عاجل
السبت 27 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
ضوابط الدعاية والقيم!

همس الكلمات ..

ضوابط الدعاية والقيم!

فجرت مطالبات بمقاطعة منتجات محلات ألبان وحلويات شهيرة، قضية ضوابط الإعلانات ومدى توافقها مع قيم المُجتمع.



فحملة الدعوة لمقاطعة منتجات الشركة جاءت ردًا على اعتمادها في حملتها الدعائية لأحد فروعها الجديدة بآلية استفزت قطاعات من الجمهور الذي عبر عن استيائه على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

 

فقد قامت تلك الشركة باستدعاء بلوجر تركي للترويج لها، بهز بطنه الكبيرة أمام المقر، وعندما واجهت انتقادات زعمت أنها تروج للسياحة المصرية، ما طرح تساؤلات حول "أسس وضوابط الدعاية".

 

فعلى الرغم من أن ما قام به ذلك المحل، يمثل شيئًا عاديًا للترويج لمنتجاته، لكن ما أثار استياء وغضب الكثير من المواطنين والرأي العام ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، هو طريقة الدعاية باستخدام بلوجر كل ما يقدمه الرقص ببطنه الكبيرة بطريقة مستفزة.. ما أدى إلى تحول الدعاية والترويج إلى الدعاية السلبية وخلقت نوع من المشاعر السلبية تجاه المنتج والمطالبة بمقاطعته.

 

 

من اسباب الاستياء، هو دفع الشركة مبالغ طائلة على إعلان لا يقدم صاحبه إلا هز بطنه على اغنية شهيرة، فى حين لو أنفقت المحلات هذه الأموال على جودة المنتج لكان هذا أفضل لهم في الترويج والدعاية.

 

وأثارت تلك الواقعة، العديد من التساؤلات، هل من حق صاحب أي منتج الإعلان بحرية عن منتجه، بأي أسلوب حتى لو كان يدخل تحت نطاق الإعلان المستفز، أو يخدش الحياء أو يثير الجدل والشفقة والاستهزاء بصاحب البطن الكبير مثل حالة البلوجر!

 

كما أثير التساؤل: هل من حق المحل الذي يفتتح منتجًا جديدًا أو فرعًا جديدًا لمنتجاته أن يلجأ إلى الأصوات الصاخبة وأغانٍ شعبية تستمر على مدار حوالي 3 ساعات ودائما تكون في وقت المساء، دون الشعور بوجود اطفال نائمة أو مرضى أو غيرهم يتأذون من تلك الأصوات، نتيجة التلوث الضوضائي الصادر عن تلك المحلات.

 

فلا يمكن إغفال ما تسببه تلك “الأغاني الصاخبة” من أضرار تتعلق بالسمع، أو التوتر، أو ارتفاع ضغط الدم، أو التأثير السلبي على الصحة النفسية لهم، كما أن التعرض المطّرد للضوضاء العالية أو لمدة طويلة قد يسبب أضرارا للسمع، وتحذيرات منظمة الصحة العالمية في تقرير صادر عنها، من وصول عدد ضحايا الأصوات الصاخبة إلى 2.5 مليار بحلول عام 2050، مطالبة بألا يتجاوز متوسط مستوى الصوت عن 100 ديسيبل، فهل يغفل صاحب الدعاية عن كل هذه المساوئ لمجرد الدعاية لمنتجات محله الجديد؟

 

 

أولستم تتفقون معي، أن من حق التاجر أو البائع، أن يقوم بالدعاية المباشرة لمنتجه، شريطة ألا يلحق الأذى بمن حوله تحت شعار "هو حر" في اختيار وسيلة الدعاية، دون خضوع لقيم ومحددات في الدعاية، وفي حال تحقيق الضرر لا بد أن يتعرض لمساءلة قانونية حاسمة، كما لا يخلق نوع من المشاعر السلبية التي تجعل العميل يعزف عن المنتج نفسه وجميع من يروج له!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز