الأحماض الدهنية النيتروجينية: مركبات جديدة في النظام الغذائي المتوسطي

قالت الدكتورة أماني محمد بسيوني، أستاذ الكيمياء الحيوية ووكيل كلية الزراعة للدراسات العليا والبحوث جامعة بني سويف والمشرف على قسم التغذية معهد دراسات علوم المسنين، إن حمية البحر المتوسط تعد هي النظام المعروف لشعوب دول البحر الأبيض المتوسط مثل إيطاليا واليونان. 

وأشارت إلى أن هذه الحمية تُركز على الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي على منتجات ألبان ولحوم أقل من النظم الغذائية المعتادة في البلاد الأوروبية. يشتمل النظام الغذائي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط على جزء كبير من المنتجات الطازجة والحبوب الكاملة والبقوليات والأسماك الصحية علاوة على ذلك، بعض الدهون الصحية وعلى راسها زيت الزيتون البكر الممتاز الغنى في محتواه من الأحماض الدهنية أحادية عدم التشبع Monounsaturated Fatty Acids الذي يسهم في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب. 

وأوضحت الدكتورة أماني محمد بسيوني أن حمية البحر المتوسط غنية بالخضروات ومنها الطماطم التي تحتوي على الليكوبين، وهو أحد مضادات الأكسدة القوية المرتبطة بتقليل مخاطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل سرطان البروستاتا والثدي قد تساعد المكونات الأخرى في الطماطم في تقليل خطر الإصابة بجلطات الدم.

وبالتالي، الحماية من أمراض القلب والأوعية الدموية وأيضا الخضروات الورقية مثل الجرجير الذي وجد أن الاستهلاك المتكرر له يقلل من خطر الإصابة بمرض الزهايمر Alzheimer’s and Dementia علاوة على ذلك نجد أن هذه الحمية الصحية غنية بالأسماك الدهنية، وهي مصدر رئيسي للأحماض الدهنية عديدة عدم التشبع والتي تعرف بالأوميجا ٣ من أجل صحة قلب جيدة. 

وأكدت أستاذ الكيمياء الحيوية ووكيل كلية الزراعة للدراسات العليا والبحوث جامعة بني سويف والمشرف على قسم التغذية معهد دراسات علوم المسنين أن جمعية القلب الأمريكية توصي بتناول وجبتين أسبوعيًا من الأسماك الدهنية مثل السلمون، أيضًا هذه الحمية غنية بالدهون المتعددة بالإضافة إلى ذلك فهي تتميز بمحتواها العالي من الحبوب الكاملة التي بها الكثير من العناصر الغذائية الهامة في حمية البحر المتوسط. كذلك، تعطى هذه الحبوب إحساسًا بالشبع لارتفاع نسبة الألياف بها ونجد أن تناول الحبوب الكاملة يساعد على تقليل خطر الإصابة ببعض الأمراض. مثل السكتة الدماغية والسكر من النوع الثاني وأمراض القلب وسرطان القولون والمستقيم. 

ولفتت إلى أن تناول الألبان في هذا النظام يكون بكميات محدودة، ولكن هذه الأطعمة توفر مصدرًا ممتازًا للكالسيوم. ويؤدي اختيار الأنواع منخفضة أو الخالية من الدسم مثل الزبادي اليوناني إلى تقليل كمية الدهون المشبعة التي يتم تناولها، ويمكن تلخيص أهم فوائد حمية البحر الأبيض المتوسط بناء على مكوناتها المهمة فيما يلى:

 ١-تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية؛ حيث أظهرت الدراسات أن اتباع حمية البحر المتوسط له دور في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

٢-من فوائد حمية البحر المتوسط تحسين جودة النوم في دراسة أجريت عام 2018، اكتشف الباحثون كيف يؤثر نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي على النوم. وقد اقترح البحث أن الالتزام بنظام البحر المتوسط الغذائي، من دوره أن يحسن جودة النوم لكبار السن.

 ٣-وجدت الدراسات أن نظام البحر المتوسط الغذائي له دورٌ هام في إنقاص الوزن، فقد لاحظ الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة فقدوا وزنًا أكبر في نظام البحر المتوسط الغذائي مقارنة بنظم غذائية منخفض الدهون.

٤-تقليل خطر الإصابة بمرض ألزهايمر؛ حيث يُحسن نظام البحر المتوسط مستوى الكوليسترول ومستويات السكر في الدم ويحافظ على صحة الأوعية الدموية، ما قد يقلل من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر.

٥-تقليل خطر الإصابة بمرض باركنسون، حيث إن مضادات الأكسدة في حمية البحر الأبيض المتوسط تمنع الخلايا من التعرض لعملية الإجهاد التأكسدي، التي تتسبب في حدوث مرض الباركنسون.

٦-من خلال تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب أو السرطان مع نظام البحر المتوسط، فإن احتمالية خطر الوفاة في أي عمر تقل بنسبة 20٪.

٧-الحماية من مرض السكري من النوع الثاني حيث أن نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي غني بالألياف.

بالتالي، يمنع حدوث تغيرات مفاجئة وكبيرة في نسبة السكر في الدم، والحفاظ على وزن صحي، أيضًا تساعد حمية البحر المتوسط في تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وذلك لاحتوائه على الألياف بشكل كبير والتقليل من النشويات الضارة عالية السكر. في الختام، فإن اتباع حمية البحر المتوسط من شأنه أن يعزز الصحة والمناعة ويقلل الكثير من الأمراض، مثل: ضغط الدم المرتفع ومرض السكر من النوع الثاني وأمراض القلب والشرايين

والجديد في هذا النظام هو تكوين ما يعرف بالأحماض الدهنية النتروجينية حيث أظهرت العديد من الدراسات الحديثة أن اعتماد نظام غذائي يجمع بين الدهون الصحية أحادية عدم التشبع مثل زيت الزيتون البكر الممتاز والخضراوات الغنية بالنيترات من شأنها الحماية من ارتفاع ضغط الدم، وبالتالي صحة القلب والشرايين؛ حيث يتم تكوين ما يعرف بالأحماض الدهنية النيتروجينية التي لها العديد من الفوائد المهمة لصحة الأنسان. 

هذه الأحماض تتكون نتيجة التفاعل بين الأحماض الدهنية أحادية عدم التشبع "الاوليك" الموجودة في زيت الزيتون والنيتريت والنيترات غير العضوي، وهما ناتجان عن أكسدة النيتروجين الموجودة في الخضراوات والفواكه.

وبالتالي فإن النظام الغذائي المتوسطي يحد من احتمال التعرض لمشاكل قلبية وعائية.