أول سبتمبر.. بدء موسم صيد السمان في شمال سيناء
مع حلول شهر سبتمبر من كل عام.. يبدأ موسم صيد السمان “فاكهة الخريف” في محافظة شمال سيناء وفقا للضوابط التي تحددها المحافظة، وبناء على القرارات الصادرة من وزارة البيئة بهذا الخصوص.
ويؤكد عبد العزيز الغالى عضو اتحاد كتاب مصر وأمين عام المتحف السيناوى أنه مع بداية شهر سبتمبر من كل عام ، ومع سماع زقزقة أول طائر( شرقرق ) فوق سطح مياه البحر المتوسط على شواطئ سيناء يبشرنا بقدوم السمان ، وهو طائر التشريفة الذي يسبق ويعلن عن قدوم طائر السمان .. فلا يأتى طائر السمان " الفر " أو " السمانى " أو " الفرى " منفردا .. بل يأت مصاحبا معه طائر المرعى والزرزور واليمام والحمام البرى فى هجرة موسمية من خريف كل عام .. حيث تنصب الشباك ليتم أصطياده من رفح حتى السلوم على امتداد شاطئ البحر المتوسط ، ويستمر هذا الموسم قرابة الشهر وبضعة أيام .
وأضاف أن طائر السمان يرتبط ارتباطا وثيقا وتاريخيا بسيناء .. حيث ورد ذكره وذكرها بالقرآن الكريم حين قدم الأسرائيليون بصحبة نبيهم موسى عليه السلام فى عام1941ق . م الى سيناء فارين من بطش فرعون وجنوده بعد مانجاهم الله سبحانه وتعالى ، وقدموا ضيوفا على أرض سيناء وأطعموا الخير فيها ، وحين استراحوا ساق الله سبحانه وتعالى اليهم موجات متتالية من السمان وأنزل عليهم المن والسلوى : " يابنى اسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن ونزلنا عليكم المن والسلوى " سورة طه الآية 80 .
فالسلوى هو طائر السمان والمن هو شبيه بالقطن المندوف أو شعر البنات " غزل البنات "عسلى المذاق كانوا يستيقظون من نومهم فيجدونه معلقا بأهداب الأشجار فى سيناء ويطلق عليها شجرة " المن " .
فكان طائر السمان يرسله الله عليهم قادما من مكانه .. يأتى طائرا قاطعا آلاف الأميال معتمدا على بوصلة ذاتية داخلية وحساسية فائقة بمغناطيسية الأرض وبصورة غريزية ، وما أن يصل عندهم الا وأنهكه التعب والاجهاد والارهاق فيجدونه ملقى بين أيديهم صيدا وفيرا ثمينا ولذيذا بدون تعب أو كلل ليأكلوا ويشبعوا .
ويعبر حدودنا أكثر من350000 طائر سنويا ، ويصل مايتم صيده منها حوالى 200000 طائرا ليواصل من أفلت من شباك السيناويين الى العمق الإفريقى حيث الدفء والغذاء .
وتعتبر محافظة شمال سيناء رائدة فى صيده ، ويحرص السيناويون على تذوقة ولو مرة واحدة على الأقل باعتباره فاكهة الطير ، ويتفنون فى طرق طهيه واعداده وتقديمه فى كثير من الوصفات .. فمرة يحشى كالحمام ويسلق ويقدم على فرشة من الفطير العرايشى المبلل بالشوربة وعليه الأرز ، ومرة مشوى ، ومرة كطاجن بلسان العصفور ، ومرة مدفونا داخل المقلوبة ، ومرة بمسقعة الباذنحان ، ومرة على بامية أو ملوخية، والأروع يكون متبلا بالزعتر ومشويا.
وتتعدد الوصفات والمكون الأساسى الرائع " السمان" بطعامته ولحمه اللذيذ المغذى ، والذي يضفى على أى وصفة مذاقا متميزا قلما تجده فى باقى الطيور.