أزمة الطاقة والغذاء تلقي بظلالها على اجتماع "خارجية المتوسط" ببرشلونة
بوابة روزاليوسف
وسط أزمة طاقة ونقص غذاء وارتفاع أسعار، جراء آثار الحرب الروسية الأوكرانية، ينعقد المنتدى الإقليمي السابع لوزراء خارجية دول الاتحاد من أجل المتوسط، بعد غد الخميس، بمدينة برشلونة الأسبانية.
وتكتسب نسخة هذا العام من اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد، والبالغ عددهم 42، أهمية استثنائية في ظل تلك الأجواء الإقليمية والدولية وتداعيات الحرب الدائرة في أوروبا - والتي تعد الأكبر منذ عام 1945 - على القطاعات الحيوية والضرورية.
كما يمثل اجتماع وزراء الخارجية ببرشلونة فرصة مهمة لتسليط الضوء على الضرورة الملحة لتعميق التكامل الإقليمي وتعزيز أطر دفع التعاون القائم بين دول ضفتي المتوسط شمالًا وجنوبًا خاصة فيما يتعلق بمجال الطاقة.
ويعد التكامل الإقليمي إحدى الحلول المهمة المطروحة على مائدة وزراء الخارجية، ولاسيما في ضوء رغبة دول الشمال في الاعتماد على دول الجنوب في الطاقة خاصة المتجددة والنظيفة، وخلق سوق إقليمي من شأنه تسهيل تبادل الطاقة بين بلدان منطقتنا.
ويرى السفير ناصر كامل، الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط - في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق - أن تلك الأزمة الناجمة عن الحرب الدائرة في أوروبا أبرزت مدى اعتماد أوروبا على مصادر طاقة بعينها، منوهًا إلى أن حل تلك الأزمة قد يكون عبر توجه دول الشمال نحو دول جنوب المتوسط والتي، وفقًا للدراسات والأبحاث، إذا أحسنت الاستثمار في قطاعات الطاقة الجديدة التي تمتلكها، فتستطيع توفير احتياجات الاتحاد الأوروبي في هذا المجال الحيوي والضروري.
ويسهم تحقيق التكامل الإقليمي بمنطقة المتوسط أيضًا في عودة الاستقرار إلى الأمن الغذائي وتدفق سلاسل الإمدادات الغذائية، ومعالجة مشكلة ارتفاع الأسعار التي أثرت على حياة المواطنين في المنطقة الأورومتوسطية.
وبموازاة ذلك، تتصدر النزاعات والأزمات التي تحرم المنطقة من الاستقرار جدول أعمال اجتماع وزراء الخارجية، بالإضافة إلى التشجيع على جميع الخطوات التي تساهم في خلق آفاق سياسية لتحقيق سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط.
ويبرز المنتدى الإقليمي جهود دفع العمل المشترك والشراكات لتعزيز التنمية المستدامة بالمنطقة الأورومتوسطية، بجانب استعراض ما تم إنجازه على أرض الواقع من تنمية وتعاون اقتصادي وتبادل ثقافي وتوافق بين دول المنطقة حول عدد من الملفات الهامة مثل المناخ والتعليم والبحث العلمي والتكامل الاقتصادي وكل مناحي التعاون التي تهم مواطنينا.
ويشهد المنتدى الإقليمي السابع كذلك اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مع وزراء خارجية دول الجوار الجنوبي؛ لبحث سياسة الجوار الجنوبي الجديدة، ومدى التقدم في تنفيذ أولويتها وما يرتبط بها من برنامج استثماري في مشاريع البنية التحتية وغيرها، فضلًا عن الاستماع إلى المقترحات والرؤى والتقديرات المتعلقة بهذا البرنامج.
وعلى هامش فعاليات المنتدى، يلتقي الشباب الأورومتوسطي، من المجتمعات المدنية بمختلف بلدان المنطقة، بمقر الاتحاد ببرشلونة، غدًا الأربعاء؛ لتقديم توصياتهم ومقترحاتهم إلى وزراء الخارجية بهدف تطوير حلول ملموسة لمشروع متوسطي أكثر شمولاً واستدامة وازدهارًا.
وبالتزامن مع المنتدى الإقليمي السنوي، يحتفي الاتحاد بالنسخة الثانية لـ"يوم المتوسط" عبر تنظيم عدد من الفعاليات الثقافية التي من شأنها التذكير بهويتنا المتوسطية وتنوعنا الثقافي والتحديات المشتركة التي تواجهنا، وبوجود إرادة سياسية لتخطي المعوقات وتعزير التعاون وتعميق التفاهم المتبادل لتقوية الروابط بين ضفتي المتوسط.
ويترأس أعمال المنتدى الإقليمي السابع لوزراء خارجية الاتحاد من أجل المتوسط، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، مع الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.