تاريخ وجغرافيا وتربية وطنية فى دراما رمضان

كل الشواهد تقول إن عشّاق الدراما على موعد مع مونديال فنى متقدم ومن الطراز الرفيع مختلف الألوان والأشكال وفيه متعة للناس.

فى مونديال الدراما الرمضانى لأول مرة تجتمع فيه كل القوالب الدرامية «اجتماعية وتاريخية وجغرافية ودينية ووطنية»، وتتنوع الموضوعات والقضايا والرسالة فيها وكلها تصب فى اتجاه انتصار الوعى بما يليق مع الجمهورية الجديدة وثوابتها واستعادة الوجه المشرق للشخصية المصرية الأصيلة، ويتجلى فيها «نجوم الشعب» بتجسيد وخلق عشرات الشخصيات التي نعيش معها وتعيش فينا لفترات طويلة وممتدة.

الدراما الوطنية بطبيعة الحال تواصل تسجيل حضورها الطاغى للعام الرابع على التوالى بمسلسل «الكتيبة 101» بعد روائع مسلسلات «الاختيار وهجمة مرتدة والعائدون والقاهرة كابول».. مسلسل «الكتيبة 101» يواصل الرسالة والهدف مع آسر ياسين وعمرو يوسف وفتحى عبدالوهاب ووفاء عامر مع المخرج محمد سلامة، ويوثق المسلسل تفوق وبسالة خير أجناد الأرض فى معركتهم مع العناصر التكفيرية فى ملحمة جديدة وواقعية على أرض سيناء وفى رحاب «الكتيبة 101» والتصدى البطولى لهجوم إجرامى موثق بالصوت والصورة ورفع رايات النصر على الإرهابيين.

وفى أحضان التاريخ المصري فترة الحملة الفرنسية عام 1798 على مصر وصور أخرى من المقاومة والجهاد يأتى مسلسل «سره الباتع» والمسلسل حافل بنجوم «تخض» ومن كل الأجيال، وفى مقدمتهم النجم الكبير حسين فهمى مع باقة لا يستهان بها من نجوم الدراما «أحمد السعدنى وخالد الصاوى وأحمد عبدالعزيز وأحمد وفيق وخالد عبدالجليل وأحمد فهمى وريم مصطفى وعايدة رياض ونجلاء بدر وخالد سرحان ورحاب مطاوع ومادلين طبر» والنجمان الكبيران محمود قابيل وصلاح عبد الله ومعهم 50 ممثلاً وممثلة من بينهم الثلاثى العربى «شمس» من الكويت و«رانيا التومى» من تونس والسورى «نضال نجم» وتدور أحداثه فى إطار زمانين مختلفين  «زمن الحملة الفرنسية على مصر والزمن الحالى وتحديدًا بعد مرور 100 عام على الحملة الفرنسية»،و«خد عندك» هذه المفاجأة؛ فالمسلسل مأخود من قصة قصيرة تمثل أحد كنوز الكاتب الكبير يوسف إدريس وكتبته ابنته «نسمة إدريس»، بينما المعالجة الدرامية والإخراج لخالد يوسف، ويقدم المسلسل أصحاب المقام الحقيقيين ودورهم فى المقاومة ليكون درسًا للفسدة والمتأسلمين والإرهابيين، وفى ملحمة جديدة من قلب الواقع المصري يأتى مسلسل «سوق الكانتو» بوقائع تعود لعام 1922 واستعراض سوق الإتاوات والبلطجة وعوامل انتصار الخير على الشر.. المسلسل الذي يستعرض جغرافيا الحياة فى مصر خلال هذه الفترة، وهو لأمير كرارة، مى عز الدين مع المؤلف هانى سرحان والمخرج حسين المنباوى. ومن الوقائع الاجتماعية والسياسية فى بر مصر من القاهرة إلى الصعيد وأبرز القضايا الاجتماعية التي برزت على سطح الحياة فى مصر فى مسلسلات «علاقة مشروعة» لياسر جلال و«تحت الوصاية» لمنى زكى و«مذكرات زوج» لطارق لطفى و«تغيير جو» لمنة شلبى  و«جعفر العمدة» لمحمد رمضان و«عملة نادرة» لنيللى كريم من صعيد مصر، ولا يخلو المونديال الدرامى من الكوميديا والسخرية ويتقدم هذا النوع مسلسل «الكبير أوى» فى النسخة السابعة لأحمد مكى.

ويكتمل التنوع والاختلاف بعودة الدراما الدينية فى ثوب الإمام الشافعى فى مسلسل «رسالة الإمام» والعمل يتجاوز فكرة سرد سيرة الإمام التاريخية إلى رسالته فى تعميق الخطاب الدينى وتقديم درس للمتطرفين والمتأسلمين ويستعرض المسلسل آخر 6 سنوات من حياة الإمام الشافعى وتأثره بالحضارة المصرية وترك إرث دينى كبير مازالت رسالته مستمرة، والمفاجأة فى هذا المسلسل ليس فى تنوع أبطاله بقيادة «خالد النبوى»، بل فى مشاركة 7 كُتاب فى توثيق أحداثه ورسم دراما من العيار الثقيل ثلاثة منهم من سوريا وأربعة من مصر تحت إشراف المؤلف محمد هشام عبية الذي وحد الرسالة والمغزى والهدف من المسلسل.

مونديال رمضان الذي يضم هذا العام أكثر من 30 عملاً وهو أعلى رقم فى تاريخ الدراما الرمضانية يستعيد العصر الذهبى للدراما المصرية على جناح الشركة المتحدة، والحكم النهائى بعد المشاهدة.