عاجل
الأربعاء 27 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مختارات من الاصدارات
البنك الاهلي
أكتوبر يسألنا  ولا نملك إجابة !!

أكتوبر يسألنا ولا نملك إجابة !!

مع الأسف لا نملك سوى أن نكرر نفس السؤال مع احتفالنا بأكبر انتصار حققته مصر فى تاريخنا المعاصر، أتحدث عن أكتوبر المجيد نصف قرن وليس لدينا إجابة ولا نجد غير السؤال.



المفروض أن لدينا مشروع (الممر2) لشريف عرفة على اعتبار أن فيلم (الممر1) الذي قدم قبل خمسة أعوام تناول نكسة 67 والتي صارت فى ضمير ووجدان المصريين هى البداية لتحقيق انتصار السادس من أكتوبر. إسرائيل لا تكف عن تزوير انتصارنا وتقدم أفلامًا عن أكتوبر من خلال زاوية رؤية زائفة، وليست فقط إسرائيل التي تنتج هذه الأفلام، هناك رؤية أوروبية كاذبة عن أكتوبر.

مثل الفيلم البريطانى (جولدا)، الذي شاهدته قبل عامين فى مهرجان (برلين)، وانتقدناه فى هذه المساحة لأنه لا يقول الحقيقة.

هل بإعلان الرفض انتهى دورنا فى مواجهة رسالة الفيلم التي صدرها للعالم من خلال واحد من أعرق المهرجانات فى الدنيا وأكثرها تأثيرًا؟ كل تلك التفاصيل ليست عشوائية، وتوقيت العرض الجماهيرى العالمى (مقصود مقصود مقصود).

الشريط السينمائى يقلب الحقائق معتبرًا انتصارنا كعرب فى أكتوبر 73 تحقق فقط فى الأيام الأولى للحرب، بعدها انقلبت الموازين، والجيش الإسرائيلى بعد اختراقه الثغرة صار منتصرًا، وهو ترويج خاطئ لأكذوبة، صدروها للعالم، يكررونها فى أفلامهم، ولم تكن المرة الأولى، ولا أتصورها الأخيرة.

الصهيونية أدركت مبكرًا وقبل أكثر من مائة عام، أى قبل قيامها كدولة، خطورة هذا السلاح أقصد السينما، بينما نحن غائبون تمامًا عن المشهد.

عرفت إسرائيل أهمية السينما واستخدمتها فى التمهيد لاحتلال الأرض من قبل حتى (وعد بلفور) أرثر بلفور 1917 وزير الخارجية البريطانى، لإقامة وطن لإسرائيل، فورًا نشطت العقلية الإسرائيلية وقدمت أفلامًا تسجيلية صامتة عن حق إسرائيل المزعوم فى أرض فلسطين، مثل (قطيع ماعز فى القدس)، وبعد دخول الصوت، وفى مطلع الثلاثينيات قدمت أيضًا أفلامًا مثل (صبار) وتعددت الأفلام الإسرائيلية خاصة بعد نكبة 48.

اكتفينا نحن بأغانى نرددها فيما بيننا مثل (أخى جاوز الظالمون المدى/فحق الجهاد وحق الفدا) لعلى محمود طه، تلحين وغناء عبدالوهاب، فى عام 1960 واصل بن جوريون مؤسس الدولة العبرية استخدام هذا السلاح وساهم فى إنجاز فيلم (اكسودس) بطولة بول نيومان وحصد الأوسكار.

 بين الحين والآخر يقدمون أفلامًا تتحدث عن رغبتهم فى السلام مثل (زيارة الفرقة الموسيقية) 2007 شاهدته فى مهرجان (كان)، حاولوا اختراق أكثر من مهرجان عربى، وقدموا فى المشهد الأخير عناقًا بين العلمين المصري والإسرائيلى، وتداخلت موسيقى النشيدين الوطنيين، لا أنكر أنهم يعلنون دائمًا عن رغبتهم فى السلام، بينما الممارسات على الأرض تؤكد أنهم لا يجيدون سوى الاغتصاب، يكفى ما نعايشه منذ 7 أكتوبر من سفك دماء انتقل من غزة إلى جنوب لبنان، حتى فى فيلم (جولدا) أسهبوا فى تقديم مشاهد تسجيلية لمفاوضات السلام بين الرئيس الأسبق أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلى مناحم بيجن، وحضرت جانبًا منها، جولدا مائير لثقلها التاريخى، وتضاحكت كثيرًا مع السادات، أنهى الفيلم البريطانى مشاهده بحمام سلام مقتولًا على الأرض، وكأنهم يريدون السلام، بينما نحن الذين نسفك الدماء.

كان الرئيس أنور السادات مولعًا بالفن والسينما تحديدًا، وحاول فى شبابه أن يصبح ممثلًا فى فيلم (تيتاوونج) إخراج أمينة محمد، ورغم ذلك فإنه بدافع حرصه على السرية المطلقة لم يسمح بتواجد كاميرات فى بداية حرب العبور، وكل ما نشاهده فى الأفلام لقطات أعيد تصويرها بعد ذلك.

قال لى عمر الشريف والذي ربطته صداقة مع السادات، أنه طلب منه إنتاج فيلم عن أكتوبر، ورصد له ميزانية مفتوحة، وافق عمر الشريف فى البداية، إلا أنه بعد ذلك تراجع، وقال لي لو نجح الفيلم سيحسب للسادات، ولو فشل سأواجه أنا فقط نيران الغضب.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز