عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
ذكرى انتصارات أكتوبر
البنك الاهلي

أبطال حرب أكتوبر يتذكرون اللحظات الأولى عندما وطئت أقدامهم تراب سيناء

أبطال حرب أكتوبر
أبطال حرب أكتوبر

في مثل هذا اليوم السادس من أكتوبر تحل ذكرى يوم من أعظم الأيام التي مرت على المصريين، حيث تعد حرب أكتوبر بلا شك أحد أهم وأعظم الأحداث التاريخية في العصر الحديث، والتي غيرت العديد من المفاهيم والأفكار السياسية والاستراتيجية والعسكرية، ليس في الشرق الأوسط فحسب، بل امتدت آثارها إلى العديد من مناطق الصراع حول العالم، فحرب أكتوبر هي حرب شنتها كل من مصر وسوريا في وقتٍ واحدٍ على إسرائيل عام 1973 لاستعادة الأرض وتلقين العدو درسًا بأن الأرض العربية غير مستباحة لعربدته.



 

 

"بوابة روزاليوسف"، حرصت على استحضار لحظة العبور على لسان اثنين من الأبطال، الذين حققوا الانتصار واستعادوا الأرض والكرامة.

 

البطل علي عبدالفتاح فودة، تم تجنيده يوم ٣ مارس ١٩٦٨، واستمرت فترة إعداده سنة ونصف السنة، قبل أن يتم توزيعه على الوحدة الخاصة به، وانتهت فترة خدمته العسكرية في الأول من يونيو ١٩٧٤، وكان قد قضى في الخدمة العسكرية لما يقرب من 6 سنوات و3 أشهر و3 أيام.

 

الجندي "علي فودة"
الجندي "علي فودة"

 

يروي الحاج "علي" صاحب الـ٧٢ عامًا لـ"بوابة روزاليوسف، كيف شارك في حرب أكتوبر المجيدة، وقال إنه كان من ضمن سلاح المدرعات ومهمته في السلاح هو قيادة إحدى الدبابات "البرمائية" وكانت وحدته في منطقة "دهشور"، قبل المشاركة في الحرب.

 

ويتابع الحاج "علي" أنه تم تدريبهم على أعلى مستوى طوال المدة ما قبل الحرب في منطقة الواحات، وما سيفعله بعد تنفيذ خطة العبور لتحرير سيناء، وتمت هذه التدريبات في "بحيرة قارون" في الفيوم.

 

وأكد الحاج "علي"، أنهم لم يكن عندهم أي علم بميعاد تحرير الأراضي المصرية المحتلة، ولكنهم كانوا يتدربون بقوة ليكونوا على أتم الاستعداد في أي وقت، إيمانا منهم أن يوم النصر سيكون قريبا لا محالة.

 

وأوضح الحاج "علي"، أنه تم نقل كامل وحدته إلى منطقة "الجفرة" الكيلو 26 في طريق السويس في شهر أغسطس عام 1973 ليستكمل التدريبات في الخنادق وليكونوا أكثر مقربة من الجبهة.

ويقول الحاج "علي"، إنه قبل يوم السادس من أكتوبر بعشرة أيام فوجئ بحركة تفتيش على كل دبابات الوحدة بشكل دقيق، ولكن لم يكن يعرفون سببًا للتفتيش ظنا منهم هذه المرة كغيرها من امور التفتيش الدورية التي يقوم بها السلاح.

 

ويستكمل الحاج "علي" أنه في يوم السادس من أكتوبر بدأ اليوم طبيعيا كأي يوم في القوات المسلحة لم نشعر بأي حركة غريبة، قمنا بالطابور الصباحي والإفطار وبعدها طابور اللياقة، وتم توزيع كل منا على موقعه، ليقوم بدوره اليومي من أعمال الصيانة وغيرها، حتى وصلت الساعة إلى الواحدة والنصف ظهرا إلى أن وصلت إلى الثانية إلا ربع وإذا بالطيران يحلق فوق رؤوسنا بشكل مفاجئ، ومن ثم جاءت التعليمات بالحركة إلى منطقة الجبهة لنشارك في تنفيذ خطة العبور.

 

أصالة أهالي منطقة الجنينة في إمداد الجنود بالطعام 

 

 

وأشار الحاج "علي" إلى أنهم وصلوا إلى منطقة "الجنينة" ما بين السويس والإسماعلية وتوقفنا خلف الدبابات التي سبقتنا إلى العبور، وأثناء كل تلك الأحداث فوجئنا بأهالي المنطقة يخرجون لنا، حاملين كل أنواع الطعام والشراب.

 

ويقول الحاج "علي" بحماس شديد إنه كان قد اقترب إلى المعبر ولا يفصله عن أراضي سيناء سوى 50 مترا، وأن إحساس النصر الذي يقترب أنساه طلقات النيران والمدافع والطائرات فوق رأسه، ولم يكن يشعر بأي شيء سوى رغبته الشديدة في العبور مهما كلفه الثمن.

 

ويتابع الحاج "علي": كانت قد أمتلأت عيناه بالدموع هذه هي اللحظة الوحيدة التي لا ينساها طوال 49 عامًا التي مضت بعدما عبروا وجاءت الأوامر بالانتشار، وإذا به دون أن يشعر يخرج مع الجنود من الدبابة ليسجدوا على أراضي سيناء، ويقوموا بتقبيل ترابها في شعور ممزوج بين الفرح والسعادة.

 

وقال الحاج "علي": لم نكن نشعر بأي خوف، وأن هدفنا هو الاستشهاد في سبيل تحرير أراضي الوطن المحتلة، وكانت الأغاني الوطنية تحمسنا كثيرا، منها أغنية شادية "وأنا على الربابة" وعبدالحليم "الله وأكبر".

ويتابع الحاج "علي" أنه أثناء الحرب قاموا بأسر جنديين إسرائيليين على مقربة من "عيون موسى"، وأمرت القيادة بتسليمهما لرجال المخابرات.

 

أما الحاج "شوقي غنيمي"، فيروي لنا: كيف شارك في الحرب وهو أحد جنود سلاح المهندسين.

الجندي "شوقي غنيمي"
الجندي "شوقي غنيمي"

 

وبدأ حديثه قائلًا، إنه أخذ القرار في أن ينضم إلى الجيش المصري، بعدما سمع إعلان الإذاعة "من لم يصبه الدور فليتقدم فورا إلي التجنيد"، وكان ذلك نداءً من الرئيس الراحل "جمال عبدالناصر".

 

ويؤكد الحاج "شوقي"، أن عبدالناصر رغم موته قبل الحرب إلا أنه كان له دور عظيم في الانتصار كونه دعم الجيش المصري بجنود ذوي مؤهلات متوسطة وعليا، وهذا لم يكن موجودا قبلها.

 

 

ويتابع الحاج "شوقي" أنه انضم إلى التجنيد 3 /7 /1968 في عمر السابعة والعشرين، وانضم إلى سلاح المهندسين وفي رأيه أن هذا السلاح له الدور الأكبر في الانتصار.

 

ويواصل الحاج "شوقي" حكايته بأن فترة التدريب لم تكن سهلة مطلقا وكانت قاسية جدا ومكثفة حتى نكون على استعداد في أي وقت للحظة العبور.

ويتابع الحاج "شوقي"، أنه كان ضمن فريق "العبور" الذي لم يكن يعلم أي فرد فيه لما نقوم بتلك التدريبات التي تختلف عن باقي الكتيبة، وبعد ذلك أدركنا أن ما كنا نتدرب عليه هو خطة العبور.

 

ويشير الحاج "شوقي" إلى أنه أثناء وجوده في كتيبة سلاح المهندسين بالهرم قبل الحرب وكان هو مكلف بنقل أحد الأظرف السرية من الكتيبة إلى كتيبة أخرى في "بني سويف"، ولم يكن يعلم ما بداخلها، وعند رجوعه مرة أخرى إلى كتيبته وجدها على أتم الاستعداد للحرب هنا علم أن مصر تستعد لاسترجاع الأرض.

 

وقال الحاج "شوقي": على الرغم من كل الأخبار حول قوة "خط بارليف"، التي زعمت إسرائيل بأنه من أقوى الحصون في العالم ولعبوره يحتاج إلى قنبلة نووية، إلا أننا لم نستسلم لحظة ولم تضعف عزيمتنا، فنحن أصحاب الحق والأرض، ونعلم يقينا أن النصر قادم لا محالة.

 

ويتابع الحاج "شوقي"، على الرغم من ضعف الإمكانيات العسكرية نتيجة حرب ٦٧ إلا أن القوات المسلحة لم تيأس لحظة، وبدأت تستعيد قوتها مرة أخرى حتى تعود وتقاتل وتسترد الأرض، وأن قرار الحرب كان مدعوما برغبة الشعب في الانتصار ودعمه الدائم للجيش المصري.

ويؤكد الحاج "علي"، أن كل الأموار للتحرك في خط الدفاع الأول الذي يضم كلا من "الإسماعيلية، السويس، بورسعيد"، كانت تأتي ليلا حتى لا يلاحظ العدو أننا نجهز للحرب.

 

ويقول الحاج "شوقي"، إنه تم تجهيز كل المطارات العسكرية، استعدادا للضرب الجوي، وكان هو في أحد المطارات التي انطلقت منها الضربات الأولى.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز