عاجل
السبت 11 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
مختارات من الاصدارات
البنك الاهلي
الشرق الأوسط.. و«حروب الظل»

إسرائيل فريق إجرامى وإيران تدفع المنطقة تجاه تحقيق مصالحها

الشرق الأوسط.. و«حروب الظل»

التطورات الجديدة فى الشرق الأوسط وموجة التصعيد بين وكلاء إيران وإسرائيل من خلال إعلان حزب الله قصف قاعدة عين زيتيم الإسرائيلية، كل ذلك يعد مرحلة جديد من مراحل تصعيد الصراعات بالمنطقة.



 

طرح الكاتب الصحفى والإعلامى أحمد الطاهرى رئيس تحرير مجلة «روزاليوسف» النقاش عبر برنامج «كلام فى السياسة» والذي يذاع على قناة «إكسترا نيوز» حول التصعيد الذي اتخذ منحى جديدًا تمثَّل فى تبنى حزب الله قصف مقر قيادة لواء المشاة الثالث التابع للفرقة «91» فى قاعدة عين زيتيم الإسرائيلية بعشرات الصواريخ «الكاتيوشا». 

وتابع «أحمد الطاهرى»: إن صافرات الإنذار دوت فى صفد بالجليل الأعلى شمال إسرائيل للمرة الأولى منذ 7 إبريل الجارى، وحسبما نقلت مراسلة قناة «القاهرة الإخبارية»، فإن مدينة صفد استقبلت رشقة صاروخية كبيرة خلال الأسبوع الماضى، وتحدث الإعلام الإسرائيلى عن 30 صاروخًا. 

وأشار إلى أن هذه العملية تمت عشية عيد الفصح اليهودى، لافتًا إلى أنه تطور جديد سيتوقف ضيوف الحلقة أمامه.

«حزب الله» مصدر الخطر الأساسى لإسرائيل 

خلال الحلقة قال السفير عاطف سالم، سفير مصر الأسبق لدى تل أبيب وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن حزب الله يمثل مصدر الخطر الأساسى لإسرائيل على مدار السنوات الماضية، لا سيما منذ عام 1982، وحزب الله مسجل بالدراسات الإسرائيلية والأمريكية أنه أقوى فاعل عسكرى وميليشيا فى العالم، حيث إنه مسلح بما يزيد على 200 ألف صاروخ موجه، كما أن لديه قدرات وطائرات وصواريخ غير طبيعية. وأضاف: «حضرت حرب 2006 وشاهدت مدى دور حزب الله وتأثيره داخل إسرائيل، وكيفية نقل الناس من منطقة شمال إسرائيل بواقع حوالى 43 مستوطنة وتوزيعهم فى الفنادق، حيث حدث نوع من التهجير الداخلى، وهذا يعد مشكلة كبيرة نظرًا لأن هذه المنطقة تعد أكبر مصانع فاكهة ودواجن فى إسرائيل، وهؤلاء الناس خسروا أموالهم وأماكنهم ومعرضون للضغط نفسيًا وعصبيًا»، متابعًا: «هذه المنطقة حيوية والناس لا تريد الرجوع لها، ومشكلة إسرائيل الأساسية هى عودة النازحين لمنطقة الشمال، لذلك طالبت حزب الله الرجوع عند نهر الليطانى بنحو 30 كم أو على الأقل 10 كم، كل هذه المحاولات فشلت مع تدخل فرنسا والولايات المتحدة».

استقالة مدير المخابرات الإسرائيلية تؤشر على وجود خلاف

وعلق السفير عاطف سالم، على الأحاديث حول استقالة مدير المخابرات الحربية فى إسرائيل، قائلًا إن المخابرات الحربية فى إسرائيل «أمان» هى أعلى جهاز موجود من ناحية الأمن القومى، لأنه هو الأساس فى حماية الأمن القومى الإسرائيلى، مضيفًا: إن جهاز «الشاباك» يتعلق بالداخل الإسرائيلى مثل الإرهاب والعمليات فى غزة، ويعد الأعلى إذا اختلفت الأجهزة عن الوضع الداخلى يؤخذ رأى «الشاباك»، بينما يؤخذ فى الأمن القومى رأى «أمان»، متابعًا: «استقالة مدير المخابرات الحربية تؤشر على وجود خلاف، هناك شيء ما دفعه للاستقالة، وسيتضح فيما بعد سبب ذلك».

الحكومة الإسرائيلية القادمة ستكون أكثر تطرفًا

وأكد السفير عاطف سالم، سفير مصر الأسبق لدى تل أبيب وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، على أن اليمين المتطرف الإسرائيلى سبق إنشاء دولة الاحتلال الإسرائيلى، مشيرًا إلى أن والد رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلى كان يمينيًا متطرفا، مضيفًا: «نجح بن جوريون فى ضم اليمين المتطرف إلى دولة الاحتلال، فلم يكن اليمين المتطرف عصابات، ولكن أحزاب». 

وتابع: «اليمين الصهيونى بدأ يظهر مع اغتيال إسحاق رابين، إذ أمسك نتنياهو بصورة رابين ووضع عليها علامة النازية وقال الموتُ لرابين وشارك فى مظاهرات باركها الحاخامات فتعرض للقتل». 

وأشار، إلى أن إسرائيل بها نحو 5 أحزاب دينية متطرفة، لكن الليكود أكثر تطرفًا منها جميعا، لافتًا إلى أن إسرائيل حُكمت منذ عام 1948 حتى عام 1977 بأحزاب عمالية، ومنذ عام 1977 حُكمت بحزب الليكود واليمين. 

وأوضح، أن الحكومة الحالية هى السابعة والثلاثون فى تاريخ إسرائيل، مشددًا على أن الحكومة المقبلة ستكون يمينية وأكثر تطرفًا، والشعب الإسرائيلى أصبح أكثر تطرفًا: «مفيش حد عاوز يوقف الحرب و83 % من الشعب الإسرائيلى يرفضون وقف الحرب ويريدون تدمير غزة».

الصدام «الإيرانى - الإسرائيلى» المباشر

فيما قال الكاتب الصحفى عماد الدين حسين، إن التطور الأخير فى المنطقة بخصوص إعلان حزب الله اللبنانى قصف ‏مقر قيادة لواء المشاة الثالث التابع للفرقة 91 فى ‏قاعدة عين زيتيم الإسرائيلية بعشرات من صواريخ الكاتيوشا يمكن قراءته فى ضوء الصدام الإيرانى - الإسرائيلى المباشر.

وأضاف إنه جرى احتواء هذا الصدام الأول المباشر بين الطرفين، مواصلًا: «وبالتالى سنعود مرة أخرى ربما لفترة قادمة إلى ما يسمى حروب الظل أو حروب الولاء». 

وتابع: «فى أغلب الظن، ستحاول إسرائيل أن تشتبك مع حزب الله وأن تزيد من عملياتها ضد الميليشيات والقوى المحسوبة على إيران فى سوريا، وستتولى الولايات المتحدة الأمريكية الجزء الباقى المتعلق بالعراق، وربما فى مرحلة أخرى الحوثيين بعد فترة من الفترات».

إسرائيل سترد بعنف وبطريقة مؤلمة 

وعلّق الكاتب الصحفى عماد الدين حسين، على إعلان حزب الله اللبنانى قصف ‏مقر قيادة لواء المشاة الثالث التابع للفرقة 91 فى ‏قاعدة عين زيتيم الإسرائيلية بعشرات من صواريخ الكاتيوشا، قائلًا: إن اليمين المتطرف فى إسرائيل لن يرضى أن يجرى توجيه ضربة قوية فقط، متابعًا: «بن جفير سخر من الرد الإسرائيلى على إيران ووصفه بأنه مهزلة، فما بالنا عندما يتم توجيه ضربة قوية من حزب الله إلى إسرائيل؟! المؤكد أن إسرائيل سترد بعنف وبطريقة مؤلمة حتى تبعث رسالة ردع ويرضى نتنياهو اليمين المتطرف».

وأكد، أن كاتبًا إسرائيليًا قال بأن إسرائيل لن تستطيع الحرب فى أكثر من جبهة، إذ انسحبت غالبية القوات الإسرائيلية من غزة وبدأت تتجه إلى الشمال، كما لم يستطع أغلب سكان غلاف غزة العودة إلى مناطق سكنهم.

إسرائيل قتلت أكثر من 30 قائدًا بحزب الله

وأشار الكاتب الصحفى عماد الدين حسين، إلى أن حزب الله اللبنانى وضع حدود ردع حتى الآن، مشيرًا إلى أن ثمة اتفاقًا دوليًا وإقليميًا وإيرانيًا- إسرائيليًا على حدود الاشتباك المنضبط، مضيفًا: دولة الاحتلال الإسرائيلى حاولت خرق هذه الاتفاقات وقتلت العارورى فى الضاحية الجنوبية معقل حزب الله واغتالت الكثير من قوة الرضوان فى مدن كثيرة لبنان. 

وتابع أن إسرائيل قتلت 340 عنصرًا من حزب الله، بالإضافة إلى أكثر من 30 قائدًا أساسيًا فى القوة الفاعلة للحزب، وبالتالى، فإن إسرائيل كلما تجاوزت الخط الأحمر نفذ حزب الله ضربة نوعية، وأن حزب الله لديه اعتبارات كثيرة مثل الاعتبار الداخلى والاعتبار الإيرانى، مشددًا على أنه يضع إيران أولا، وقال حسن نصر الله الأمين العام فى أكثر من مناسبة إنه يدير سياساته وحساباته طبقًا للحسابات الإيرانية.

إيران وأمريكا لا ترغبان فى توسيع رقعة الصراع بالمنطقة

كما أشار إلى أن الصحفى الاستقصائى الأمريكى سيمون هيرش كتب مقالًا صحفيًا أكد فيه أن ما يحدث بين إسرائيل وإيران مسرحية، إذ طُلب من وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» إدارة معركة حربية مزيفة لمنع اندلاع حرب إقليمية، مضيفًا: أشار هيرش إلى أن البنتاجون تواصلت مع الإيرانيين والروس والبريطانيين من أجل معالجة الأمر، وجرى الاتفاق على صيغة معينة ذهبت إلى الرئيس الأمريكى بايدن الذي تبناها ثم خرج وقال إنه يتمنى ألا ترد إسرائيل ردًا كبيرًا، متابعًا: «وبالتالى هذا التطور المهم شهد تدخل جنرالات الحرب لمنع نشوب حرب كبيرة لأن المصالح الأمريكية لا تريد أن يكون هناك صراع إقليمى وهو ما يريده نتنياهو كى يهرب من فشله فى غزة وملفات كثيرة جدًا بتوسيع رقعة الصراع، أما إيران فهى لا تريد توسيع رقعة الصراع لأن لديها مشروعًا أكبر وهو الهيمنة على المنطقة والمشروع النووي، أما الولايات المتحدة فإن لديها هم أكبر وهو جنوب شرق آسيا».

إيران تتاجر بالقضية الفلسطينية

ويرى الكاتب الصحفى عماد الدين حسين، أن إيران تسعى إلى مصالح قومية فارسية من خلال صراعها فى المنطقة، مشددًا على أن هذه المصالح متعارضة مع المصالح الإسرائيلية، مضيفًا: «إيران تحاول حشد رأى عام عربى بأنها تدافع عن القضية الفلسطينية، ولكن فى الحقيقة، هى تستغل القضية الفلسطينية وتتاجر بها»، متابعًا: «من خلال هذه التجارة، تكتسب إيران تعاطف المواطن العربى، وللأسف الدول العربية عدا مصر تركت القضية الفلسطينية، وبالتالى، فإن إيران ملأت الفراغ وأسست الفاعلين من دون الدول ومصالح أصبحت فيها صاحبة القرار الأكثر تأثيرًا فى هذه الدول». 

وواصل: «النقطة المحورية، هى كيف يكون العرب فاعلين، فلو أن هنالك مسرحية، كيف نكون الأكثر تأثيرًا فيها حتى لا نصبح متفرجين».

فلسطين قضية العرب المركزية.. والعبث الإيرانى

من جانبه قال الإعلامى أحمد الطاهرى، إن القضية الفلسطينية هى قضية العرب المركزية، مشيرًا إلى أنها مادة للمتاجرة والمزايدة لدى قوى إقليمية أخرى. 

وأضاف «أحمد الطاهرى»: «نشاهد عبثًا إقليميًا بين فريق إجرامى هو إسرائيل وفريق فى إيران يدفع بالأمن الإقليمى كله تجاه تحقيق مصالحها». 

وعلّق الكاتب الصحفى عماد الدين حسين، بأن كل ما تقدم حصيلة للتراجع العربى فى القضية الفلسطينية منذ عام 2002، وعندها تقدمت إيران لملء الفراغ. 

 

وأوضح: «هناك رواية أخرى تقول بأن حماس أخطأت فى أحداث السابع من أكتوبر 2023، ولكن إسرائيل تنفذ مشروعًا كاملًا لتصفية القضية الفلسطينية لمنع ذلك، وما حدث على أرض الواقع للتعامل مع اليمين المتطرف؟!». 

وأشار، إلى أن سموتيرتيش وزير المالية الإسرائيلى قدم للحكومة الإسرائيلية دراسة جاء فيها أنه أمام الفلسطينيين 3 خيارات لا رجعة فيها، الأول قبول العيش فى فلسطين التاريخية اليهودية كرعايا من الدرجة الثانية. الثانى، قبول التهجير خارج فلسطين. الثالث، أن يقتلوا، مشددًا على أن إيران تتاجر بالقضية الفلسطينية، وحركة حماس تخطئ وترتكب حماقات، لكن المشكلة الحقيقية هو كيف نواجه إسرائيل واليمين المتطرف المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية بكل قوة.

طبيعة الصراع فى المنطقة تغيرت 

فيما أكد عزت إبراهيم، رئيس تحرير الأهرام ويكلى وعضو الهيئة الاستشارية للمركز المصري للفكر، على أن طبيعة الصراع فى المنطقة تغيرت بعد 13 أكتوبر الماضى، لا سيما قواعد اللعبة والصدام بين إسرائيل وإيران بشكل مباشر ما فرض معطيات جديدة فى الساحة الأمريكية الداخلية.

وأضاف إن الموقف الأمريكى الحالى به جوانب عديدة أو قراءات مختلفة للوضع، والصحافة الأمريكية تتحدث عن أمريكا فى خفض الصراع أو إنهاء الأزمة الأخيرة هى حققت، على حد تعبير «نيويورك تايمز»، فوزًا تكتيكيًا لكن محمل بفشل استراتيجى كبير، متابعا: «جزء من الفوز التكتيكى يتمثل فى تجنب أمريكا فكرة الدخول أو تأجيل فكرة الحرب الشاملة فى المنطقة، لكن فى نفس الوقت الفشل الاستراتيجى الكبير جاء نتيجة عدم تدخل الولايات المتحدة لكبح جماح إسرائيل وعدم استخدامها للفيتو بشكل متكرر خاصة ثلاث مرات لوقف إطلاق النار، وفتح مخازن الأسلحة لإسرائيل من جديد وإقرار المساعدات الأخيرة فى الكونجرس».

الكونجرس يدعم إسرائيل بلا سقف.. وتركيا لاعب جديد فى القضية

وقال «عزت إبراهيم» إن الكونجرس الأمريكى لعب دورًا مهمًا فى مسألة الدخول لمرحلة جديدة من دعم إسرائيل بلا سقف، وعلى المدى المتوسط والطويل إسرائيل كسبت كثيرًا من المواجهة الحالية مع إيران وحزب الله، متابعًا: إن مستقبل حماس أصبح يناقش من البوابة التركية، وهل ستكون أنقرة محطة لقيادات حماس فى المستقبل القريب أم لا؟ كما أن تركيا باعتبارها عضوًا مهمًا فى حلف شمال الأطلنطى فهى بالتأكيد فى ترتيب صراع القوى الكبرى لها مكانة وحيز كبير لأنها تمثل جيشًا كبيرًا فى هذا الحلف، مضيفًا: هناك عملية استرضاء من الولايات المتحدة والدول الغربية لتركيا بمنحها أدوارًا، والرئيس التركى زار العراق الأسبوع الماضى، وتحدث عن مد يد السلام ومناقشة قضايا المياه وغيرها من القضايا مع العراقيين وقدم ذلك بلغة جديدة، متابعًا: «هناك بوادر لعملية استجماع للقوى فى المنطقة العربية، وأن تصبح تركيا سندًا إلى حد ما لتخفيف حدة التوتر، وبناء نموذج ربما للتعاون السياسى والاقتصادى فى المنطقة تكون تركيا جزءًا منه، وهذا أمر جيد بعد التحسن الذي طرأ فى السياسات التركية».

السيناريوهات المتوقعة للتصعيد فى قطاع غزة

ويبنى «عزت إبراهيم» السيناريوهات المستقبلية فى الصراع بقطاع غزة على ما سيحدث من الآن حتى يوم الانتخابات الأمريكية، باعتبار أن واشنطن فاعل رئيسى فى المنطقة كما تنسق مع إسرائيل ومتوحدة خلفها، وهو ما ظهر فى الأيام الأخيرة، مضيفًا: «بعد العملية الإيرانية، أصبح هناك استجماع للقوى الموالية لإسرائيل فى الداخل الأمريكى وهو ما سنراه فى الجامعات الأمريكية والكونجرس وآيباك التي رصدت أكثر من 100 مليون يورو لإسقاط النواب التقدميين الذين أظهروا التأييد للقضية الفلسطينية»، متابعًا: «مراكز الأبحاث الأمريكية بدأت فى إعادة إنتاج أوراق جديدة حول الحل فى إطار هضم الحقوق الفلسطينية وتحقيق الأمن الإسرائيلى فى المقام الأول أيًا كانت النتائج الخاصة بالفلسطينيين، مشيرًا إلى أن طرفى الانتخابات الأمريكية سيركزان على دعم إسرائيل بشكل مطلق حتى الانتخابات المقبلة».

القضية الفلسطينية تتماهى وسط صراعات المنطقة

فيما قال الكاتب الصحفى أحمد ناجى قمحة رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية، إن القضية الفلسطينية تتماهى وسط صراعات المنطقة التي تتفجر إما صنعًا أو طبيعة نتيجة تطور تداعيات الأحداث. 

وأضاف «قمحة»: «بالنسبة إلى تفاعلات الإقليم، فإن الخاسر فيها حتى هذه اللحظة هى القضية الفلسطينية، والرابح هو التنظيمات والفواعل دون الدول التي تتحرك بحرية وتمارس الضغط وتفجر الأحداث وتؤثر على مسار التاريخ»، متابعا: «إيران مشتبكة مع الأحداث منذ اليوم الأول، والفواعل من دون الدول المرتبطة بعلاقات مع الدولة الإيرانية تتحرك بحرية على الأرض وتمارس مجموعة من العمليات سواء تنظيم الحوثى أو الحشد الشعبى أو حزب الله وباقى التنظيمات المتحالفة مع إيران».

مصر الوحيدة التي استطاعت الحفاظ على كيانها ضد ما يحاك للمنطقة

وأكد «قمحة»، أن مصر هى الدولة الوحيدة التي لديها عمود صلب واستطاعت الحفاظ على كيانها ضد كل ما يُخطط للمنطقة، مشددًا على أنها مستمرة فى التصدى بعقلانية، مضيفًا: «الصراع فى المنطقة متعلق بتفاعلات تجعل الدول العربية تتكبد المزيد من الجراح مع العلم أنها دول مجروحة بالأساس»، متابعًا: «الدول العربية فى غمار صراع إقليمى وصراع أكبر من الإقليمى، فالصراع الدولى هو صراع إرادات وليس صراع حضارات، إرادة الشرق مقابل إرادة الغرب، وجرى تفجير الصراعات فى أكثر من بقعة، مثلا جرى تخصيص حزمة مساعدات عسكرية لإسرائيل، بالإضافة إلى تايوان وأوكرانيا، وهى المناطق المؤهلة للمزيد من الأحداث.

إسرائيل سترد على هجوم حزب الله بعمل عسكرى

وشدد «قمحة» على أن اليمين الإسرائيلى المتطرف لن يصمت على التصعيد من إيران وحزب الله وسيرد  ويستمر فى التصعيد، مضيفًا إن الرد الإيرانى على الاعتداء على القنصلية الإيرانية فى سوريا جرى ضبطه، ولكن حزب الله أعلن قصف ‏مقر قيادة لواء المشاة الثالث التابع للفرقة 91 فى ‏قاعدة عين زيتيم الإسرائيلية بعشرات من صواريخ الكاتيوشا، وهو ما يعنى قدرته على الوصول إلى داخل إسرائيل، وهذا رد فى منتهى الخطورة، متابعًا: «رد إسرائيل على حزب الله سيكون أمرًا أخطر، لأن مدى عنف الرد الإسرائيلى سيدفع الطرف الرئيسى الداعم لتنظيم حزب الله إلى التدخل بصورة فعلية وتقديرى أن إسرائيل سترد على حزب الله بعمل عسكرى».

أمريكا وإسرائيل المستفيدتان الوحيدتان من مشهد الصراع مع إيران

ويرى الكاتب الصحفى أحمد ناجى قمحة، أن المستفيد الأوحد من تداعيات ما يحدث بين إسرائيل وإيران فى المنطقة هى أمريكا ثم دولة الاحتلال الإسرائيلي، ففى واشنطن استطاع الرئيس الأمريكى جو بايدن حفظ ماء وجهه أمام المعارضة الشديدة لسياساته فى الداخل، مضيفا: إن بايدن قدم المبرر ويحسن من صورة المؤسسة العسكرية الأمريكية من حيث قدرة الجيش الأمريكى على إدارة المشهد على الأرض بين إسرائيل وإيران، مشددًا على أن المواطن العربى يعى جيدا أنها مسرحية، متابعًا: «دولة الاحتلال حسنت من صورتها بعد التداعيات الأخيرة، فالإعلام هاجم الوحشية والبربرية التي تمارس بها الاعتداءات على المواطن الفلسطينى وملف حقوق الإنسان الذي كان يتفجر فى أكثر من مناسبة ومواقف الدول فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، والمطالبة بمنح فلسطين العضوية الكاملة وتدخل الفيتو الأمريكى»، مواصلا: «لكن ما حدث مؤخرا أدى الى تجميل وجه إسرائيل سواء فى الإعلام العالمى أو الاتحاد الأوروبى الذي اجتمع لبحث تقديم المزيد من الدعم لدولة الاحتلال».

مصر أكثر دولة حاربت وساعدت القضية الفلسطينية منذ عام 1948

وشدد الكاتب الصحفى أحمد ناجى قمحة، على أن الدور الرشيد للدولة المصرية فى التعامل مع القضية الفلسطينية ليس وليد اللحظة، مؤكدًا أن البيروقراطية أنقذت الدولة المصرية فى اللحظات الصعبة منذ سنوات، مضيفًا: «منذ سنوات، عملت الدولة المصرية بقوة فى ملف القضية الفلسطينية رغم الضعف الشديد فى الداخل المصري، لأن مصر تدرك أكثر من غيرها أن كل ما حدث فى الإقليم منذ الثمانينيات حتى اليوم هدفه تحلل حائط الصد الأول لكى ينفرد الكيان المحتل بالفلسطينيين العُزل»، متابعًا: مصر أكثر دولة قدمت مساعدات وحاربت من أجل القضية الفلسطينية، فقد استنزفت كل مقدراتها، ومنذ أحداث السابع من أكتوبر تحملت الدولة المصرية كلفة اقتصادية كبيرة، فقد تضررت السياحة ومكونات الصادرات والواردات وحركة الملاحة».

إيران أدارت حروبًا بالوكالة لتدمير القوى العسكرية فى الإقليم مثل العراق 

ويرى «قمحة» أن حروب الوكالة فى المنطقة تُدار بدول وليس جماعات وتنظيمات وأشخاص مسلحين، فهناك دولة ارتضت فى لحظة من اللحظات على مر تاريخنا الحديث أن تمارس حربًا بالوكالة لتدمير القوى والركائز العسكرية فى الإقليم مثل العراق فى حرب لمدة 8 سنوات ثم اختفى العراق من على الساحة، متابعًا: «الجسد العربى أفرز المبادرة العربية للسلام ويتحرك فى قلب أروقة المنظمة الأممية فى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ويستطيع الحشد لدعم القضية الفلسطينية وليس دعم أى فصيل أو تنظيم، مؤكدًا  أن الجسد العربى تقودُه مصر وهى دولة لديها رؤية لهذا الصراع هى الأصوب منذ انطلاق أحداث وتداعيات السابع من أكتوبر وحتى هذه اللحظة، إذ تواجه هذه الدولة تداعيات جمة من النواحى كافة».

مصر والأردن أكثر الدول المعنية بالدفاع عن القضية الفلسطينية

وشدد على أن مصر حذرت من اجتياح رفح الفلسطينية ودفع الفلسطينيين إلى الدولة المصرية أو المملكة الأردنية الهاشمية، مشددًا على أن هذا الأمر تهديد للأمن القومى الأردنى والأمن القومى المصري، مضيفًا: «الأخطر هو أن الدول التي لديها تماس مع القضية الفلسطينية تجد نفسها طرفًا من أطراف الصراع، فهناك حديث عن تأزم الأردن من الداخل بفعل جماعة الإخوان الإرهابية، كما يتعرض لضغوط من الداخل لزجه فى الصراع رغم أن الأردن يمارس دورًا رشيدًا مع الدولة المصرية»، متابعًا: «مصر والأردن أكثر الدول المعنية بالدفاع عن القضية الفلسطينية».

تاريخ تعاون طهران مع واشنطن يتعلق بصفقة ما

فيما قال عمرو أحمد، الباحث فى الشؤون الإيرانية، إن التاريخ دائمًا ما يشير بأن تعامل إيران مع الولايات المتحدة يكون بمقابل، مردفًا: إذا عدنا للتاريخ فى الحرب الإيرانية - العراقية، طهران حصلت على أسلحة من «الشيطان الأكبر»، مضيفًا: إنه منذ 2010 جرت عدة اغتيالات إسرائيلية بحق العلماء الإيرانيين وقادة الحرس الثورى، حيث جرى اغتيال 6 علماء فى 2010 واغتيال الأب الروحى للبرنامج النووى الإيرانى فى 2020، فهل إيران قدمت ردًا، لا.

وأشار إلى أن إيران استفادت من هذا الموضوع فى مفاوضاتها مع الولايات المتحدة بأن كل ما سبق من اغتيالات تحتاج من خلالها تحقيق مصالح مرتبطة بإزالة اسم الحرس الثورى من كونه منظمة إرهابية والإفراج عن مجموعة من الأموال المحتجزة وتخفيف الضغط على إيران فى المنطقة.

ولفت إلى أن الرد الذي حدث فى يناير 2020 على اغتيال قاسم سليماني، باستهداف قاعدة عين الأسد بـ 50 صاروخًا، خرج حينها «ترامب» فى فيديو شهير مصرحًا بأنه تم التواصل مع الولايات المتحدة وإخلاء القاعدة والصواريخ لم تستهدف البنية التحتية.

حزب الله ينفذ قواعد الاشتباك الجديدة بالشرق الأوسط التي تضعها إيران

وأكد الباحث فى الشؤون الإيرانية، على أن حزب الله اللبنانى ينفذ قواعد الاشتباك الجديدة بالشرق الأوسط التي تضعها إيران، وتتمثل فى انخراط الفاعلين بحجم أكبر فى الأعمال والاشتباكات مع إسرائيل، وهى إشراك وتوريط عدد من الدول العربية فى هذه المعادلة، لإحداث خراب للمنطقة العربية، هذا حقيقى ويتحقق، مضيفًا: إن إيران استندت فى ردها على المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وهو حق الدفاع عن النفس، لأنه انتهاك لسيادة الدول، متسائلًا: «هل الصواريخ والمسيَّرات التي مرت من العراق وسوريا والأردن وفلسطين لم تكن انتهاكًا من الدول؟ لكنها تريد أن تأخذ خطوة من وراء تورطها».

روسيا ستمد إيران بطائرات «سو 35» وصواريخ دفاع جوى حال تعرضها لهجوم إسرائيلى

وشدد الباحث فى الشؤون الإيرانية، على أن روسيا أكدت أنه فى حال تعرض إيران لهجوم إسرائيلى ستمدها بطائرات «سو 35» وصواريخ الدفاع الجوي، مضيفا إن الموقف الروسى واضح، بينما موسكو تحصل من طهران على مسيرات من أجل الحرب الأوكرانية، وهذا أمر معلوم للكل، مشيرًا إلى أن روسيا لا تستطيع الانفصال عن إيران، إذ تعد بعدًا لها وحليفًا قويًا فى المنطقة، وتستطيع أن تحقق مجموعة من المعادلات فى المنطقة سواء من خلال التواصل أو التفاعل مع الدول الكبرى من خلال إيران، وفى نفس الوقت كقوة عسكرية فى حالة احتياجها لذلك.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز