مؤسسة الشارقة للفنون تنظم برنامج الموسيقى في "بينالي الشارقة 15"
محمد خضير
أعلنت مؤسسة الشارقة للفنون عن إطلاق البرنامج الموسيقي لبينالي الشارقة 15، والذي يقام في الفترة ما بين 12 مارس و27 مايو 2023، ويقدم سلسلة من العروض الموسيقية التي تعكس اهتمام المؤسسة والبينالي الدائم، بتعزيز وتقديم الثقافة الصوتية والموسيقية إقليمياً ودولياً.
يقام البرنامج في ثلاثة مواقع
، وهي: أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، وقاعة إفريقيا، وقصر الثقافة، ويستضيف أمسيات موسيقية وغنائية وأدائية لستة من أبرز الفنانين والفرق العالمية، وهم: عبد الله إبراهيم، وبوبكر تراوري، ونورة منت سيمالي، وتيناريوين، ويوسو ندور، وعزيزة إبراهيم، حيث تلتقي جميع هذه الأسماء البارزة لتقديم تنويعات من الأنماط الموسيقية والصوتية المتناغمة مع ثيمة البينالي «التاريخ حاضراً»، بوصفها تمثل تجارب راسخة في التقاليد والثقافات القديمة، إلا أنها في الوقت ذاته متداخلة مع أشكال موسيقية أحدث مثل الجاز والبلوز والروك والسول.
وقالت الشيخة حور القاسمي رئيس المؤسسة وقيّم هذه النسخة من البينالي: «احتلت الموسيقى مكانة استثنائية في الشارقة والمنطقة عبر التاريخ، لذا سعينا بأن تكون جزءاً أساسياً من برامجنا العامة على مدار السنوات السابقة.
واليوم يحتضن بينالي الشارقة برنامجاً موسيقياً فريداً يستضيف نخبة من الموسيقيين والفنانين الذين يقدمون صنوفاً متنوعة من المقاربات الموسيقية التي تتوافق مع موضوعات البينالي، وتعكس رؤية المؤسسة المتمثلة في التفاعل مع الجمهور محالياً وعالمياً، من خلال اشتغالات فنانين متعددي التخصصات من جميع أرجاء الجنوب العالمي».
تأتي برامج البينالي بالشراكة مع عدد من المؤسسات التي تسهم عبر دعمها في ترسيخ وتعزيز المبادرات الثقافية والفنية في الإمارة، إذ يقام برنامج الموسيقى بدعم من بنك الشارقة والمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة.
وأشار الشيخ محمد بن سعود القاسمي رئيس مجلس إدارة بنك الشارقة، إلى أن هذه الرعاية تأتي في إطار جهود البنك المستمرة للمساهمة في المبادرات التي تركز على المسؤولية الاجتماعية وتعزيز التعاون بين المجتمعات وربطها من خلال الفنون.
وأضاف: «نحن فخورون للغاية بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للفنون برئاسة الشيخة حور القاسمي، بما يتيح لنا دعم المشهد الفني الدولي من قلب العاصمة الثقافية للعالم العربي. يمثل بينالي الشارقة للفنون أحد مرتكزات دور الإمارة في الحفاظ على الثقافة وتعزيزها ونشرها، وهذا يعمق أهمية تعاوننا مع المؤسسة لربط المجتمعات بالفنون. لهذا يحرص البنك على دعم المبادرات التاريخية والثقافية التي تحقق ذلك وفق رؤية التحول الاجتماعي والاقتصادي لدولة الإمارات العربية المتحدة».
تنطلق العروض يوم 12 مارس في أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، بأمسية يحييها عازف البيانو والمؤلف الموسيقي الجنوب إفريقي عبدالله إبراهيم، الذي يعدّ واحداً من أبرز وأهم الموسيقيين العالميين، والمعروف أيضاً بنضاله الطويل ضد نظام الفصل العنصري في بلده.
تعكس أعمال إبراهيم انفتاحه على العديد من التأثيرات الثقافية، سواء الموسيقى التقليدية الإفريقية، والتراتيل الدينية والألحان الروحانية، أو الجاز الأميركي والموسيقى الكلاسيكية والريفية، حيث تأسست موسيقاه وكلماته المميزة على المزج بين الديني والدنيوي، والتقليدي والحديث.
وشارك إبراهيم على مدار 50 عاماً في العديد من الأمسيات الموسيقية والنوادي والمهرجانات سواء كعازف منفرد أو كجزء من فرقة ثلاثية أو سباعية، وتعاون كذلك مع أوركسترات كلاسيكية، لا سيما أوركسترا الشباب الأوروبية، وأوكسترا فيلهارموني الإذاعية، وأوركسترا بابلسبرغ السينمائية، وأوركسترا جوهانسبرغ، وأوركسترا كيب تاون، وعمل على مشاريع لتكوين فرق موسيقية كبيرة مع إذاعة شمال ألمانيا في الدنمارك وإذاعة ألمانيا الغربية.
أما ثاني الأمسيات فتقام يوم 17 مارس في قاعة إفريقيا في الشارقة، ويحييها الفنان بوبكر تراوري الأيقونة الموسيقية في مالي منذ الستينيات، والذي يقدم مقطوعات تتيح للمستمع المضي في عوالم نمطه الغنائي الخاص المستمد من أشكال عديدة مثل البلوز الأميركي والموسيقى العربية وموسيقى ماندي في غرب إفريقيا.
يشارك في الأمسية كل من: بوبكر تراوري "غيتار وغناء"، داوودا ديارا "كاليباس وغناء"، عبدالله ديمبيلي "كاملن نغوني، كورا ودوزون نغوني وبولون وغناء"، وسيسوكو "دجيلي نغوني وغناء".
وتحيي الأمسية الثالثة الفنانة والشاعرة الغنائية الموريتانية نورة منت سيمالي التي تنحدر من عائلة موسيقية عريقة وتعتبر سفيرة الموسيقى الموريتانية في العالم، حيث يقام حفلها يوم 18 مارس 2023 في قاعة إفريقيا.
تتأثر أعمال سيمالي بموسيقى الصحراء والمغرب وغرب إفريقيا، وتعتمد على معرفتها بالتقاليد ومهارتها كجريوت "لقب يطلق على أي مؤرخ وشاعر ومغنٍ في غرب إفريقيا" لتأليف أشكال معاصرة من الموسيقى المغاربية.
نشأت سيمالي في إحدى أبرز العائلات الموسيقية الموريتانية، حيث دربتها جدتها مونينة وزوجة أبيها ديمي منت آبا على مهارات الجريوت منذ نعومة أظفارها، فأتقنت المهارات الصوتية والأردين، وهي آلة موسيقية وترية تعزف عليها النساء فقط، وعملت منشدة مساعدة لزوجة أبيها عندما بلغت الثالثة عشرة من عمرها. جرّبت سيمالي التأليف الموسيقي، لا سيما موسيقى فيوجن، بتوجيه من أبيها، سيمالي ولد همد فال الذي ابتدع أول نظام لتأليف الألحان المغاربية.
يشارك في الأمسية: نورة منت سيمالي "غناء وأردين"، الجيش ولد شغالي "غيتار كهربائي وتيدينيت"، عصمان توري "بايز"، وماثيو تيناري "طبول".
تليها أمسية لفرقة بلوز الصحراء «تيناريوين» المكونة من موسيقيين طوارق من منطقة الصحراء الكبرى في مالي، والحائزة على جائزة غرامي، إذ تقدم حفلها يوم 31 مارس في قصر الثقافة.
تمزج فرقة تيناريوين متعددة الأجيال، والذي يعني اسمها «شعب الصحراء» أو «فتية الصحراء» بلغة التماشق، بين ألحان وأنغام الطوارق مع موسيقى الروك أند رول المعتمدة على الغيتار في أسلوب يسميه الطوارق «عسوف» ويسميه النقّاد الموسيقيون «بلوز الصحراء». ينحدر هذا الأسلوب من غرب إفريقيا، لا سيما منطقة المنحنى العظيم بين تمبكتو وغاو على طول نهر النيجر.
يشارك في الأمسية: إبراهيم أغ الحبيب "غناء وغيتار"، عبدالله أغ الحسيني "غناء وغيتار"، تهامي أغ الحسن "غناء وغيتار، طاهر خالدي "غناء وبايز"، ايلاجا أغ حميد "غناء وغيتار"، سعيد أغ أياد "غناء وإيقاع" .
فيما تقام خامس الأمسيات يوم 6 إبريل في قصر الثقافة، ويحييها الفنان يوسو ندور الحائز على جائزة غرامي لمساهمته في تطوير أسلوب جديد من الموسيقى السنغالية الشعبية «مبالكس».
يقدم ندور خلال البينالي عمله الذي يعرض لأول مرة تحت عنوان «مشروع السلام»، والذي يتعاون فيه مع مؤدي الغناء الصوفي من السنغال، لإنتاج مشروع أدائي جديد يحاكي المشترك الإنساني وما يجمع بين البشر .
عُرف ندور على الدوام بكونه صوت الضمير والتغيير من خلال ما يزيد على عشرين ألبوماً موسيقياً أصدرها خلال مسيرته، كما وصفته مجلة رولينغ ستون بأنه «بلا شك أحد أكثر فناني القارة الإفريقية بأكملها شعبية»، بينما قالت صحيفة النيويورك تايمز إن صوته المميز «عذب به رقة وحزم».
ويختتم البرنامج يوم 27 مايو في قاعة إفريقيا، مع ملكة موسيقى بلوز الصحراء عزيزة إبراهيم التي تتجلى في موسيقاها جذورها الصحراوية الغربية ومدينة برشلونة.
نشأت إبراهيم وترعرعت في مخيمات اللاجئين الصحراويين الواقعة على الحدود بين الجزائر والصحراء الغربية، وتتناول في موسيقاها الأسى والأمل اللذين يعتريان شعبها، وتتأثر بالعديد من الشخصيات الثقافية البارزة لا سيما جدتها الثائرة الخضرة منت مبروك المعروفة بشاعرة البندقية.
يشارك في الأمسية: عزيزة إبراهيم "غناء وطبل"، اغناسي كوسو "غيتار كهربائي"، غييم أغيلار "بايز"، وأندرو مورينو "طبول".