طارق مرسي
عادل إمام «شاهد ماشفش حاجة» فى المهرجان القومى للمسرح
أستاذن الزميل الكاتب والناقد الكبير «أشرف غريب» فى استخدام عنوانه البديع على كتابه «شاهد شاف كل حاجة» واستعادة العنوان الأصلى لمسرحية نجم النجوم عادل إمام التي فتحت له المجال الجوى المسرحى المصري والعربى لتمرح نجوميته وتتربع على عرش الكوميديا على مدار ربع القرن الأخير.
عادل إمام -منحه الله نعمة الصحة- والملقب جماهيريًا وإعلاميًا بالزعيم كان هو الشاهد الذي ما شفش حاجة فى الدورة الـ16 للمهرجان القومى للمسرح المصري رغم أن الدورة تحمل اسمه الكبير ولم يحضر أبناؤه تكريمه أو ندوته الرائعة التي أدارها الناقد الكبير عمرو دوارة فى حضرة مؤلف كتابه المهم والناقدة الكبيرة الدكتورة سامية حبيب ولم يروا الفيلم القصير عن مسيرته الحافلة فى حفل افتتاحه!
إن الندوة والفيلم القصير الذي أخرجه عمر زهران كانا من أجمل لقطات المهرجان ويليقان باسم وتاريخ عادل إمام الحافل لما بهما من رؤية وفهم صادق لقيمة وحجم هذا الفنان العملاق، أما المهرجان رغم اسمه الكبير ووجود أسماء مهمة تقوده وعلى رأسهم نجم بقيمة محمد رياض، فلم يخرج بالمستوى المرجو منه ويُسأل فى هذا رئيس المهرجان و٫وزارة الثقافة والوزيرة د.نيفين الكيلانى وهى الجهة المسؤولة عن الإشراف عليه.
ويلخص هذا المعنى تعليقات أطلقها أسماء لا يستهان بها فى المسرح وتقول بالحرف الواحد:
يا صديقى تأمل التخبط والتشويه المتعمد والمصالح المقننة فى اختيار لجان التحكيم وستأتيك الإجابة على الفور.. التعليق من د.أسامة أبوطالب الكاتب العملاق والمفكر المسرحى الكبير ورئيس البيت الفنى للمسرح فى عصره الذهبى.
ليس لديهم العقلية الابتكارية، إنتاجهم لا يرقى فنيًا ولا تسويقيًا، ومهرجان من مهرجانات السبوبة وسد الخانة.. مهرجان «يفوت ولا حد يموت» والتعليق للدكتور كمال يونس المؤلف والكاتب المسرحى الكبير. ما سبق بعض من كل التعليقات التي سبقت المهرجان ردًا على ما كتبته عن أهميته وترسم فى الوقت نفسه التخبط والارتباك الذي ساد أروقة وفعاليات هذا المهرجان الكبير واعتماده على عناصر لا تمتلك خبرات الإدارة ولا تتمتع برؤية وتستند على الفهلوة والحفظ من دون فهم.
أعود إلى كتاب الناقد القدير أشرف غريب والكاتب المرجعى المُلقب بجبرتى الجيل وصاحب الـ31 كتابًا فى المكتبة الفنية والسينمائية.. والكتاب هو من اللقطات المضيئة فى المهرجان المرتبك والفقير..وتكتمل الإضاءة بمشاركة الدكتور عمرو دوارة والدكتورة سامية حبيب فى ندوة الكتاب الثمينة.
ويطلق «أشرف» فى كتابه مقدمة بديعة ترسم مشوار النجم العملاق صاحب الـ15 عرضًا مسرحيًا و150 فيلمًا سينمائيًا، ويقول: كالنهر الذي يعيد خلق دلتاه كلما مر به العمر، يثبت عادل إمام أن الموهبة حينما تقترن بالذكاء تضيف لصاحبها الشباب الدائم والنجاح المستمر.. حاول أن تذهب بذاكرتك إلى أبعد زمان منذ أن عرفت مصر والمنطقة العربية فن التمثيل، أنعش خيالك، وأمعن النظر، ضع كل معايير الأهمية والأفضلية، التأثير والإثراء، الشهرة والحضور، عقبات المشوار الطويل وسنوات البقاء على القمة، حب الجماهير وحالة الاحترام لفنه ولشخصه، القيمة المادية والفنية وعمق التجربة، دوره المجتمعى ومواقفه السياسية، تفكر وتدبر وتأمل كل هذا، ثم أجب عن السؤال: من هو نجم النجوم على مدى تاريخ فن التشخيص؟. إنه اسم واحد لا خلاف عليه، إنه..عادل إمام.
نجم الشعب «عادل إمام» هو «اللقطة اللامعة» فى المهرجان المهم والذي يجب على رئيسه «محمد رياض» إعادة ترتيب أوراقه واختيار فريق عمل «حافظ وفاهم» واعتبار هذه الدورة بروفة لدورات أفضل تليق باسم وقيمة المسرح المصري العريق.