وبروحى يامصر بحبك

بحبك بقلبى.. وبروحى يا مصر بحبك 

بحبك بعقلى.. ياحياتى يا مصر بحبك 

بحبك حب مش عادى لإنك جنتى ووادى 

أصيلة والكرم فيكى طبيعة كل أهاليكى 

بحبك نيل بيروينا وأرضك بيت بيحمينا 

هواكى نسيم بيحيينا وزرعك خير مكفّينا 

ده انت الماضى وانت الحاضر والمستقبل كله يامصر 

مصر يا أصل حضارة الدنيا عِشتى ودُمتى عظيمة يامصر 

ده أنت آمالنا وجوّه عيوننا أحلى بلاد الدنيا يامصر..

واحدة من روائع المطربة الكبيرة «وردة» فى برنامج كتالوجها (الوطني القومى العروبى)التي حلت ذكراها الـ 11 الأربعاء الماضى والتي رَحَلت عن عالمنا فى 17مايو 2012 بعد مشوار غنائى حافل فى شقتها المُطلة على نيل المَنيل، فقد عشقتْ وردة الجزائرية ترابَ مصر حتى النفَس الأخير فى حياتها.

 رائعة « وبروحى يامصر بحبك» التي رسمت فيها عظمة أم الدنيا وترجمت كل معانى العشق لمصر للشاعر العملاق عبدالوهاب محمد وألحان الموسيقار د.جمال سلامة من أبرز أغنيات وردة الوطنية والتي لم تترك مرحلة تحوُّل فى تاريخ مصر إلا وتغنت بها وافتتحت هذا البرنامج بقرار جمهورى عندما طلب الرئيس الخالد جمال عبدالناصر من موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب والشاعر أحمد شفيق كامل إضافة مقطع فى أوبريت «وطني الأكبر»   ليمثل صوت الجزائر مع نجوم العصر الذهبى للأغنية «عبدالحليم حافظ وشادية ونجاة وفايدة كامل وصباح» والذي أطلق بمناسبة وضع حَجَر الأساس للسد العالى، ومرح صوت وردة بعد هذا الأوبريت فى كل المَراحل المهمة فى تاريخ مصر وبدأت برائعة «على الرّبابة» بعد نصر أكتوبر العظيم عندما قام الموسيقار الراحل بليغ حمدى ومعه وردة بالتوجه إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون ومعهما الشاعر الراحل عبدالرحيم منصور عصر يوم السادس من أكتوبر، ثم توالت أعمالها فى كل احتفالات ذكرَى نصر أكتوبر حتى الألفية الجديدة واحتفالات ذكرَى استرداد سيناء بل ومجّدت الدورَ الوطني للشرطة المصرية فى أعيادها بأغنية لا تُنسَى بعنوان «تحيا مصر» وتقول كلماتها: «كله قيام تعظيم سلام، لأرض مصر لشعب مصر لاسم مصر لبنت مصر لأبويا وأبوك وأخويا وأخوك لابن مصر».. ولوردة أغنيات خالدة لمصر، منها: «أنشودة مصر» كلمات حسين السيد وألحان محمد عبدالوهاب، و«على ضفافك يا نيل» لحلمى بكر، و«بلد الحبايب» لعبدالرحمن الأبنودى وألحان عمار الشريعى، وغيرها من الروائع التي لا تتكرّر التي سجلت فيها كل معانى الوفاء العظيم والحب الكبير لتراب مصر، فضلاً عن كتالوجها العاطفى الذي فى مجمله أيضًا ترجمة لقصص حب كبار الملحنين فى مصر والوطن العربى لصوتها الإعجازى من «رياض السنباطى ومحمد عبدالوهاب وفريد الأطرش ومحمود الشريف وبليغ حمدى وكمال الطويل ومحمد الموجى وسيد مكاوى حتى حلمى بكر وعمار الشريعى وصلاح الشرنوبى».

وُلدت «وردة» فى فرنسا عام 1939 لأب جزائرى وأم لبنانية.. وتركت فرنسا فى عام 1956 فى نهاية الجمهورية الرابعة وقت رئاسة رينيه كوتى بعد مساندة والدها لمناضلى جبهة التحرير الوطنية فى الحرب الجزائرية، وكرّمها فى الجمهورية الخامسة الرئيس نيكولا ساركوزى عام 2012 ومنحها رتبة فارس فى وسام الآداب والفنون، وعام 2021 وضعتها حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون فى قائمة تضم 318 شخصية من أبطال التنوُّع الإقليمى والذين يلهمون أسماء الشوارع أو المبانى العامّة فى فرنسا فى المستقبل، وضمت القائمة أيضًا المطربة المصرية العالمية داليدا..

وبَعد.. تستحق أميرة الغناء العربى «وردة» أن يُطلق اسمُها على أحد أبنية أو مَحاور أو شوارع الجمهورية الجديدة لما قدّمته من تراث غنائى (وطني وقومى) عابر للأجيال، ولن يتكرّر.