"التنمية الإفريقي" يدعو لحشد 25 مليار دولار للتكيف مع المناخ في إفريقيا قبيل Cop-27 في مصر
وكالات
طالب أكينوومي أديسينا رئيس بنك التنمية الإفريقي بتقديم دعم قوي لبرنامج تسريع التكيف الإفريقي لحشد 25 مليار دولار للتكيف مع المناخ في إفريقيا، لاسيما والقارة الإفريقية تتطلع نحو مؤتمر الأطراف باتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ Cop-27 في مصر.
وأوضح رئيس بنك التنمية الإفريقي في مؤتمر طوكيو الدولي الثامن حول التنمية الإفريقية (TICAD8)أن الدول الإفريقية ستحتاج إلى موارد مالية كبيرة للتعامل مع آثار وباء "كوڤيد 19" وتسريع تغير المناخ والحرب الروسية في أوكرانيا. وقال إن مرفق الإنتاج الغذائي الطارئ الإفريقي التابع للبنك، والذي تم إطلاقه في مايو 2022 قدم 1.13 مليار دولار لـ 24 دولة إفريقية من إجمالي تمويل متوقع قيمته 1.5 مليار دولار لإنتاج الغذاء في حالات الطوارئ، وأسرع بنك التنمية الإفريقي بتسريع الموافقة على المنشأة في وقت سابق من عام 2022 لتجنب أزمة الغذاء والأسمدة المحتملة الناجمة عن الحرب في أوكرانيا.
وثمن أديسينا مساهمة اليابان، قائلا "يسعدني أن الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (JICA) قدمت تمويلًا مشتركًا إضافيًا بقيمة 518 مليون دولار لدعم المرفق".
وحث رئيس بنك التنمية الإفريقي الدكتور أكينوومي أديسينا المشاركين في مؤتمر طوكيو الدولي الثامن حول التنمية الإفريقية (TICAD8) الشركات اليابانية على أن تستثمر أكثر في إفريقيا، حيث فرص الاستثمار وعائداته هي من بين أعلى المعدلات في العالم. وأشاد أديسينا، في كلمته بفاعليات المؤتمر بالحكومة اليابانية والقطاع الخاص لدعمهما القوي لتنمية إفريقيا، داعيًا الشركات اليابانية إلى تقييم فرص الاستثمار في إفريقيا بناءً على الحقائق والأدلة، وليس على التصورات.
ونقل موقع البنك الإفريقي للتنمية عن رئيس مجموعة البنك قوله "في عام 2020، أجرت وكالة موديز تقييمًا تراكميًا لمدة 10 سنوات لمعدلات التخلف عن سداد ديون البنية التحتية العالمية حسب المنطقة، والذي وجد أن إفريقيا كانت المنطقة التي لديها ثاني أدنى معدل تخلف تراكمي عن سداد ديون البنية التحتية بعد الشرق الأوسط، وهو ما يدل على أن البنية التحتية كفئة أصول في إفريقيا متينة وآمنة ومربحة".
وخلال منتدى لمجتمع الأعمال على هامش القمة، حدد أديسينا مجالين يأمل أن يرى فيهما زيادة في المشاركة اليابانية مع إفريقيا، وهما التجارة الثنائية والاستثمار، قائلًا إن إفريقيا تمثل 0.003٪ فقط من الاستثمار الأجنبي المباشر العالمي لليابان البالغ تريليوني دولار. وشدد أديسينا على أن الشركات اليابانية التي كانت جريئة في استثماراتها في إفريقيا هي تلك التي كانت مزدهرة، وضرب مثالاً على استثمار تويوتا في مصانع السيارات في جنوب إفريقيا، والذي حقق 8.5 مليار دولار من الإيرادات في مارس العام الجاري.
واستشهد أديسينا بشباب إفريقيا وريادة الأعمال والابتكار: "إفريقيا موطن لنظام بيئي حيوي للتكنولوجيا المالية يقود الثورة الرقمية في القارة بأعلى الإمكانات لقيادة العالم، القارة هي موطن لـ 576 شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا المالية ويديرها الشباب".
وحدد قطاعات الاستثمار الحيوية الأخرى بما في ذلك إنتاج بطاريات الليثيوم التي تعمل على تشغيل السيارات الكهربائية والأعمال التجارية الزراعية والطاقة المتجددة ، بما في ذلك من الطاقة المائية وطاقة الرياح ومصادر الطاقة الحرارية الأرضية. وتضمن مؤتمر طوكيو الدولي الثامن (TICAD8) مراسم التوقيع على 91 مذكرة تفاهم اتفقت عليها الحكومة والشركات اليابانية مع الشركات أو الحكومات الإفريقية، وشملت الاتفاقيات مشاريع في جميع مناطق إفريقيا الخمس لتطوير المهارات الفنية للموارد البشرية والهيدروجين الأخضر وتحلية المياه وحلول الطاقة الحرارية الأرضية.
وعقد أديسينا اجتماعا ثنائيا مع رئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) تاناكا أكيهيتو ومحافظ بنك اليابان للتعاون الدولي نوبوميتسو هاياشي. كما حضر اجتماعًا ثنائيًا مع قادة منظمة Keidanren الاقتصادية اليابانية التي تمثل الشركات والجمعيات الصناعية والإقليمية.
وركزت الاجتماعات على الحاجة إلى توثيق التعاون في مجال الاستثمار، بما في ذلك التمويل المشترك للمشاريع الرئيسية والتجارة والفرص للقطاع الخاص في اليابان، كما غطت المناقشات التجديد السادس عشر القادم لموارد صندوق التنمية الإفريقي، نافذة الإقراض الميسر لمجموعة بنك التنمية الإفريقي.
وفي كلمته عبر الفيديو؛ قال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إن اليابان حققت هدفها المتمثل في المساهمة بمبلغ 20 مليار دولار لإفريقيا داخل القطاع الخاص، وهو الهدف الذي حددته في TICAD7 في عام 2019. كما أعلن كيشيدا عن التزامات جديدة أن اليابان "ستقدم تمويلًا مشتركًا يصل إلى 5 مليارات دولار، جنبًا إلى جنب مع بنك التنمية الإفريقي من أجل تحسين حياة الشعوب الإفريقية".
من جهته، قال رئيس السنغال ماكي سال إن الشركات اليابانية لديها "القدرة التكنولوجية والمالية اللازمة لإقامة شراكات في إفريقيا في قطاعات مثل البنية التحتية والنقل والإسكان".
من ناحيتها، أشادت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة ج. محمد برؤية القيادة اليابانية في إنشاء التيكاد في عام 1993، محذرة من حجم التحديات التي تواجه إفريقيا حاليًا، وأضافت "بفضل منصات مثل التيكاد، لدينا شراكات لمواجهة هذه التحديات".
كما أشاد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد باليابان لجهودها في بناء القدرات الإفريقية من خلال التعليم والتدريب، وبالمبادرة اليابانية التي دربت أكثر من 1000 شاب إفريقي في مجال التغذية.
ويتم تنظيم التيكاد، الذي يقام كل ثلاث سنوات من قبل حكومة اليابان والأمم المتحدة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومفوضية الاتحاد الإفريقي، والبنك الدولي.