جيهان المغربى
رحم الله الزميل عاصم حنفي
كان خبر مرض عاصم أكثر مفاجأة من خبر وفاته فقد كان عاصم من محبي الحياة وكان يتمتع بشخصية ساخرة يحب الضحك بالرغم من أنك حين تراه يسير في الطريق تعتقد أن هذا الشخص لا يعرف المرح.
ولعاصم حنفي معي قصة فقد عرفته عندما ذهبنا انا والزميلة العزيزة كريمة سويدان إلى روز اليوسف لنتدرب على العمل الصحفي ونحن مازلنا طالبات في كلية الإعلام فى عام ٧٦ تقريبا وكان رئيس التحرير آنذاك الاستاذ صلاح حافظ الذي اخذ بايدينا إلى الكاتب عبد الله امام ليقوك بتدريبنا وكان عاصم حنفي يسارك عبد الله أمام فغى حجرته لكننا لم نتعرف سوى على اسمه ولم نتعامل معه.
ودارت الأيام وذهبت أنا والزميلة الفت سعد لنعمل بالصحافة في روز اليوسف لكن عاصم لم يكن موجودا بالمجلة فقد رحل إلى لندن مع الكاتب الساخر محمود السعدنى بعد حملة التطهير ويبدو أن صحبة عاصم للأستاذ السعدني اكسبته مهارة الأسلوب الساخر بجانب أن عاصم كان يتمتع بقلم رشيق وأذكر أنه كتب مجموعة مقالات عن الصحافة عند انعقاد أول مؤتمر للصحافة في مصر والذي لم يتكرر وكان يحضره كبار الكتاب والصحفيين الذين كانوا يمثلون أعمدة الصحافة في مصر.
وقد عبرت لعاصم عن إعجابي بهذه المقالات ونحن وقوفا على بوابة جراج روز اليوسف.
وفي عام ٩٨ ذهبت أنا والزميلة العزيزة ناهد عزت في رحلة إلى الأقصر وأسوان تبع نقابة الصحفيين وكان عاصم وزوجته ضمن هذه الرحلة وفجأة قال عاصم لزوجته جيها لا تحبنى ولا تتعامل معي وأسرعت بالإنكار وزوجته تضحك وبدأت علاقة صداقة طيبة بيني وبين عاصم استمرت نحو ربع قرن تقريبا.
الذكريات كثيرة عن عاصم وكل الزملاء والزميلات الأعزاء في روز اليوسف لطول العشرة والعمل معا لسنوات طويلة .. رحم الله عاصم وأسكنه فسيح جناته هو وكل من سبقونا إلى لقاء الله والحقنا بهم على الإيمان أجمعين.