الرئيس السيسي: تراجع معدل نصيب الفرد من المياه سنويًا في مصر إلى 500 متر مكعب فقط
إبراهيم جاب الله
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن إنشاء محطة تحيلة المياه الموجودة في مدينة المنصورة الجديدة، يأتي في إطار خطة الدولة لبناء محطات تحلية على المدن المطلة على البحر المتوسط، حيث تكون في النهاية مياه النيل مخصصة للاستخدام داخل محافظات الجمهورية غير الساحلية لمواجهة معدلات النمو السكاني المحتملة، خلال الخمسين عاما القادمة.
ونبه الرئيس خلال افتتاح المرحلة الأولى من مدينة المنصورة الجديدة، اليوم الخميس إلى تراجع معدل نصيب الفرد من المياه سنويا في مصر إلى 500 متر مكعب فقط، مؤكدا الحاجة لضبط معدلات النمو السكاني لمقابلة النمو المحتمل في الطلب على المياه خلال السنوات القادمة.
وأضاف: "إننا نسير وفق خطة دولة وتصورات الخبراء والعلماء المختصين، وأن هذا التصور ليس وليد اللحظة، وإنما كان موجودا في السابق وكانت الدولة تفكر فيه، ولكن الظروف لم تكن تسمح بتنفيذ ذلك".
ونوه الرئيس إلى أن المدن الساحلية الجديدة بها محطات تحلية مياه تكلفتها كبيرة، مشيرا الى أن مدن العلمين الجديدة وشرق بورسعيد والجلالة بها محطات تحلية كل محطة بقدرة 150 الف متر مكعب يوميا.
ووجه الرئيس السيسي حديثه إلى رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي قائلا: "هناك حاجة لمناقشة هذه الموضوعات المهمة خلال جلسات مجلس الوزراء من أجل تشكيل حالة فهم ووعي حقيقية لدى المواطنين".
وأكد الرئيس السيسي، أنه عندما يتم الحديث عن الخطورة الكبيرة للمعدلات المرتفعة للنمو السكاني على مصر، فهذا ليس للترهيب، موجها حديثه لكافة مؤسسات الدولة بما فيها المؤسسات الدينية متسائلا: هل يرضي الله ما وصلنا إليه الآن في مدن الدلتا والتي كانت تشهد منذ 100 عام تقدما وازدهار عمرانيا أفضل مما وصلنا إليه الآن بسبب النمو السكاني الكبير؟، وأجاب الرئيس مؤكدا ضرورة معرفة الأسباب التي أوصلتنا إلى هذا الوضع حاليا حتى لا يتم اتهام الدولة بأنها غائبة عن المشهد، مشددا على ضرورة العمل بشكل جماعي ومتكامل بين كافة المؤسسات من أجل حل هذه المشكلة من أجل مصر التي يجب أن نهتم بها وأن يعمل الجميع من أجلها.
وأضاف، إن النمو السكاني يقاس وفقا للموارد المتاحة لدى الدولة وهل مناسب أم لا؟، مشيرا إلى أن هناك ثلاثة احتمالات لذلك، أولها أن تكون نسبة النمو السكاني أكبر من الامكانات المتاحة مما يخلق حالة العوز، والاحتمال الثاني أن يتساوى النمو السكاني مع الموارد المتاحة، والثالث أن تكون الموارد المتاحية أكبر من معدلات النمو السكاني وهذا يعطي إحساسا بالرفاهية، معتبرا أن "الدعاء إلى الله دون العمل هو أمر غير مقبول".