12:00 ص - الأحد 21 يوليو 2013
أسئلة كثيرة تثار هذه الأيام، البعض يطرحها بحسن نية، وآخرون نيتهم ليست خالصة، وهؤلاء على قلتهم إلا أنهم يقسمون الشعب المصرى.
الأسئلة تدور حول هل ماحدث فى 30 يونيو ثورة منفصلة؟ أم أنها موجة ثانية لثورة 25 يناير 2011؟ الإجابات عن السؤال تختلف حسب مواقف البعض.
من لم يشارك فى ثورة يناير يحاول طمسها، ويقول إن 30 يونيو لا علاقة لها بيناير التى انتهت لأنها لم تحقق أهدافها وأدت إلى سيطرة الإخوان على البلد، وجاءت 30 يونيو لتحقق ما فشلت فيه الثورة الأولى، البعض ممن وقفوا ضد يناير يغالى فى معارضته لها، ويطلق عليها عن جهل نكسة يناير، أيضا فى المقابل فإن بعضا ممن استفادوا من ثورة يناير، وأصبحوا من خلالها نجوما، ورغم اعترافهم بعظمة ماحدث فى يونيو، إلا أنهم يطلقون عليها الموجة الثانية من ثورة يناير، وذلك بعد أن انسحبت عنهم الأضواء، وظهر نجوم جددمن الذين دعوا إلى ثورة يونيو.
هذه الاختلافات والتى تبدو بسيطة حتى الآن، ستكون لها آثار سلبية فى المستقبل ويجب مواجهتها سريعا، وإيقاف هذا العبث الذى يهدد طموحات الشعب المصرى، والحقيقة إن هناك تمايزاً شكلياً فى الثورتين مثلا إن ثورة يناير ضمت إليها المعارضين لثورة يناير وحزب الكنبة الذى كان قديما يكتفى بالفرجة والتعاطف الصامت أو المعارضة السلبية، أيضا شعارات هذه الثورة لم تخرج عن هتافين (أرحل) و(يسقط يسقط حكم المرشد) بينما تميزت ثورة يناير بأهداف سياسية أخرى من أجل مستقبل أفضل فبالاضافة إلى الشعار المهم (ارحل) الذى رفع فى وجه مبارك ونظامه كان الهتاف الأشمل (عيش حرية عدالة اجتماعية وكرامة إنسانية)، وهى الأهداف التى لم نسمعها فى ثورة يونيو والتى اكتفت بالخروج ضد الإخوان، وتوحدت حولها القوى المختلفة، كما أن ثورة يناير واجهت القوة الغاشمة للشرطة فى أول أيامها علىعكس يونيو التى وجدت تعاطفا من وزارة الداخلية، والحقيقة إن أى منصف يعرف إنه لولا ثورة يناير ما كانت ثورة يونيو، فهى التى علمت المصريين الخروج على الرئيس حتى إسقاطه، والأهم إنها كسرت حاجز الخوف لدى الشعب والذى ظل معظمه 7 آلاف سنة يخشى الخروج على الحاكم ومواجهة أجهزته القمعية، كما إنها أول ثورة مصرية تطالب بعزل الرئيس ونظامه، أما ما سبقها من ثورات فقد كانت إما ضد الاستعمار، وباستثناء ثورة يوليو التى قام بها الجيش وأيدها الشعب فتحولت من انقلاب إلى ثورة فإن أى ثورة أخرى لم تغير نظام الحكم، أما ما حدث بعد ثورة يوليو فكان مجرد هبات ضد قرارات سياسية أو للمطالبة باصلاحات سياسية واجتماعية، وحتى مظاهرات ووقفات حركة كفاية المطالبة بعدم ترشح الرئيس السابق مبارك مرة أخرى ووقف عملية توريث ابنه ورغم ريادتها ودورها المهم فى ثورة يناير إلا أنها لم تتعد عدة مئات من المحتجين، ولهذا فإن ثورة يناير هى التى نزعت من قلوب المصريين الخوف من مواجهات السلطات الباطشة، وحتى المظاهرات والمواجهات التى قام بها مجموعات من الثوار ضد المجلس العسكرى، ومن بعده الإخوان بعد فوزهم بالرئاسة وأغلبية البرلمان جعلت الثورة مستمرة فى الميدان، وابقت على الحالة الثورية فى الشوارع، وفى الميدان، وابقت على الحالة الثورية فى الشوارع وفى النفوس، مما هيأ الأوضاع لثورة يونيو، إذن هل هما ثورتان أم ثورة واحدة؟ الذين يحاولون الإجابة عن السؤال مستعينين بالعلوم السياسية، ومصطلحاتها يفشلون فى الإجابة الصحيحة لأنهم ينسون أن ثورة الشعب المصرى مختلفة وإنها غيرت مفهوم الثورات فى العالم، ولهذا لا يمكن تطبيق النظريات القديمة عليها، ولهذا من الصعب أن تقول ما حدث ثورة أم ثورتان؟ المهم أن الشعب المصرى ثار وسيثور مرات أخرى حتى يحقق أهدافه، ما حدث فى يناير 2011 بمثابة الأم التى تتفرع منها ثورات، وما حدث فى يونيو 2013 أنقذ ثورة يناير من الضياع على يد الإخوان، ومن هنا لا غنى للاثنتين عن بعضهما هما مكملتان لبعضهما، ولهذا ولأنها ثورة غير عادية ولا تخضع للحسابات التقليدية فإن حاصل جمع ثورة + ثورة ليس 2 ولكنه وللمرة الأولى = ثورة.