عاجل
الأربعاء 5 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
القضاء على الإخوان

القضاء على الإخوان

بقلم : أسامة سلامة
وماذا بعد أن ألقت قوات الأمن القبض على عدد كبير من المنتمين للإخوان، وحتى لو قضت المحاكم بإدانتهم جميعا، وقضوا سنوات طالت أم قصرت فى السجون، هل نكون بذلك قضينا على الإخوان واجتثثنا فكرهم من المجتمع المصرى؟ الحقيقة أن عمليات القبض ليست وحدها قادرة على متابعة ومواجهة أفكار الإخوان التى زرعوها فى عقول البسطاء المنتمين إليهم، والذين غرروا بهم بشعارات دينية براقة، بل إن المداهمات الأمنية ما لم تكن بطريقة قانونية، وتحافظ على الكرامة الإنسانية فستكون لها آثار سلبية، إذ غالبا ما يتعاطف البعض مع من تهاجمهم الشرطة فى بيوتهم إذا صاحب القبض عليهم تجاوزاً للقانون فى التفتيش والبحث داخل المنازل، والتى تتمتع داخل المصريين بمكانة، حتى إنهم يرددون دائما تعبير «إن البيوت لها حرمة»، وفى اعتقادى أنه لابد أن يواكب عمليات القبض والمحاكمة خطة قومية من كل الوزارات لإقناع المتعاطفين مع الإخوان بفساد فكرهم وابتعاده عن الإسلام الحقيقى، خاصة بين الأجيال الجديدة، فمثلا عمليات القبض لم تمنع فتاة صغيرة من رفع علامة رابعة فى وجه وزير التعليم عند زيارته لمدرستها، وبالتأكيد أن هذه التلميذة ليست متورطة فى أعمال عنف، ولكن تم سلب عقلها فى غفلة من النظام الحاكم الأسبق أثناء حكم مبارك أو بتواطؤ من النظام السابق خلال هيمنة الإخوان على الحكم بعد تولى مرسى رئاسة الجمهورية، ومثل هذه الفتاة كثيرات وبين تلاميذ الابتدائى والإعدادى والثانوى وفى الجامعات أيضا من تربوا فى مدارس إخوانية أو تغلب عليها الصبغة الدينية، وطوال السنوات الماضية وتحت سمع ونظر النظام القائم وقتها ودون أى محاولة حقيقية لمواجهتها ظلت هذه المدارس تزرع مبادئ وأفكار الإخوان والتطرف فى عقول هؤلاء الأطفال، حتى إن بعض هذه الكيانات التعليمية كانت تمنع تحية العلم وتستبدلها بأناشيد دينية تختارها على مزاجها وحسب هواها، كما أن هذه المدارس كانت ممنوعة على المسيحيين وبهذا نشأ تلاميذها دون أن يعرفوا الآخر، وربما على كراهيته واحتقاره، فماذا سنفعل لتغيير الأفكار التى تم بثها داخل عقول طلاب هذه المدارس؟ والتى تخرج منها على مدى السنين عدد غير قليل بعضهم الآن فى الجامعة وبعضهم أنهى تعليمه وانتشروا فى مجالات العمل المختلفة محملين بأفكارهم التى تربوا عليها وتعلموها، بل ونقلوها إلى غيرهم، هل لدى وزارة التربية والتعليم خطة حقيقية لإنقاذ تلاميذها وطلابها من أفكار المدارس الدينية؟ وهل يمكن لها مراقبتها فعلا وتغيير إدارتها إذا وجدت ما يخالف المبادئ الوطنية الحقيقية؟ وهل لديها القدرة والكوادر التى تستطيع القيام بهذه المهمة؟ هذا الأمر ضرورى الآن لوقف التأثير فى عقول الأجيال الجديدة ومنع اعتناقهم لأفكار هدامة! ولكن ماذا عن الذين تأثروا فعلا خلال السنوات القادمة؟ هل تستطيع الحكومة بمساعدة الخبراء والمتخصصين وضع خطة قومية لمواجهة ما فعلته الجماعة فى عقول البسطاء، هل هناك مشروع لدى وزارات الثقافة والجامعات والتعليم والأوقاف والشباب لهذه الجامعات المعركة التى ستحدد مصير الوطن؟ أم أن الجميع يعتمد فقط على المواجهة الأمنية؟ والأخيرة وحدها غير كافية لتحقيق الانتصار الحقيقى والكامل.



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز