والإسبانية المشاركة في أجنحة الدورة الخامسة للمعرض والمؤتمر الدولي للنقل الذكي والبنية التحتية واللوجستيات (TRANSMEA 2023)، على أن ما حققته مصر من طفرة في مجال النقل، عبر التعاون مع شركاتهم خلق قصص نجاح، وعزز لمستقبل اقتصادي واستثماري واعد في هذا القطاع الحيوي يعتمد على الثقة ومعايير الجودة والاستدامة.

وأشاد ممثلو الشركات المشاركون في المعرض المقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الفترة من 5 إلى 8 نوفمبر الجاري تحت شعار "توطين صناعة وسائل النقل في مصر" - في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط - بما تقدمه الدولة المصرية من تعاون يشيد جسورا من الثقة والعلاقات المستدامة؛ بما يعد انطلاقة لأسواق أكبر في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، فضلًا عن توجه مصر لتطوير صناعات النقل بما يفتح بابًا لإمكانية إنشاء مشروعات ومصانع تصدر منتجاتها إلى هذه المنطقة المهمة من العالم.

وفي هذا الإطار، أكد بنجامين هاردر مدير الاستراتيجيات والبنى التحتية بجمعية VDN لصناعة السكك الحديدية الألمانية، أن الفرصة الآن ذهبية للدفع بمزيد من الاستثمارات في مصر، مشيرًا إلى أهمية دور القاهرة المحوري على النطاق الإقليمي والدولي، فضلًا عن كونها شريكا استراتيجيا مهما لألمانيا.

وأوضح هاردر، الذي يرأس وفدا من 11 شركة ألمانية تشارك في المعرض، أن ما حققته مصر من مشروعات تنموية تحقق الاستدامة يمثل البوصلة التي تستهدفها كبرى الشركات وكذلك النظم المصرفية حول العالم لفتح مجالات استثمار جديدة، مشيرًا إلى اهتمام الشركات الألمانية الكبيرة والمتوسطة على المشاركة في المعرض لهذا السبب.

وتابع هاردر، أن مصر تعد شريكا مهما للدول الأوروبية، وأن ألمانيا راغبة في تحقيق تعاون طويل الأمد في مختلف مشروعات النقل مع الجانب المصري، بما يتضمن نقل التكنولوجيا والشروع في عمليات التصنيع، فضلًا عن رفع كفاءة الأيدي العاملة للوصول بهم إلى مرحلة الخبرة والخبراء للاستعانة بهم في المشروعات المستقبلية.

وشدد على إيلاء الحكومة المصرية، أهمية خاصة لمسألة الجودة في مختلف مشروعات النقل التي تتعاون فيها مع الجانب الألماني، وأن تكون كافة العناصر في وسائل النقل على نفس المستوى الموجود في أوروبا، منوهًا بأنه يتم التطرق إلى تفاصيل دقيقة في التعاقد على توريد وسائل النقل؛ لاسيما في مجال القطارات لتتناسب بشكل أكثر فعالية مع احتياجات المواطن المصري؛ دون الإخلال بالجودة والرفاهية.

وأضاف أن 70% من مشروعات النقل السككي التي يتم تنفيذها حول العالم، ترتبط بالشركات متوسطة الحجم إلى جانب الشركات الكبيرة، لافتًا إلى أن الشركات الألمانية العالمية مثل "سيمنز" تستعين بهذا النوع من الشركات للمشاركة في مشروعات البنية التحتية والتنمية المستدامة. واعتبر هاردر، أن ما تم بناؤه من جسور ثقة تعتمد على قصص النجاح في التعاون بين البلدين، وما تقدمه الحكومة المصرية ممثلة في وزارة النقل، عزز من رغبة المزيد من الشركات الألمانية في فتح أسواق جديدة هنا.

وثمن رئيس وفد الشركات الألمانية المشاركة في المعرض نجاح وزارة النقل في تنفيذ استراتيجية النقل الجماعي الأخضر صديق البيئة، والذي تجسده مشروعات النقل السككي سواء من السكك الحديدية، والقطار الكهربائي السريع، والمونوريل.

وأوضح أن تلك المشروعات هي الأنسب للمدن المليونية لتتناسب مع حجم الاحتياج لنقل الركاب بشكل آمن ويحقق الرفاهية، مبيناً أن هذه الاستراتيجية تسهم في تغيير الوعي الجمعي بضرورة استخدام وسائل النقل الجماعي وغيرها من التي تستخدم الطاقة الجديدة والمتجددة.

من جانبه، قال روبرت بوهمان رئيس شركة "جيتا" الألمانية للتصاميم الداخلية للقطارات، إنه حرص على المشاركة بنفسه في معرض "ترانسميا" وذلك لأهمية مصر بالنسبة لصناعات النقل المختلفة؛ وذلك بفضل الطفرة الحقيقية والمشروعات التنموية التي تجرى في هذا الصدد، إلى جانب حفاوة الاستقبال وود الشعب المصري.

ولفت بوهمان، إلى أن شركته التي تنتمي إلى المستوى المتوسط، تشارك بشكل فعال في التصميمات الداخلية لعدد من القطارات التي يتم توريدها إلى مصر، موضحًا أن كافة المواد والتصميمات بنفس الجودة التي يتم تصديرها إلى سويسرا، وكذلك في ألمانيا ومختلف دول العالم، مشيرًا إلى أن مستقل القطارات في أوروبا لن يشعر بالفرق لدى استقلاله القطارات في مصر.

وتابع بوهمان، أن المشاركة في هذه الدورة من المعرض تمثل فرصة للتعرف على مزيد من الأسواق المفتوحة في مجالات النقل السككي والبنى التحتية في شمال إفريقيا والمنطقة العربية، معتبرًا أن نجاح التجربة في المشروعات المصرية يعزز ويثقل مكانته في هذا السوق المهم.

وفي سياق متصل، عبر ممثلو شركة جوممي ميتال الألمانية، عن سعادتهم في المشاركة في صناعة أجزاء من القطارات الألمانية التي دخلت الخدمة الفعلية في مصر، وكذلك رفع كفاءة وتطوير عدد من القطارات العاملة بالفعل، موضحين أن الشركة تعتمد على معايير قياسية واحدة، ويتم تقديم تطوير وحلول مناسبة لكل حالة بما لا يخل بالجودة.

وأوضحوا أن المشاركة في معرض "ترانسميا" يعد فرصة جيدة لتعريف الأسواق في منطقة الشرق الأوسط وقارة إفريقيا بالنجاحات التي تحققت من خلال الشراكة في مشروعات النقل السككي في مصر، والتي يشهد لها الجميع.

وأكد مسؤولو الشركة، أن نجاحهم في توسعة هذا النشاط في المنطقة سيدفعهم إلى التعجيل بالخطط المستقبلية لفتح مقرات وبدء التصنيع من داخل مصر لتكون نقطة انطلاق لهذه المنطقة من العالم.

ومن الجناح الإسباني؛ حيث يشارك 9 شركات، أكد آنا فيرنانديز أرمينداي ممثلة شركة مافيكس الإسبانية لصناعات السكك الحديد، أهمية هذه المشاركة في مصر حيث الفرص الواعدة في مجال النقل الذي يشهد طفرة وتعاون قوي وممتد مع بلادها.

وأوضحت فيرنانديز، أن الشركات المصرية لديها مزايا وكذلك الجانب الإسباني، مشيرة إلى أن هذا المزيج نجح في إقامة علاقات مبنية على الثقة والاستدامة، لافتة إلى اهتمام شركات القطاع الخاص الإسبانية بالتواجد في هذا السوق سواء من خلال تمثيل المكاتب أو من خلال وجود الخبراء.

وأضافت أن النقل السككي يمثل إحدى الفرص الواعدة للوصول إلى مستقبل من الاستدامة في مجال النقل الأخضر والصديق للبيئة.