الرقابة الصحية في اتحاد العمال: التأمين الصحي الشامل يصلح المنظومة الصحية في مصر
محمود جودة
أكد الدكتور أحمد طه، رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، أن التأمين الصحي الشامل هو مشروع قومي عظيم تبنته الدولة لإصلاح وتطوير النظام الصحي في مصر بهدف تجنب العديد من المشكلات التي تواجه النظم التأمينية التقليدية والتي تتمثل في ضعف عنصر الاستدامة المالية للنظام، وعدم رضا المنتفعين عن جودة الخدمة الصحية المقدمة لهم، وعدم قدرة النظام على تغطية جميع فئات المجتمع، وخصوصا العمالة غير الرسمية، لافتا إلى أن التأمين الشامل لا يقدم الخدمات الصحية للعامل فقط، بل لجميع أفراد الاسرة، مؤكدا أهمية الشراكة الاستراتيجية مع القطاع الخاص.
جاء ذلك خلال كلمته بالندوة التوعوية التي نظمها اليوم الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، حول منظومة التأمين الصحي الشامل تحت شعار "خليك مطمن على مستقبلك ومستقبل عيلتك" بمقر النقابة العامة للعاملين بالبترول، بحضور عدد من رؤساء النقابات العامة، وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد، والقيادات التنفيذية بقطاع البترول.
وفي مستهل كلمته، توجه الدكتور احمد طه، بالشكر لـ"محمد جبران"، رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر ورئيس النقابة العامة للبترول، والدكتور ايهاب أبوعيش، نائب وزير المالية للخزانة العامة ونائب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للتامين الصحي الشامل، على الدعوة للمشاركة بهذه الندوة الهامة والتي تستهدف إعلام اعضاء النقابات، والذين يمثلون فئة رئيسية وهامة في مجتمعنا المصري ، بمزايا التأمين الصحي الشامل، مؤكدا الدور الهام لقطاع البترول كشريك نجاح اساسي بالتأمين الصحي الشامل.
وأوضح رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، أن الدولة تبذل جهوداً كبيرة نحو تطبيق نظام صحي متكامل يتميز بالإتاحة لجميع فئات المجتمع وتتميز مخرجاته الصحية بالجودة وعدم التمييز وقادر على التحسين والتطوير لمواكبة واستيعاب ما يقدم للطب من جديد، ويكفل الحماية المالية لغير القادرين ويحقق رضاء المواطنين المنتفعين بالنظام، وكذلك لأفراد الأطقم الطبية العاملين في قطاع الصحة، وذلك في اطار رؤية مصر 2030، وما ينص عليه الدستور المصري بأن لكافة المواطنين الحق في الحصول على حياة صحية سليمة وآمنة.
ولفت الى أن زيادة نسبة الانفاق الخاص ''من الجيب" على الخدمات الصحية يهدد الاستقرار المالى للأسرة وهو ما يعمل التأمين الصحي الشامل على خفضه للوصول إلى المعدلات العالمية من خلال النظام التكافلي حيث تدفع الدولة الاشتراكات عن غير القادرين.
وأضاف الدكتور أحمد طه، أن تطبيق النظام يسير وفق تدرج جغرافي يستهدف أتاحة الوقت الكافي لرفع كفاءة المنشآت الصحية الملتحقة بالنظام وتأهيلها وفق معايير الجودة العالمية.
ومن جانبه، أكد الدكتور إيهاب أبوعيش، نائب وزير المالية للخزانة العامة، نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل، على أهمية تضافر كافة جهود الدولة المصرية لتقوية النظام الصحي والعمل على التحول الإصلاحي في القطاع الصحي المصري باستهداف تحقيق التغطية الصحية الشاملة لجميع المواطنين دون تمييز، مشيرا إلى أن الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل هي الجهة المسؤولة عن إدارة وتمويل المنظومة الجديدة، وتقوم باستهداف الشراء الاستراتيجي للخدمات الصحية ذات الجودة، لتحقيق أفضل النتائج الصحية مقابل ما يتم إنفاقه، مع التعاقد مع مقدمي خدمات الرعاية الصحية والأنظمة العلاجية المختلفة بما فيها المقدمة لموظفي الحكومة والهيئات العامة والمؤسسات العامة ووحدات الإدارة المحلية، وذلك وفقا لنظم التعاقد والأسعار والضوابط والإجراءات الخاصة بهيئة التأمين الصحي الشامل، وأيضا معايير الجودة التي تحددها هيئة الاعتماد والرقابة الصحية.
وفي ذات السياق، أوضح الدكتور حسام أبوساطي، المدير التنفيذي للهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، أن الهيئة هي الضامن الرئيسي لأمان وسلامة المريض المصري، وان المنتفع بالتأمين الشامل من حقه، اختيار مقدم الخدمة الصحية من اي قطاع، مشيرا إلى أن الهيئة اعتمدت وسجلت عدد من أكبر مستشفيات القطاع الخاص ومنها الحاصل على شهادات اعتماد دولية أخرى، وأن معايير الاعتماد التي اصدرتها الهيئة حاصلة على الاعتماد الدولي من الاسكوا، الى جانب أنها تعمل مع مختلف أطراف المنظومة الصحية بكل المحافظات، بداية من مراجعة التصميمات الهندسية للمنشآت الصحية الجديدة لضمان سلامتها وتوافقها مع معايير الجودة، وهو ما يتم بالفعل بمختلف المحافظات، مرورا بتقديم الدعم الفني للفرق الطبية للتعريف بالمعايير وكيفية تطبيقها، ثم اجراء الزيارات الميدانية لتقييم المنشآت ومنحها شهادة التسجيل او الاعتماد، وصولا الى الدور الرقابي الذي يضمن استدامة نظم الجودة لخدمة المريض المصري، بالاضافة إلى قياس رضا المنتفعين بالخدمات المقدمة لهم.
ومن جانبه، أشاد حسام التوني، نائب رئيس الهيئة العامة للبترول للشؤون الإدارية، بالندوة التعريفية لتوضيح كيفية تعامل قطاع البترول داخل المنظومة، مؤكدا اننا نسعي لتطوير القطاع الطبي داخل قطاع البترول لتلقي هذه الخدمة وتقديمها للعاملين دون فقد الميزات الذين يحصلون عليها.
استهدف اللقاء خلق حوار هادف مع قطاع البترول من أجل تفعيل مشاركته في منظومة التأمين الصحي الشامل، مع توكيد الثقة في جودة مخرجات الخدمات الصحية للعاملين والتابعة لقطاع الشؤون الطبية بقطاع البترول، وذلك في إطار توجه الدولة نحو إقامة نظام تأمين صحي شامل لجميع المصريين يغطى كل الأمراض، وتماشيا مع رؤية مصر 2030 وأهداف التنمية المستدامة وأجندة أفريقيا 2063 والتأكيد على إطلاق قدرات الوحدات الصحية والمستشفيات التابعة لبعض الوزارات في تطوير برنامج التغطية الصحية الشاملة في مصر.
شارك باللقاء مى فريد، القائم بأعمال المدير التنفيذى للهيئة العامة للتامين الصحي الشامل، حسام التونى، نائب رئيس الهيئة المصرية العامة للبترول للشؤون الإدارية، أشرف قطب، رئيس الإدارة المركزية للشؤون المالية والتجارية والاقتصادية بوزارة البترول والثروة المعدنية.