عاجل
الأربعاء 5 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
دماء المصريين فى رقبة مرسى

دماء المصريين فى رقبة مرسى

بقلم : أسامة سلامة



 

 

 

فى آخر خطاباته قبل خلعه  هدد مرسى الشعب المصرى،  وتوعده بأن تركه كرسى الرئاسة دونه الدم، ووصفه بأنه دم رخيص مقابل المنصب الذى أراد تجميله بمسمى الشرعية، إراقة الدم المصرى جريمة، ولكن مرسى كان يرى أن بقاءه فى منصبه يتطلب منه التضحية حتى ولو كان بالشعب كله، وهكذا أعطى مرسى فتوى بقتل المواطنين المختلفين معه وجماعته أن تم إبعاده عن منصبه، مبارك قبل تنحيه قال: أنا أو الفوضى، وقد حدثت الفوضى بالفعل، ومرسى قبل إزاحته قال: أنا أو الدم، وقد أريق الدم بالفعل، لقد أعطى مرسى الإشارة فى خطابه، وتبعته جماعته فى  كلمات مماثلة من منصة اعتصامهم فى رابعة العدوية، كانت معظم العبارات تصب فى طريق دفع شباب الجماعة إلى العنف، وباسم الدين زينوا لهم الاعتداء والقتل والتعذيب لمن يقع فى أيديهم أسيرا، حدث هذا مع الضابط الذى اختطفوه من مكان خدمته أثناء مرور مظاهرة لهم فى شوارع مدينة نصر، وتكرر الفعل مع مجموعة «إخوان بلا عنف» الذين كانوا يجمعون توقيعات لسحب الثقة من مكتب الإرشاد، وحدث كذلك مع مواطنين بسطاء ذهبوا إلى اعتصام رابعة طمعا فى وجبة طعام وأموال، يتم توزيعها على بعض المعتصمين، ولكن معتصمى رابعة شكوا فى أن يكونوا مدسوسين عليهم فعذبوهم، لا أدرى كيف تتكلم جماعة الإخوان عن الإسلام، وقادتها يفعلون ما يخالفه، قال الرسول صلى الله عليه وسلم «كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه»، ولكنهم استباحوا دماء المسلمين، فهل الحكم لديهم أعز من تطبيق تعاليم الإسلام السمحة؟ وهل كرسى الرئاسة أفضل عندهم  من حفظ أنفس المصريين؟

إن كل دم سال فى سيناء، وكل جندى وضابط استشهد، وكل ضحية فى أى شارع مصرى، ذنبه فى رقبة محمد مرسى، فقد كان يمكنه إنقاذ كل هؤلاء، ولكنه صمم على عدم الاستجابه لأى نصيحة تخالف هواه وأغراض جماعته، كان مرسى يتباهى فى خطاباته بأنه حافظ للقرآن عامل بآياته، ولكنه فعل عكس كل ما جاء فى الكتاب الكريم، لقد كان الخليفة الأموى عبدالملك بن مروان أكثر صدقا مع نفسه، كان عالما و قارئا للقرآن، يجالس الفقهاء والعلماء، ولازما للمسجد، وعندما أخبروه بأنه أصبح خليفة للمسلمين وحاكما عليهم أغلق دفتى المصحف وقال: هذا فراق بينى وبينك، كان عبدالملك يدرك أن الجمع بين الحكم والسياسة  وبين الدين مستحيل، ولا يمكن أن يتحقق،  فألاعيب السياسة لا تتفق مع استقامة الدين ووضوحه، ولكن مرسى لم يفعل  مثل عبدالملك، فقد أمسك بالمصحف وادعى أنه يعمل بآياته، بينما يدعو جماعته لتستبيح الدماء من أجل السلطة، ولو أنصف مرسى لاستجاب للمبادرات العديدة التى قدمت له لحقن الدماء ولكنه ظل على ضلاله، ودعا إلى الحرب الأهلية،  ولذلك ورغم أنه متحفظ عليه إلا أنه المسئول الأول عن كل الدماء التى سالت وكل ضحية استشهدت، وهى جريمة يجب محاكمته عليها.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز