جيهان المغربى
ساندى وأخواتها
بقلم : جيهان المغربى
الولايات المتحدة الأمريكية أكبر الدول وأعظمها الآن والتى تعتبر نفسها زعيمة العالم.. تأمر وتنهى.. تمنح وتمنع.. تعدل وتظلم لا يسعها أن تفعل أى شىء كان لتتلافى أو تتصدى للظواهر الطبيعية التى تصيبها كل عام وتكبدها أقدح الخسائر المادية والبشرية مثل إعصار ساندى الذى تتعرض له الآن.. أو إعصار كاترين الذى دمر مدينة نيوأورليانز منذ عدة سنوات تلك المدينة الجميلة التى أصبحت أثرا بعد عين.
لا تملك أمريكا بكل جبروتها إلا أن تنتظر بكل الخوف والرجاء ألا يكون الإعصار مدمرا وأن تكون آثاره بسيطة إلا أن هذه الأمنيات ذهبت أدراج الرياح مع تأكيد الخبراء أن «ساندى» لديها كل المكونات لتتحول إلى «عاصفة عملاقة لم تشهد الولايات المتحدة مثيلا لها منذ عشرات السنين»..
وبالفعل قامت «ساندى» بضرب مدينة نيويورك وأغرقت المدينة بالمياه وتضررت منظومة النقل خاصة مترو الأنفاق الذى يبلغ عمره 108 أعوام، والذى لم يشهد مثل هذه الكارثة من قبل وإن نزح المياه منه سيتطلب عملا يصل إلى 14 ساعة يوميا لمدة 4 أيام متتالية.. واستمرارا لمشهد الاستسلام التام والعجز أمام قوى الطبيعة تحولت مدينة واشنطن إلى مدينة أشباح ولزم السكان منازلهم بعد وقف وسائل النقل العام فى انتظار وصول «ساندى» إليهم.. بعدما تسبب فى خسائر بعشرات المليارات من الدولارات فى نيويورك.
فالأعاصير التى تستمر يوما أو أكثر تتسبب فى إحداث خسائر فادحة تفوق أية خسائر تسببها الحروب... فالإعصار يغير وجه الحياة بالكامل ويجبر كل عظيم أو مسئول على تغيير مخططاته وإلغاء مواعيده المسبقة كما فعل «أوباما» الذى سارع بالعودة إلى البيت الأبيض لمتابعة آثار الإعصار واتجه «رومنى» مرشح الرئاسة الأمريكية إلى الولايات البعيدة عن الإعصار.
فالظواهر الطبيعية من أعاصير أو الموجات العاتية «تسونامى» من جنود الله التى يرسلها على من يشاء من عباده ويعجز الجميع عن مواجهتها ولا يملكون إلا الدعاء لله للتخفيف عنهم.. فكل إنسان فى العالم مهما كانت ديانته أو عقيدته يعلم أن الله هو القاهر فوق عباده.. وإنه مهما بلغت قوة ابن آدم فلا قبل له بمواجهة آيات الله فى كونه.. فهل من متعظ؟!