عاجل
الأربعاء 5 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
صـورة واحـدة تكفـى

صـورة واحـدة تكفـى

بقلم : أسامة سلامة



 

 

 

 

 

فى الوقت الذى  كانت وسائل الإعلام الغربية تتداول صور جثث الذين قتلوا خلال فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، لم يقم أحد من المسئولين المصريين بإعطاء هذه الوسائل صور وفديوهات ضرب قسم كرداسة بـ (آر بى جى) وقتل المأمور والضباط والجنود والتمثيل بجثثهم ببشاعة وخسة، لم يرسل أحد إلى التليفزيونات الأمريكية والغربية صور حرق الكنائس والاعتداءات على ممتلكات الأقباط فى الصعيد، لم يقدم لهم أحد أدلة اقتحام أنصار الإخوان لأقسام الشرطة وحرقها وقتل الضباط فيها دون ذنب ارتكبوه، ظلت التليفزيونات الغربية تذيع صورا لجثث متناثرة خلال فض الاعتصامين دون غيرها من صور الوقائع الأخرى التى تكشف جرائم الإخوان وأتباعهم. لم تكلف الهيئات المسئولة نفسها الاتصال بهذه التليفزيونات ومدها بما تحت أيديها  من فيديوهات توضح ما قام به الإخوان من أفعال تخالف الاحتجاجات السلمية، وقواعدها المتعارف عليها فى العالم.

وهكذا أصبح فى وجدان المواطن الغربى أنه تم فض اعتصامات سلمية بالقوة المفرطة التى أدت إلى وقوع ضحايا، وكان يجب الرد على هذا الكلام، بإعطاء هذه التليفزيونات صور قناصة الإخوان الذين اعتلوا أسطح عدد من المبانى المحيطة بميدان رابعة العدوية، وهم يصوبون طلقاتهم على الضباط والجنود، وكذلك صور الأسلحة التى تم ضبطها فى مقر اعتصامى رابعة والنهضة للتدليل على أنه لم يكن اعتصاما سلميا، هل تحدثنا مع وسائل الإعلام الغربية عن المجموعة المسلحة التى احتلت مبنى كلية الهندسة، وظلت تقاوم الشرطة وتطلق عليها الرصاص لعدة ساعات قبل أن تستسلم، لم نمنح  هذه الوسائل صور الضباط الذين استشهدوا وهم يدافعون عن أقسام الشرطة خلال محاولات اقتحامها من قبل الإخوان، وهم ضباط لم يشاركوا فى فض الاعتصامين وكانوا يؤدون واجبهم فى حماية الأمن فى المدن المختلفة، لقد ظللنا فى مصر نخاطب أنفسنا، ونتداول فيما بيننا صور وفيديوهات ضحايا الإخوان الذين تم تعذيبهم داخل الاعتصامين، ولم تقم أجهزة الدولة المعنية باستخدام هذه اللقطات عالميا للتدليل على أن الإخوان مسلحون وليسوا مسالمين، لقد أهدرنا فرصا عديدة لكشف جرائم الإخوان أمام الغرب ولم نستغلها،  وكانت صورة واحدة كفيلة بالرد على كل الادعاءات حول الاحتجاجات السلمية، هل كان المواطن الغربى المتأثر بوسائل إعلامه سيتعاطف مع الإخوان لو شاهد صور التمثيل بجثث ضباط قسم كرداسة، وهو الأمر الذى  حرمته كل الأديان، وجرمته كل مواثيق حقوق الإنسان، أليست هذه الصورة كانت كفيلة، بتغيير مشاعر الغربيين وإقناعهم بإرهاب الإخوان؟.

لماذا لم يتم إرسال صور حرق الكنائس إلى أعضاء الكونجرس، خاصة الذين كانوا يطالبون  بقطع المعونة عن مصر بسبب الاعتداء على الكنائس والمسيحيين قبل ثورة يناير. ويتهمون الحكومة المصرية وقتها بالتقاعس عن حماية الأقباط، أليس هؤلاء الأعضاء كان يمكنهم على الأقل تغيير بعض ما جاء فى مؤتمر المتحدث باسم الكونجرس والذى رفض فيه فض الاعتصام واستنكر إعلان حالة الطوارئ وفرض حظر التجول، لماذا لم تقم هذه الأجهزة بدورها، وتقاعست عن توضيح الصورة الحقيقية للعالم، لماذا لم نستخدم الأوراق التى بين أيدينا،  للانتصار فى معركة الإعلام الغربى التى هزمت فيها أجهزة الدولة أمام الإخوان، وقد كانت صورة واحدة تكفى للفوز بها.∎

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز