ملتقى الظهر بالجامع الأزهر يوضح أسرار تنوع العبادات
سلوي عثمان
عقد الجامع الأزهر اليوم الأحد، فعاليات ملتقى الظهر"رياض الصالحين"، بالظلة العثمانية، تحت عنوان(أسرار تنوع العبادات)، بحضور الشيخ محمود قابيل، الواعظ بمجمع البحوث الاسلامية، وأدار الملتقى، الشيخ أحمد سنجق، الباحث بالأمانة العامة للجامع الأزهر الشريف.
قال الشيخ محمود قابيل، إن من أعظم توابع نعمة الإسلام وفروعها: نعمة تنوُّع العبادات وتعددها؛ وهي نعمة تحتضن حِكَمًا ربانية كثيرة، فالطريق إلى الله هي واحدة جامعة لكل ما يُرضي الله، وما يرضيه متعدد متنوع بحسب الأزمان والأماكن والأشخاص والأحوال؛ لاختلاف استعدادات العباد وتخفيفا عنهم وتيسيرا بما يتلاءم مع قدرتهم، كما أن تنوع الفرائض والواجبات من العبادات يعد اختبارا وابتلاء للمؤمن على غلبته لهواه، فانتقال العبد من عبادة إلى أخرى بحسب وقت كل منها دليل على أنه عبد حقيقي لله.
وبيّن الواعظ بمجمع البحوث الاسلامية أن في تنوع العبادات بمقاصدها حكما ربانية ومقاصد تربويا عظيمة؛ ففي الصلاة يقول الله -تعالى-: (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ)[الْعَنْكَبُوتِ]، وفي الزكاة يقول الله -تعالى-: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا)[التَّوْبَةِ]، وفي الصيام يقول الله -عز وجل-: (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)[الْبَقَرَةِ]، وفي الحج يقول الله: (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ)[الْحَجِّ]، فكل عبادة لها حكمة ربانية عظيمة تعود بالنفع على العباد.
واختتم فضيلته أن من أهم حكم تنوع العبادات: تنوع العبادات بمناسكها وطرق أدائها؛ فمن عجز بمرض أو سفر أو فقر أو ضعف عن عبادة وجد أجره في رخصة وعبادة أخرى رعاية لظروف المكلفين، ورفعا للحرج عنهم، وتيسيرا وتسهيلا لهم، كما راعى الإسلام أحوال المكلفين من النساء؛ حيث تعجز المرأة عن القيام ببعض أعمال الرجال فرتَّب على أعمالهن أجرا عظيما تقديرا لدورهن وقيمة أعمالهن.
ومن جانبه أوضح الشيخ أحمد سنجق، والذي أدار الملتقى، أن الله أنعم على عباده أن جعل العبادات تتنوع بفضائلها، فتزيد كل عبادة في صحائف أعمال المسلم سِجِلًّا من الخير، وفيضا من الثواب والأجر الجزيل، مما يؤدي إلى محو الذنوب والخطايا، كما أن تنوع أوقات العبادات وتنوع فضائلها يحفِّز المسلم إلى أن يستغرق حياته في التنقل بين بساتين العبادة، فإن الله -سبحانه- إذا أحب عبدا استعمله في الأوقات الفاضلة بفواضل الأعمال، وإذا مقته استعمله في الأوقات الفاضلة بسيء الأعمال، فضلا على أن في تنوع العبادات مدافعة لبواعث السآمة والملل، حيث تنشِّط النفس وتُفضي إلى استشعار المتعة واللذة في العبادة.
ويواصل الجامع الأزهر خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان بتوجيهات ورعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتتضمن: (260 مقرأة- 52 ملتقى بعد الظهر- 26 ملتقى بعد العصر- صلاة التراويح بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث الإسلامية 20 ركعة يوميا بالقراءات العشر- 30 درسًا مع التراويح- صلاة التهجد بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث في العشر الأواخر- تنظيم 6 احتفالات متعلقة بمناسبات الشهر الكريم- 5000 وجبة إفطار يوميًّا للطلاب الوافدين، لتصل الوجبات لـ 140 ألف وجبة.