عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
هؤلاء ينتهكون "ساعة الأرض"

هؤلاء ينتهكون "ساعة الأرض"

احتفلت محافظات مصر مع دول ومدن العالم يوم السبت الماضي الموافق ٢٥ مارس ٢٠٢٣ بمبادرة "ساعة الأرض"، حيث تم إطفاء المصابيح والأجهزة الكهربائية والإلكترونية غير الضرورية بالمنشآت والهيئات والجهات العامة والخاصة والمصانع والمنازل لمدة ساعة من (٣٠: ٨ - ٣٠: ٩) مساءً، تضامنا مع شعوب العالم في الاحتفال بالحدث البيئي العالمي السنوي، من أجل توحيد لغة الحفاظ على البيئة بالأشكال كافة.



برغم الجهود والمحاولات التي تبذل في مجال حماية البيئة في العالم عامة والدولة المصرية خاصة، إلا أن هناك أيادي لا تحترم القانون تعبث وتخرب بالمنشآت والمرافق العامة.

 

هناك صور عديدة تعكس الانتهاك الصارخ لقانون البيئة والطبيعة، منها على سبيل المثال لا الحصر: قيام الباعة الجائلين بالشوارع والأسواق بسرقة التيار الكهربائي من أعمدة الإنارة العامة، وانتشار ظاهرة مغاسل السيارات والتكاتك بالشوارع وقيامهم بتوصيل المياه بشكل غير قانوني، بالإضافة إلى قيام البعض بإلقاء المخلفات المنزلية أو المصانع بالترع والبحيرات، فضلا على التلوث الناتج عن مداخن المحلات والمطاعم غير المطابقة لشروط حماية البيئة، وصور أخرى منها حرق قش الأرز "السحابة السوداء"، وعوادم السيارات، والشماريخ والألعاب النارية التي تظهر وتشتعل بملاعب كرة القدم، والصواريخ والبمب الذي ينتشر في شهر رمضان، وغيرها من مظاهر وسلوكيات تساهم في تلوث البيئة بشكل مباشر أو غير مباشر.

 

الأمر الذي يتطلب تطبيق القانون بشكل رادع على كل مخالف حتى يكون عبرة لغيره، مع ضرورة وجود رقابة شديدة ودورية للحد من مخاطر التلوث البيئي، بالإضافة إلى الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة التي تلعب دورا مهما في المحافظة على التوازن البيئي من خلال الاعتماد على الطواحين الهوائية والخلايا الشمسية في توليد الطاقة واستبدال البنزين والسولار بالغاز الطبيعي.

 

الجدير بالإشارة أن "ساعة الأرض" هي حدث أو مبادرة عالمية أطلقها الصندوق العالمي للطبيعة، وقد تم إطلاق هذا المسمى عليها لأن القائمين بأمرها حددوا ساعة واحدة يتم خلالها التشجيع على إطفاء الأنوار على وجه الأرض بهدف توحيد الشعوب في مهمة واحدة وهي حماية الكوكب، حيث كانت مدينة سيدني الأسترالية أول المدن التي بدأت الحملة منذ عام ٢٠٠٧. ثم تحولت المبادرة من حدث محلي إلى ظاهرة عالمية شارك فيها العديد من شعوب العالم سعيا وراء المحافظة على البيئة واتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري والحد من التغيرات المناخية، بهدف ترشيد استهلاك الطاقة، وإحداث تغيير تجاه العادات السلبية ومحاولة الانتماء للبيئة، وقد تم اختيار السبت الأخير من شهر مارس من كل عام موعدا ثابت للاحتفال بـ"ساعة الأرض".

 

يذكر أن مصر من أوائل الدول العربية التي شاركت بالحركة الشعبية عام ٢٠٠٩، وتوالت اهتمامات مصر في هذا المجال حيث استضافت فعاليات مؤتمر قمة المناخ "COP27" بشرم الشيخ، بمشاركة وفود من أكثر من 190 دولة وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بشؤون البيئة والمناخ.

 

في النهاية أتمنى أن يحرص كل فرد على تطبيق هذه المبادرة التي أصبحت بمثابة رسالة توعوية بمدى خطورة الاستهلاك المفرط للطاقة وتأثيرها على كوكب الأرض، وأن تتحول هذه المبادرة إلى سلوك يومي أو أسبوعي، والمطالبة بترشيد استهلاك الطاقة بكافة أشكالها، وذلك بهدف إرساء ثقافة الترشيد وترسيخ مفهوم ومبادئ الحفاظ على البيئة، الأمر الذي جعل العالم بأكمله يتحد من أجل مواجهة مخاطر تغير المناخ.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز