عاجل| تحليل خاص.. 7 لعنات تطارد «Pep».. كيف نسي الفيلسوف «قواعد المنطق»؟
وليد زينهم
لم يكن لإحد من مدربي كرة القدم خلال العقدين الأخيرين فضل علي اللعبة وتطورها أكثر من الداهية الإسباني بيب جوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي الإنجليزي والذي يعاني مؤخرًا من تكالب الصدمات وتوالي الانتكاسات.
جوارديولا الذي يصنفه كثيرون كأعظم مدرب حاليا بل وربما يشتطون بوصفه الأفضل عبر التاريخ تعرض لأول مرة في مسيرته لأربع هزائم متتالية.
فـ”السيتي” بزعامة "بيب" سقط أمام توتنهام في كأس الرابطة ثم بورنموث بالبريميرليج وبعدها أمام سبورتنج لشبونة في دوري الأبطال وختاما برايتون بالبريميرليج.
ورغم أن لكل مباراة ظروفها الخاصة إلا أن ثمة رابط واحد يجمعها معا وهو أخطاء بيب جوارديولا المتكررة والتي يمكننا إجمالها في سبع موبقات إقترفها الفيلسوف فجعلت "السيتزن" أسفل سافلين بعدما كان من علية القوم ويهابه الجميع في أوروبا عموما والبريميرليج خصوصا.
لعنة رودري
جاءت إصابة الإسباني رودري المتوج مؤخرا بالكرة الذهبية لتكون بمثابة اللعنة علي جوارديولا وفريق سيتي هذا الموسم لاسيما وأنها قطع في الرباط الصليبي للركبة وزمنها سيطول وتطول معه معاناة السيتي.
وبالطبع فالإصابات أمر قدري لا دخل لجوارديولا بها إلا أن المدرب يجب أن يسأل صراحة : لماذا لا يوجد بديل لهذا اللاعب بكفاءة وجودة مقاربة ؟.. فجوارديولا يعلم كما يعرف غيره أن رودري هو العمود الفقري للفريق وغيابه سيكون ضربة موجعة فلماذا لم يحاول المدرب التعاقد مع لاعب مركز "6" مميز خلال الميركاتو الصيفي لتفادي المأزق الحالي؟
وبخلاف عياب رودري المؤثر فالفريق عاني من إصابات أخري لبعض نجومه وهي بلا شك من أبرز أسباب تراجع النتائج عموما.
عودة جوندوجان
خلال الصيف الماضي رحل الألماني المخضرم إليكاي جوندوجان عن صفوف فريق برشلونة الإسباني وعرض خدماته علي جوارديولا والسيتي من جديد ليرحب المدرب الإسباني بعودة لاعبه السابق إلي النادي .. ولكن ألم يلاحظ بيب أن إليكاي الذي يعرفه وكان ضمن نخبة لاعبي الوسط علي مستوي العالم قد تغير خلال الموسم الذي قضاه في كاتالونيا حيث تراجع مستوي اللاعب بشدة ناهيك عن الضعف الذي ضرب لياقته البدنية.
فالفيلسوف المعروف بعبقريته لم يحتكم إليها عندما قرر استعادة اللاعب والأدهي أنه مازال يمنحه الكثير من الدقائق في المباريات .. جوندوجان هو لاعب مركز "8" ما يعني أن له أدوار دفاعية وهجومية مزدوجة ولكن للأسف أرقام اللاعب تشير إلي التراجع الكبير في كلا المهمتين.
التفريط في ألفاريز
خطأ جبار أخر وقع فيه جوارديولا ولعله اعترف به في أحد تصريحاته مؤخرا وهو التفريط في الجوكر الهجومي الأرجنتيني جوليان ألفاريز الذي رحل إلي أتليتكو مدريد في الميركاتو الصيفي.
