«بيليه».. الهداف الأعظم.. كِلية واحدة وثلاثة كؤوس عالم

أعلنت عائلة الأسطورة البرازيلية بيليه، خبر وفاته متأثرًا بعدة أمراض أبرزها سرطان القولون، لينهي حياته عن عمر يناهز 82 عامًا.

 

_ إسمه إدرسون

 

ولد إدسون أرانتس دو ناسيمنتو في عام 1940، أو كما يلقب ”بيليه“ وعاش بداية حياته فقيرًا وسعى للقمة العيش ببيع حبات الفول السوداني في الشوارع، حتى بلغ عامه الـ15 وأيقن أن لديه موهبة حقيقية في كرة القدم، وقدم أوراق اعتماده بنادي سانتوس البرازيلي ليبدأ نشوارًا كرويًا من الدرجة الأولى إلى أن أصبح اللاعب الأسطورة الأفضل في التاريخ بحمله كأس العالم مرتين على التوالي.

 

_ ثلاثية كأس العالم

 

ويعد بيليه صاحب الفضل الأول لمنتخب بلاده، حيث قادهم للتتويج بكأس العالم لكرة القدم ثلاث مرات، منهم مرتين على التوالي أعوام، 1958 و1960، والثالثة عام 1970، وكان قريبًا من حصد الكأس الثالثة على التوالي عام 1966 حيث سجل هدفًا في فوز السيلساو على بلغاريا في المباراة الافتتاحية قبل أن يوقفه دوبرومير زيتشيف لاعب المنتخب البلغاري بتدخل عنيف، أطاح به بعيدًا عن استكمال المباراة واستبعاده من المباراة الثانية التي خسرتها البرازيل بثنائية، وفي المباراة الثالثة والحاسمة أمام البرتغال، عاد بيليه ولديه إصابة كبيرة ولكن لا مفر، أيقن حينها البرتغاليين أن الجوهرة السمراء لن تهدأ عن البريق إلا إذا تدخل أحدهم بعنف وكان ذلك عن طريق جواو مواريتش، ليتعرض الجوهرة لإصابة بالغة في الضلوع والفخذ، وودع بسببها مونديال 66.

 

 

_ كلية واحدة وثلاثة قلوب

 

تعرض بيليه لكسر في أضلاعه في إحدى المبارايات ليخرج سريعًا للعلاج ومن ثم يتم استئصال الكلية اليمني ويعيش حياته بكلية واحدة وهو لاعبًا لكرة القدم.

 

وتغلب بيليه على مرضه وضحك للصحفيين وقتها قائلاً جملته الشهيرة : ”لدى كلية واحدة وثلاثة قلوب" يقصد بها مدينة تريس كوراسويس في ولاية ميناس جيرايس، مسقط رأسه والتي تعني باللغة العربية "ثلاثة قلوب".

 

وفي نوفمبر 2014 تعرض إلى عملية غسيل كلوي بسبب الأزمة التي تعرضت لها في المسالك البولية، بإحدى المستشفيات في البرازيل، وتعرض لها ثانية عام 2019 في فرنسا وخضع لعملية غسيل كلوي مرة ثانية.

 

وظهر على كرسى متحرك عام 2017 خلال سحب قرعة مونديال روسيا 2018 متأثرًا بآلام صعبة في ساقيه صاحبته إلى أن توفي.

 

وفي عام 2021 خضع لإزالة ورم سرطاني في القولون، تم اكتشافه خلال فحوصاته الروتينية التي كان يجريها بإحدى المستشفيات الكبرى بمدينة ساو باولو، وظل في مرحلة العلاج من هذا المرض إلى أن توفى.

 

 

_ موسيقي وممثل بارع

 

دخل بيليه عالم الفن، وتمكن من إبراز نوع أخر من مواهبه عندما ظهر في أكثر من فيلمًا سينيمائيًا أبرزهم ”إيسكايب تو فيكتوري“ وفيلم الأكشن البرازيلي ”أوس ترومباديناس“.

 

وأصدر ألبومًا عام 2006 بعنوان ” بيليه جينجا“ وأغنية "ايسبيرانسا" وتعني الأمل، وهي إحدى أغاني احتفالات دورة الألعاب الأولمبية ”ريو دي جانيرو 2016“.

 

وفي عام 2020 طرح أغنيته الأخيرة ”غرامي“ التي أهداها لمحبيه ومشجعيه حول العالم بمناسبة عيد ميلاده الثمانين

 

_ ملك الكرة 

 

صدحت أنغام السامبا الشهيرة والرقصات المختلفة، في 19 نوفمبر عام 1969 احتفالاً بالهدف رقم 1000 الذي سجله الأسطورة بيليه البالغ من العمر وقتها 29 عامًا.

 

للهدف الـ1000 قصة خيالية، خلال مواجهته الشهيرة وهو يرتدي قميص سانتوس أمام نظيره فاسكو دي جاما، حيث لم تسنح الفرصة له لتسجيل الهدف المنتظر إلى أن احتسب حكم اللقاء ضربة جزاء لفريقه عند الدقيقة 78 وسيسددها بيليه أمام مايقرب من 80 ألف متفرج بملعب استاد المريكانا الشهير بالبرازيل.

 

وكان فريق بيليه متأخرًا بهدف سجله منافسه رينيه الذي ذهب إليه أثناء تركيزه لتسديد الكرة بمنطقة الجزاء وقال: ”لن تسجل اليوم يابيليه.. إنها طريقة جبانة لتسجيل هدًا عالميًا في تاريخك“ ولكن بيليه لم يهتم وسدد وسجل هدفه التاريخي الذي نصبه ملكًا للكرة في العالم.

 

 

_ كنز وطني

 

لم تهدأ الجماهير البرازيلية فور تسجيله الهدف رقم 1000 ونزلت الجماهير لأرض الملعب وحملوه على الأعناق وتوقفت المباراة لمدة 20 دقيقة احتفالاً باللاعب والمهاجم الأفضل، قبل أن تستكمل مرة أخرى وينتهي اللقاء، الذي تزامن مع عيد ”يوم العلم“ ولكن الشعب البرازيلي قرر تسميته ”يوم بيليه“ ليكون كنزًا وطنيًا على مر العصور.

 

_ أفضل رياضي 

 

سلمت اللجنة الأولمبية الدولية، جائزة أفضل رياضي، للأسطورة بيليه عام 1999، وحصد عام 2000 جائزة أفضل لاعب في القرن من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".

 

_ وزيرًا للرياضة

 

كسر بيليه حاجز التمييز ببلاده، بعدما كانت تكره البشرة السمراء، وبات أول رجلاً يدخل الحكومة البرازيلية، وتولى منصب وزير الرياضة لمدة ثلاثة سنوات.