هل يعيد حسين فهمي النظر في جوائز "القاهرة السينمائي" الدولارية؟

 تواجه المهرجانات السينمائية في مصر بخلاف أزماتها، بسبب ارتباك الإدارة وتفشي المجاملات معضلة مزمنة، تتمثل في ضعف الميزاينة، التي لا تلبي في أحوال كثيرة احتياجاتها.

 

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي نجح العام الماضي في فض الارتباك نسبيًا، بينما تلاشت بعض المجاملات وبعد دعم الدولة له ممثلة في وزارة الثقافة ودخول رعاة خففوا العبء عن المهرجان حتى خرج المهرجان بشكل يليق بتاريخه وفي دورة اعتبرها بروفة لحسين فهمي في ولايته الثانية من أجل دورات أفضل، ولاقى مهرجان الإسكندرية لدول البحر المتوسط برعاية الأمير أباظة مساندة من وزارة الثقافة ويحتاج حاليًا دعم أكبر من الوزيرة د.نيفين الكيلاني في ظل المتغيرات الاقتصادية الثقيلة الحالية، باعتباره مع مهرجان القاهرة يحملان أسماء محافظات مصرية كبيرة.

 

هذا العام مع تفاقم الأزمات الاقتصادية حول العالم ومعاناة شعوب العالم منها بسبب الارتفاع الكبير في الدولار سوف تعاني هذه الفعاليات وتتطلع إدارات هذه المهرجانات إلى مزيد من الدعم وفي الوقت نفسه لابد لها من البحث عن أفكار جديدة وترشيد الإنفاق، فمثلًا وعلى مستوى مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، فمن المهم أن تعيد النظر في جوائز بعض أقسامه ذات القيمة الدولارية حتى لو كانت من شركات أو رعاة ومستثمرين.

 

فعلى سبيل المثال ملتقى القاهرة السينمائي الذي حقق نجاحات كبيرة ويمنح جوائز بالدولار  في صورة دعم من شركات الإنتاج والمنصات، والدورة الماضية للملتقى حملت أسماء مهمة، سواء على مستوى المشاريع أو الضيوف المشاركين، وتطمح إدارة المهرجان لدورة أكثر تميزًا هذا العام بتقديم مزيد من الدعم للمواهب العربية في الوصول بأعمالهم إلى المحافل العالمية، لكن لابد من إعادة النظر في قيمة الجوائز بالعملة الأجنبية، خصوصا أن بعض الشركات المساهمة في الجوائز لاقت صعوبات في تحويلها في ضوء الإجراءات التي أعلنت عنها الحكومة المصرية بعد الصعود المطرد لسعر الصرف في الفترة الأخيرة. 

 

 مهرجان القاهرة هذا العام لابد أن يدرك  المتغيرات، خصوصا مع اتجاه النية لاستضافة عدد من البلوجر العالمي واليوتيوبر للتسويق للمهرجان لتسجيل حضور تسويقي على السجادة الحمراء في الوقت الذي من المفروض أن يسعى المهرجان لاستقدام نجوم عالمية على مستوى الثمثيل أو الإخراج تليق باسم المهرجان وتاريخه في دورته الـ45 التي تقام في الفترة من 15 إلى 24 نوفمبر المقبل بدار الأوبرا المصرية، والذي أعلن مؤخرا عن نجاحه في  إمكانية عرض حوالي 14 فيلمًا من أحدث الأفلام العالمية الفنية التي شاركت في أكبر المهرجانات السينمائية، وفازت بجوائز مرموقة وحازت إعجاب الجماهير والنقاد على حد سواء، إذ يرى المهرجان أهمية تقديم تلك الأفلام للمرة الأولى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لجمهوره الكبيرة، وفي مقدمتها فيلم فتى الديسكو - Disco boy من مسابقة مهرجان برلين، وفازت مديرة تصوير الفيلم هيلين لوفار بجائزة أفضل إسهام فني في مسابقة مهرجان برلين السينمائي 2023. وفيلم بقاء اللطف – The Survival Of Kindness الفائز بجائزة الاتحاد الدولي للنقاد (الفيبريسي) في مسابقة مهرجان برلين 2023، وفيلم سامسارا – Samsara من مسابقة لقاءات (إنكاونترز) في مهرجان برلين 2023 والفائز بجائزة لجنة التحكيم. وفيلم وقال الملك، يا لها من آلة رائعة - And the King Said, What a Fantastic Machine وهو وثائقي من إخراج أكسيل دانيلسون وماكسيملين فان إيرتريك، وشارك في مهرجاني برلين وصندانس وفاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مسابقة الأفلام الوثائقية العالمية في الأخير، وفيلم وحش - Monster  الذي شارك في مسابقة مهرجان كان 2023، والفائز  بجائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان 2023، وفيلم  ذا أولد أوك - The Old Oak الذي عرض للمرة الأولى عالميًا في المسابقة الرسمية لمهرجان كان 2023، وفيلم أيام ممتازة -Perfect Days الذي شارك في مسابقة مهرجان كان 2023 بجائزة لجنة التحكيم المسكونية، وفاز بطله كوجي ياكوشو بجائزة أفضل ممثل، وفيلم الوهم - La Chimera  من المسابقة الرسمية لمهرجان كان، وفيلم أوراق متساقطة - Fallen Leaves الحائز على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان 2023، وفيلم عن الأعشاب الجافة - About Dry Grasses وشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان 2023، وفازت ممثلته مارفي ديزدار بجائزة أفضل ممثلة عن تأديتها لدور نوراي، إلى جانب أفلام: آما جلوريا - Ama Gloria الذي شارك في قسم أسبوع النقاد في مهرجان كان 2023، وفيلم دروس بلاجا - Blaga's lessons الفائز بجائزة الكريستالة الذهبية وجائزة اللجنة المسكونية الكبرى، وفازت ممثلته إيلي سكورشيفا بجائزة أفضل ممثلة، وفيلم حرارة وحشية - Brutal Heat وعُرض عالميًا للمرة الأولى في مسابقة بروكسيما في مهرجان كارلو فيفاريى السينمائي، حيث فاز بتنويه خاص من لجنة التحكيم، وفيلم لا تتوقع الكثير من نهاية العالم- Do Not Expect Too Much From the End of the World وشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان لوكارنو السينمائي 2023.  وهذه القائمة تسجل لإدارة المهرجان على المستوى الفني إضافة كبيرة تليق بتاريخ هذا المهرجان الدولي الكبير.

 

لكن المطلوب الآن إعادة النجم الكبير حسين فهمي النظر في الجوائز الدولارية، التي تبلغ أكثر 250 ألف دولار في فاعلياته المختلفة، تخفيفًا وترشيدًا للنفقات وانسجامًا مع الإجراءات المتبعة حاليًا التي قررتها الحكومة المصرية لعبور الأزمة الاقتصادية التي تضرب العالم.