ألفاريز كان أفضل شخص بكل منظومة بيب يلعب دور المهاجم الوهمي خلف الوحش النرويجي إيرلينج هالاند بخلاف دوره الكبير في عملية الضغط العالي علي دفاعات المنافس لاستخلاص الكرة مرة أخرى ناهيك عن كونه أساسا رأس حربة صريح.. والآن لا يوجد من يعوض ألفاريز والأصعب من كل هذا إذا تعرض هالاند لإصابة فوقتها لن يجد جوارديولا أي بديل مناسب ليلعب مركز "9".
رهان كوفاسيتش
الكراتي ماتيو كوفاسيتش لاعب وسط مميز وله خبرات وتجارب رفقة أكبر الأندية الأوروبية قبل أن يلتحق بكتيبة جوارديولا.. وهو لاعب يملك مرونة تكتيكية كبيرة ويجيد بكل مراكز خط الوسط.
ولكن أغلب الأوقات يعتمد عليه المدرب في مركز 6 لاسيما منذ إصابة رودري وهو الدور الذي أثبتت المباريات أن كوفازيتش لا يجيده وتحديدا المهام الدفاعية فهو علي مستوي التمرير وصناعة اللعب رائع أما بخصوص استخلاص الكرة وإفساد هجمات المنافسين فضعيف وبالتالي في بعض الأحيان يجد قلوب دفاع السيتي أنفسهم أمام مهاجمي الخصوم بموقف "رجل لرجل" وهو ما كان ليحدث لو أن الفريق لديه لاعب "6" مميز دفاعيا.
لغز جفارديول
جوسكو جفارديولا قلب الدفاع الكرواتي الشاب والذي كثيرا ما نال الإشادة من مدربه جوارديولا وهو يستحقها كونه من نخبة قلوب الدفاع علي مستوي العالم ولكن فلسفة بيب ما كانت لتترك اللاعب بمركزه الطبيعي دون تعقيدات فنية.
ويقوم بيب بإشراك جفارديول تارة بمركزه الطبيعي كقلب دفاع وتارة أخري ظهير أيسر.. وليس هذا فحسب بل إن اللاعب كثيرا ما يترك مركز الظهير ويدخل إلى عمق الملعب لتأمين الكثافة العددية المطلوبة وضمان مواصلة الاستحواذ علي الكرة ولكن هذا "التكتيك" خطير جدا عندما يقطع المنافس الكرة ويتم تمريرها إلى لاعب سريع في المساحة خلف جفارديول الذي ترك مركزه خاليا بتعليمات من جوارديولا.
ضياع الحافز
منذ تولي جوارديولا تدريب مانشستر سيتي والرجل حقق كل ما يمكن من بطولات وإنجازات ولكن خلال المواسم السابقة امتلك المدرب موهبة خلق الدوافع وتحفيز لاعبيه نحو تحقيق المزيد بل أنه وفق ما نشرته بعض التقارير الإعلامية لا يتردد في الاستغناء عن أي لاعب يشعر بأنه تشبع بالبطولات.
وهذا الموسم لا يبدو من بين جميع لاعبي السيتي من يملك الحافز القوي سوي النرويجي إيرلينج هالاند ولولا هذا لكان الوضع الأن أسوأ بكثير بالنسبة للفريق حيث أن مباريات كثيرة حسمها السيتي فقط بقدرات النرويجي الخاصة.
العناد التكتيكي
أمر آخر أخطر من كل ماسبق وهو مشهور عن جوارديولا بشكل عام يتمثل في العناد التكتيكي للمدرب وعدم رغبته في تغيير فلسفته الخاصة وخطته لدرجة باتت معظم الفرق تستطيع التعامل معها واللعب على بعض الثغرات في المنظومة.. فالمدربين يكون لسان حالهم عندما يواجهون بيب هو: "لا تنافسه على الاستحواذ لن تستطيع وستخسر ولكن كل ما تحتاج إليه عندما تقطع الكرة هو ممرر جيد يرسل لزميل مهاري وسريع في مساحة ووقتها ستكون الخطورة حتمية على مرمي السيتي".