حسام طلعت
عفوا.. لقد كفرت بثورتكم!
بقلم : حسام طلعت
كنا نعانى القهر ولكن كنا آمنين، كنا مكممى الأفواه ولكن بلا بكمامات الغاز، كنا فقراء ولكننا كنا نأكل، كانت مصر مزدحمة جدا إلا أننا كنا نصل، كان الشعب عنيفا إلا أنه لم يكن عدوانيا، كانت هناك العشوائيات و لكنها كانت مستورة، عفوا.. لقد كفرت بثورتكم !!
قام الشعب بثورة عشوائية لا رأس لها ليس لها زعيم والأهم ليس لها فيلسوف ليس لها فكر ولا حتى مطالب واضحة، كلها شعارات فضفاضة يستحيل تطبيقها، "فالعيش" نسبى ثم أنه من منا نحن البشر يقنع بحاله حتى لو كان عنده من المال جبال، نعم نحن فقراء ولكننا لم نكن الصومال،هناك بلدان "كانت" أسوأ منا بكثير.
أما "الحرية" لها حدود لا يعرفها الجهلاء و أكثر من نصف الشعب جاهل، وهذه هى النتيجة فالحرية مع الجاهل تصبح فوضى لأنه يصبح آداة فى يد من يتحكم فى عقله.
وأخيرا "العدالة الاجتماعية" لا توجد أصلا إلا فى الجنة و أتحدى أن يكون أى مفكر أو كاتب فى أى عصر قال أن العدالة الاجتماعية قد تحققت فى أى زمان أو مكان سوى المدينة الفاضلة التى وجدت فقط فى خيال أفلاطون وأرسطو و من بعدهم الفارابى و ابن رشد!!
وكلنا يتذكر كيف قتل "الفاروق" عمر على يد أبو لؤلوة المجوسى الذى اتشعر أنه ليست فى دولة عمر تلك العدالة الاجتماعية التى تظنون أنكم تحققونها اليوم حيث ليس بيننا "عمر"!!!
نعم نحن نَُسرق و ولكننا يجب أن نعمل على الحد من ذلك فقط حيث أنه يستحيل منعها نهائيا فكل بنى آدم خطاء!
لم ولن أصدق يوما أن هذه الثورة كانت شفافة و أنه ليست بها أيادي خارجية، و إلا ما واجهنا كل هذا الغموض فى تطورها، لو أنك تعرضت لمفرداتها نفسها تجدها غريبة، فالمعروف أن أول من أقام شعيرة المليونيات هو حسن نصرالله "الشيعي" وأسماء الجمع هى اختراع "إخوانى" صرف، ثم من هو "الطرف الثالث" ذلك الطرف الذى يتأرجح بين الفلول تارة و بين الاخوان تارة أخرى حسب من كان يحكم فى وقت ظهوره، طرف قاتل محترف، له أعوان فى كل شبر فى مصر والكل يعلن براءته إذا من الفاعل؟!!
قام الشعب بثورة على نظامه للحصول على ما هو أفضل، فخسر كل ما كان يملكه!
ثورة قام بها ملايين الشباب و مات فيها مئات الشباب و أصيب فيها ألوف الشباب و فاز بها بعد كل ذلك "الكهول"!!
ثورة قامت على حكم فرد له طاعة مفروضة بالقهر لنستبدله بفرد آخر له "قدسية"!!!
ثورة حولت مصر "من دولة اللواءات إلى دولة الولاءات"!!!
ثورة قام بها الشعب على الحزب الوطنى لأن بين أعضائه علاقات خاصة لنستبدلهم بجماعة بين أفرادها جميعا صلة "نسب"!!
اعرف أن الثورة الحقيقية قادمة لا محالة و لكنها ستأتي من المنسيين "من العشوائيات، من أطفال الشوارع، من العاطلين، من الجوعى" إنها ثورة الجياع "فخزائن الأرض" خزائن مصر خاوية!!
وقد قالها قبلكم ثوار فرنسا
"إن الذين يصنعون أنصاف الثورات لا يفعلون شيئا سوى حفر قبورهم"
والسبب فيما نحن فيه الآن أنها أبدا لم تكن ثورة كاملة أو بالأصل لم تكن ثورةً...........!
فليقف الجميع مع نفسه ليراجعها و ليعلم أين يضع قدمه فى الخطوة القادمة فالوطن فى خطر.