عاجل
الإثنين 22 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
ذكرى انتصارات أكتوبر
البنك الاهلي
 هل أتاك حديث مصر وجيشها 2

الأخلاق والمبادئ

هل أتاك حديث مصر وجيشها 2

مبادئ وأخلاق جيش مصر ضاربة بجذورها في عُمق التاريخ، أفراده كالبُنيان المرصوص، "لا أحد هاجم زميله"، يؤمِّن ويحمي لا يَعتدي، يدافع عن شعبه ووطنه، وأمته. 



 

يذهب بنا التاريخ إلى درسه الأعظم؛ فقد بدأت مرحلة الاضمحلال، عندما ضعفت مركزية الدولة القديمة، وسيطر الكهنة ورجال الدين على وعي الشعب، واستقل حكام الأقاليم بمُدنهم، خارج سيطرة الدولة المركزية، والتخلف عن مُجاراة الأعداء في بناء القدرة العسكرية والتسليح .

 

 

فتحولت مصر إلى فريسة سهلة، لهمجية الهكسوس، «حكام الأراضي الأجنبية»، الذين امتلكوا السلاح الحديث، العَجلات الحربية التي تجرها الخيول، والأسلحة البرونزية.

 

 

ليفاجأ حُكام الأقاليم الذين تمردوا على الحكومة المركزية الوطنية، بالمُحتلين يُخربون مدنهم وينهبون ثرواتهم، ويتخذون أميراتهم زوجات، جعلوهم أذلة وكذلك يفعلون.

 

 

يَروي "مانيتو" المؤرخ المصري القديم: "أحرقوا مُدننا بلا رحمة، ودمّروا مَعابد آلهتنا بالأرض، وعامَلوا جميع السكان الأصليين بعداء قاسٍ". 

 

 

لكن تاريخ مصر، يؤكد دائمًا أن هذا الشعب لا يعرف الاستسلامَ، فسرعان ما نظم المَلك "سقنن رع"- الأسرة السابعة عشرة 1575 ق.م- صفوفه ليبدأ الجهاد لتحرير الأرض؛ متقدمًا قواته، حتى ارتقى  شهيدًا؛ ليكون أول مَلك شهيد في مصر.

 

 

چينات الكرامة والتضحية والفداء، يتوارثها الأبناءُ والأحفادُ، فنهض المَلك "كامس"، الابن الأكبر للشهيد "سقنن رع"، يواصل ما بدأه أبوه، مؤكدًا: «لا يمكن أن يشعر أحد بالراحة عندما يتم حلبهم بضرائب الآسيويين، سأصارعهم لإنقاذ مصر التي دمروها». 

 

 

واصل المَلك "أحمس" حروبَ الاستقلال بعد رحيل شقيقه "كامس"، قاد معارك تحرير مصر، لنحو خمس سنوات، حتى حقق النصر المُظفر، بطرد الهكسوس من كامل البلاد، لاحقهم خارج حدودها؛ ليعود يواجه عدوانًا على الجبهة الجنوبية، فيحقق انتصارات مَهدت لإعادة بناء قوة الدولة المصرية القديمة.

 

 

والدرس هنا؛ أنّ چينات المقاومة المصرية متوارثة، فمنذ ذلك التاريخ وما تلاه من بطولات في كل حقب  تاريخ مصر، لا يعرف شعبها؛ غير الصمود والمقاومة بديلًا.

 

 

فها هو شعبُ مصر، يصهر كل الغزاة، تتحطم على صلابة هويته، ومقاومته، إمبراطوريات وقوَى استعمارية متوالية، أبرزها: الهكسوس، والآشوريون والفرس والإغريق واليونانيون والبطالمة، والفرنسيون والبريطانيون، حتى الصهاينة 1967م. 

 

جميعهم رحلوا يجرون أذيال الخيبة، انهارت إمبراطوريات كانت لا تغيب عنها الشمس، وبقيت مصر، ومَهما كانت الانكسارات العسكرية؛ إلا أن حقب التاريخ لم تسجل يومًا في سجلاتها هزيمة مصرية ثقافية.

للحديث إن شاء الله بقية غدًا

 

[email protected]

اقرأ المزيد

هل أتاك حديث مصر وجيشها؟(1)  

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز