عاجل
السبت 18 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
"لا شيء عنا بدوننا".. واليوم العالمي! 

همس الكلمات

"لا شيء عنا بدوننا".. واليوم العالمي! 

 اعرفني بقدراتي وليس بإعاقتي، أنا لست نكرة أو صفحة مطوية في ذاكرة النسيان، وغيرها من العبارات التي شدتني، مع الاحتفالات باليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، والتي تأتي في اليوم الثالث من ديسمبر من كل عام.



وبطبيعة الحال، لم يكن  الهدف من تخصيص ذلك اليوم، أن نتذكر كل من ذي إعاقة، حتى نشعر بالحزن عليهم  ويصعبوا علينا، وينتهى الأمر عند ذلك الإحساس!، بل هو دعوة للعمل من أجل تعزيز الوعي بأهمية إدماجهم في المجتمع وتوفير بيئات ملائمة لهم.

وفي الواقع، يعد اليوم العالمي لذوي الإعاقة، بداية تذكرة  أن هناك  ما يقارب من  16٪ من سكان العالم، بما يعادل أكثر من 1.3 مليار شخص- لديهم شكل من أشكال الإعاقة، طبقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية.

 

ومن شعار  الاحتفال العالمي هذا العام" تعزيز قيادة الأشخاص ذوي الإعاقة لمستقبل شامل ومستدام"، تأتي الأهداف المطلوب تحقيقها، حيث يلخص الشعار السعي  إلى تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة من الاضطلاع بأدوار أكبر، في خطط تتجاوز  السعي فقط  لحقوقهم كمجموعة، إلى مرحلة مشاركتهم لتحقيق التنمية الشاملة لكل المجتمع من خلال العمل على تمكينهم من تحقيق نمو مستقل مع  الحصول على أفضل الخدمات الصحية دون تمييز، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وقدراتهم بمشاركاتهم في الأنشطة المختلفة.

هذا إلى جانب الأهداف الأساسية من  تسليط الضوء على التحديات التي يواجهونها في المجالات المختلفة، وضرورة اتخاذ إجراءات شاملة لضمان حقوقهم ودمجهم في المجتمع.

كما  يرمز الشعار العالمي إلى المتطلبات الأساسية للمشاركة والتمثيل والإدماج ويدعو الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة إلى تشكيل ظروف حياتهم بشكل نشط.. وتأكيدا لشعارهم  "لا شيء عنا بدوننا"، وتأتي أهمية تعزيز قدراتهم  على اتخاذ القرارات والقيادة في أولويات أجندة الإعاقة العالمية، فعلى مدار العقود الماضية، دافع الأشخاص ذوي الاحتياجات والمنظمات  بالفعل عن التغييرات في مجتمعاتهم، وقادوا العديد من المبادرات التي تقودها المجتمعات المحلية ليس فقط لتعزيز حقوقهم ورفاهتهم، بل وأيضًا لتعزيز التنمية الشاملة، على سبيل المثال تمكين الجميع من الوصول الشامل إلى الخدمات الأساسية ، وقد فعلوا ذلك، من خلال التشاور وجمع البيانات وتحليلها، والدعم لهم.

 

ومع الاحتفال العالمية، بذوي الاحتياجات الخاصة، نظمت   مصر  العديد من الفعاليات الخاصة بهم، بدأت بتهنئة  الرئيس  عبدالفتاح السيسي،  ذوي الهمم، مؤكدا أنهم بَرَكة للوطن وهِبة من الله سبحانه وتعالى، و أنّ الدولة ستواصل دعمهم وتمكينهم؛ لأن الوطن ينهض بسواعد جميع أبنائه.

ومن الوزارات  تنظم وزارة الثقافة على مدى شهر ديسمبر بالكامل ، أكثر ‏‏150 فعالية ثقافية وفنية متنوعة بالقاهرة وجميع المحافظات، احتفالًا باليوم ‏العالمى لذوى الاحتياجات الخاصة ، منها  رحلة اليوم الأربعاء الموافق  11  شهر ديسمبر  الحالي، إلى المتحف القومي للحضارة المصرية، ‏واحتفالية بمكتبة الطفل بمدينة الشروق 17 ديسمبر، بجانب تنظيم قافلة ثقافية،22 ديسمبر ‏بقصر ثقافة ‏الوادي الجديد، واحتفالية بمكتبة مصر العامة بدمياط، وإقامة المهرجان الأول لفنون التحدي، ‏‏30 ‏ديسمبر، بالإضافة إلى طرح العدد التاسع عشر من مجلة قطر الندى بطريقة "برايل" خلال النصف ‏الثاني ‏من الشهر‎.‎

 

كما  كان احتفال مصري مميز  بذكرى اليوم العالمي، من خلال رعاية وزارة التضامن الاجتماعي، احتفالية تحت شعار “الحلول التحويلية للتنمية الشاملة.. دور الابتكار في تأجيج عالم منصف ومتاح”، نظمتها الجمعية المصرية لتقدم الأشخاص ذوي الإعاقة والتوحد بالتعاون مع مركز دعم ذوي الاحتياجات الخاصة بالجامعة الألمانية بالقاهرة بحضور العديد من المسؤولين والشخصيات المهمة، إلى جانب عدد ست جمعيات رائدة في مجال دعم الأشخاص ذوي الإعاقات النمائية.

وأكدت وزارة التضامن الاجتماعي من خلال مها هلالي،مستشارة وزيرة التضامن الاجتماعي لشؤون الإعاقة،   أن الابتكار يمكن أن يكون أداة فعالة في تعزيز حقوق ذوى الاحتياجات الخاصة  وتحسين جودة حياتهم،  كما شددت على أهمية حقوقهم  كجزء أساسي من حقوق الإنسان والتنمية المستدامة، مشيرة إلى الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي تم توقيعها في 2007 وتصديق مصر عليها في العام التالى 2008.

ولم تقتصر الاحتفالية المصرية على الكلمات التقليدية، بل تضمنت العديد من الفعاليات التي خلقت جوا طبيعيا بين ذوى الاحتياجات، ،منها تنظيم ماراثون بمشاركة متطوعين من طلاب الجامعة الألمانية، مع عرض للحرف اليدوية من إنتاج الطلاب المشاركين. 

وبكل فخر ألقى الطلاب ذوو الإعاقة المدمجون بالجامعة،  الضوء  حول تجاربهم واحتياجاتهم وتقديرهم للجهود المبذولة من الدولة  والجامعة لهم  ، إلى جانب إبراز المواهب المتنوعة من غناء وشعر لهم وحصولهم على دروع وشهادات التقدير وسط يوم غير تقليدي بالنسبة لهم.

ومن ناحية أخرى وفرت وزارة التضامن الاجتماعي بالتنسيق مع بعض الجهات الشريكة من الجمعيات والمؤسسات الأهلية وشركات القطاع الخاص  1318 فرصة عمل للأشخاص ذوي الإعاقة وذلك في مجالات التسويق الإلكتروني، والقطاع المصرفي.

 

وبرعاية وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني،  فى  محافظة شمال سيناء، أقامت مدارس التربية الخاصة احتفالًا رسميًا في مجمع دارس التربية الخاصة بمدينة العبور، تحت شعار “الإعاقة حافز للتألق والإبداع.

وجاءت كلمة الوزارة ممثلة فى حمزة رضوان، وكيل وزارة التربية والتعليم بشمال سيناء، الذي أكد الدعم الكامل الذي يوليه الرئيس  السيسي لهذه الفئة، وحرصه الدائم على تمكينهم وضمان حقوقهم ، مشيرا الى أن الاحتفال يهدف لتعزيز الفهم المجتمعي لقضايا الإعاقة، وضمان حقوق ذوي الهمم في جميع المجالات، وزيادة الوعي بأهمية دمجهم  في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

كما دعا الأزهر الشريف  جموع الناس، على اختلاف أصنافهم وألوانهم، إلى التعاون والتعاضد لتيسير أمور ذوي القدرات الخاصة، وحرصه من خلال مؤسساته وقطاعاته على تقديم يد العون لذوي القدرات الخاصة، لأكثر من 4 آلاف طالب وطالبة يدرسون بالأزهر، من ذوِى الهمم ومتحدى الإعاقة.

  وفيما قام  وزير العمل محمد جبران، بتسليم العديد.من عقود العمل لذوى همم.. وغيرها من الفعاليات التي حرصت مؤسسات الدولة على القيام بها، احتفالا بذلك اليوم الهام بذوى الهمم.

ألستم تتفقون معي، أن هناك حاجة مستمرة  لمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة بالصبر والتواصل بشكل مفتوح والمحاولات الجادة لدمجهم  في المجتمع والتعامل معهم ، إلى جانب زيادة المسؤولية نحو  الحد من الإعاقة وتقليل معدلاتها بالتوعية الصحية السليمة.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز