عاجل
الخميس 12 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مؤتمر المناخ في مصر
البنك الاهلي

د. هشام العسكري لـ"بوابة روزاليوسف": هذه أبرز الأخطاء الشائعة حول تغير المناخ

د. هشام العسكري نائب الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية
د. هشام العسكري نائب الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية

لم يعد الحديث عن التغيرات المناخية حديث العلماء والمجلات الاكاديمية والمؤسسات البحثية فقط، بل صار الحديث والقلق من "التغيرات المناخية"حديث رجل الشارع البسيط جراء ما يشاهده ويلاحظه بنفسه من آثار مناخية واقتصادية، ارتفاع خانق في درجات الحرارة وانقلاب في حالة الجو بين كل لحظة وأخرى فضلا عن تعرض المنازل والمحاصيل في كثير من بلدان العالم لخسائر فادحة  بسبب سوء الأحوال الجوية.



 

ورغم أهمية الوعي بهذه القضية الخطيرة، إلا أن البعض يقع فريسة لعدد من الأخطاء الشائعة فيما يخص تغير المناخ والطقس.

يقول د. هشام العسكري نائب الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية خلال ندوة في ضيافة بوابة روز اليوسف: "الوعي بتغيرات المناخ أمر مهم، لكن يلزمنا قبل الحديث عن تغير المناخ، أن نفرق بين مفهومين شاع الخلط بينهما كثيرا في وسائل الاعلام وكلام الناس في الشارع،  رغم ما بينهما من فرق شاسع الا وهما: الطقس والمناخ".

 

يقول العسكري إن الطقس هو حالة الجو في فترة زمنية قصيرة "ساعة- يوم- 72ساعة" كحد أقصى، مع ملاحظة أن ذلك لا يتحقق بنسبة 100% لذلك نستخدم تعبير "تنبؤ" مع حالة الطقس لغياب اليقين ووجود نوع من العشوائية.

 

 أما المناخ فهو حالة الجو في مدى زمني طويل يصل لعشرات الاعوام (50 عام-او 100 عام او 150 عام) ومن ثم فهناك نوع من الثبات لأننا نعتمد على عشرات البيانات والمعلومات, ونستخدم تعبير "توقع" مع الطقس، تنبؤات قابلة للتحقق وعدم التحقق، بينما معلومات المناخ يقين علمي يستطيع معها العالم رسم خريطة الآثار السلبية في حال تحقق معدلات ارتفاع درجة حرارة الكوكب.

ويضيف: "من هنا فنحن عندما نتحدث عن التغيرات المناخية لا نقصد التغير الحادث في حالة الجو على  مدى يوم او يومين بل التغير المتوقع حتى نهاية القرن الحالي".

يجيب العسكري أيضًا على سؤال أخر يشغل تفكير الناس: كيف يتمكن العلماء من حساب ارتفاع درجات الحرارة في المستقبل خلال قرن كامل رغم أنهم لا يستطيعون توقع طقس الشهر المقبل؟

يقول العسكري: "منذ اختراع الأقمار الصناعية استطاع علماء المناخ رصد درجات حرارة الحاضر والماضي عن طريق القياسات الأرضية فيمكنني معرفة درجة حرارة الامس وقبل أمس الى عشرات السنين الماضية بالإضافة درجة اليوم...لكن لا نستطيع معرفة درجة حرارة المستقبل لأنها لم تحدث أصلا".

 

ويضيف: "لكن يمكنني التنبؤ بالمستقبل من خلال ما يعرف باسم النماذج الرياضية, أقوم بعمل نمذجة للمناخ بناء على المعطيات الموجودة عندي ومن ثم يمكنني التنبؤ بمعدل الارتفاع في درجة الحرارة حتى نهاية القرن".

 

ويستطرد العسكري: "بلا أية مبالغة فالتغيرات المناخية هي مشكلة العصر الكبرى التي تواجه البشرية ولم يعد الحديث عنها رفاهية واستعراض نخبوي متخصص كما كانت في الماضي، عندما كان الحديث عن التغيرات المناخية مسألة غير محسوسة وغير ملموسة".

ويضيف: "لكن الان بات الأمر ليس فقط ملموسا او محسوسا بل كارثيا، فكلنا يشاهد الان الاعاصير التي تضرب مختلف بلدان العالم  وتدمر مجتمعات ونطاقات زراعية بشكل لم نعهده من قبل، فضلا عن السيول التي اتسعت خريطتها الى مدى غير مسبوق. ناهيك عن الحرائق الضخمة التي تضرب بلدان أوروبا بصورة فاقت خيال السينمائيين، وكتاب الخيال العلمي. ووصلت هذه الحرائق الى بلدان مجاورة مثل الجزائر، بل وصلت إلى قلب القاهرة وأسوان حيث تساقطت الثلوج بشكل لم نراعه من قبل في هذه المدن".

 

ويشير العسكري إلى بعض المفاهيم المغلوطة الأخرى لدى البعض، أهمها ما يتردد حول أن البشرية وكوكب الارض شهدا مثل هذه الظواهر في الماضي، ما دفع البعض للتساؤل: لماذا هذه الضجة وهذا الضجيج الآن؟  يفند العسكري هذه الأقاويل المشككة قائلًا: "صحيح أن هذه الظواهر المناخية  شهدها كوكب الأرض في الماضي ولكنها كانت تقع على فترات متباعدة وفق دورات مناخية ذات مدى بعيد ومحدد، أما ما نشاهده الان فاصبح وضعا طبيعيا يتم بشكل دوري وسنوي وبوتيرة متسارعة وليس كل عدة عقود من الزمان كما كان في الماضي، فهنا الاستثناء تحول الى قاعدة مطردة.   ويضيف العسكري: "بالإضافة الى ذلك هناك أمر أخر بالغ الخطورة وهو "قسوة الظواهر"، بمعنى ان ما نشهده الان ليست مجرد ظواهر مناخية عادية لكنها ظواهر قاسية، كما فى الأعاصير التي تضرب السواحل الامريكية، فحدوث هذه الأعاصير امر طبيعي لكن غير الطبيعي هو قسوتها والدمار الشديد الذي تخلفه مثل هذه الأعاصير ، على عكس ما كان يحدث سابقا".

يؤكد العسكري أن هذه التغيرات المفاجأة والمربكة جعلت السياسة والسياسيين طرفا اصيلا في مواجهة هذا الوضع المهدد لاستقرار الكوكب عموما ثم السياسة الداخلية لأى دولة او مجتمع، لارتباطه الوثيق بمتطلبات الحياة البشرية الغريزية  كالأكل والشرب والسكن على سبيل المثال ومن ثم وجدت جميع الدول والكيانات السياسية نفسها في مرمى الاضطراب اذا لم تضع سياسات وحلولا لهذه الأوضاع الكارثية غير المسبوقة.

 

ومن هنا تأتي أهمية النسخة السابعة والعشرون من مؤتمر الأمم المتحدة للأطراف بشأن تغير المناخ كوب 27، والمعروفة باسم قمة المناخ، وتستضيفها مصر في 7 نوفمبر بشرم الشيخ، ليتفاوض ساسة العالم وزعمائه حول طرق مواجهة هذا الخطر القائم.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز