رؤوف عبيد
على مأدبة عشاء محافظ المنيا
بقلم : رؤوف عبيد
شرُفت أن أكون ضمن وفد أعضاء نقابة الصحفيين لزيارة مدينة المنيا بدعوى من محافظة المنيا، والحقيقة أنها كانت فرصة طيبة لزيارة المناطق الأثرية بالمدينة التى عُرِفت بوصفها عروس الصعيد ، وأهم ما لفت نظرى فى هذه الزيارة موقع هذه المدينة ، حيث تقع على ضفاف النيل وكذا أغلب مناطقها الأثرية الفرعونية تقع على النيل، منها "بنى حسن " التى كانت تسمى " أخت آتون" وبها العديد من المقابر التى ترجع إلى عصر الدولة الوسطى .
ولم تقتصر مدينة المنيا على الآثار الفرعونية واليونانية والرومانية فقط بل أيضا الآثار القبطية والإسلامية حيث مدينة "بهنسا " وأُطلق عليها هذا الإسم لأنه كان هناك حاكم رومانى جبار يسمى البطليموس وكانت له فتاة ذات حسن وجمال ومن شدة جمالها أطلق عليها بهاء النسا ومن هنا سميت بهنسا ومن المعالم الموجودة فيها شجرة السيدة مريم (عليها السلام) وسميت بذلك الاسم لأنه يقال إن السيدة مريم مرت عليها عندما كانت فى رحلة إلى صعيد مصر .
ومن تاريخ الفتح الإسلامي لمصر فقد شهدت البهنسا صفحات مجيدة ،حيث يُطلق عليها مدينة الشهداء ، لكثرة من استُشهد فيها خلال الفتح الإسلامي ففي عام «22 هجرية» أرسل «عمرو بن العاص» جيشا لفتح الصعيد بقيادة "قيس بن الحارث" ، وعندما وصل إلي البهنسا كانت ذات أسوار منيعة وأبواب حصينة ، كما أن حاميتها الرومانية قاومت جيش المسلمين بشدة ، مما أدي إلي سقوط عدد كبير من الشهداء المسلمين، وهو ما كان سببا في قدسية المدينة داخل نفوس أهلها الذين أطلقوا عليها «مدينة الشهداء» تبركًا والتماسًا للكرامات، وفي البهنسا غرباً بجوار مسجد « علي الجمام » تقع جبانة المسلمين التي يوجد فيها وحولها عدد كبير من القباب والأضرحة التي تُنسب للصحابة والتابعين والعلماء الذين زاروا المدينة ومقابر (مقامات) لشهداء الجيش الإسلامي الذين شاركوا في فتح مصر واستشهدوا على هذه الأرض خلال حملتهم في فتح الصعيد المصري، ويفخر أهلها اليوم بهذه القرية لاحتواء ترابها على أجساد هؤلاء الشهداء من الصحابة، بل والبدريين منهم (أي من حضروا بدر مع الرسول صلى الله عليه وسلم)، ومن هؤلاء الشهداء القعقاع بن عمرو ، وأمير السرية الصحابي الشهيد زياد بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي القرشي ، "سليمان بن خالد بن الوليد المخزومي القرشي "محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق التيمي القرشي ،"الحسن الصالح بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي ، "محمد بن أبي ذر الغفاري الكناني ، "محمد بن عقبة بن نافع الفهري القرشي" .
ولن يتسع الوقت للحديث عن كافة الآثار الموجودة بمدينة المنيا ولكنها تحتاج إلى ترويج سياحى عالمى فبها من الآثار ما يمكن أن يجذب سياح العالم وهو الدور المنوط به وزارة السياحة حيث أن هذه المناطق الأثرية تسرد تاريخ العصور الفرعونية واليونانية والرومانية وأيضا القبطية والإسلامية وهذه العصور هى محل اهتمام كبير سواء على مستوى السياحة الداخلية أو الخارجية لا تحتاج إلا لعملية ترويج على كافة المستويات المحلية والعالمية .
والحقيقة التى لمستها أيضا خلال زيارتنا أن محافظة المنيا تبذل قصار جهدها لاستغلال مقومات المدينة على كافة الأصعدة ومن هذه المقومات كورنيش النيل والتى يصعب أن تجد ورقة ملقاة على الأرض وهو ما انعكس على الجماهير الزائرة فتجدهم يحافظون على هذا المظهر الحضارى وهو أيضا ما لفت انتباهى وهو أيضا ما تحدثت فيه مع اللواء قاسم حسين التى تربطنى به علاقة ود ومحبة على مادبة عشاء دعانى لها وزملائى فهو مشكوراً عليها وعلى جهوده فى هذه المحافظة الجميلة ، وكذا كافة القيادات التنفيذية بالمحافظة التى أحسنت العمل وأحسنت الاستقبال .