د. حماد عبدالله
مؤشرات في خطاب الرئيس
بقلم : د. حماد عبدالله
كان خطاب الرئيس "السيسي" في المنتدى الثقافي التاسع والعشرين للقوات المسلحة، بمناسبة احتفالات السادس من أكتوبر ونصر "مصر " العظيم.
حديثًا ارتجله الرئيس فصدق، وبرع في أن يقدم لشعب "مصر" مكنون صدره بصدق وانتقل الحديث إلى قلب كل مواطن مصري، يحب هذا البلد، ويخاف على مستقبله فأشاع الطمأنينة لدى السامعين.
ولعل أبرز المؤشرات التي جاءت في هذا الخطاب هذا التفسير الرائع الذي طالما آمنت به، وكتبت عنه وغيري كثيرون بأن قال بأن أحداث يناير 2011 كانت معالجة خاطئة لتشخيص خاطئ) لحالة البلد.
وصدق الرئيس، لقد استطاع أن يعبر في كلمات قليلة عن حالة من الارتياب لا يستطيع أحد أن يفسر الحدث إلا هو (رئيس الدولة) والمسؤول الأول عن إدارة البلد، وهو من شارك يوم 30 يونيو 2013 وقاد حركة القوات المسلحة للالتحام بالشعب لتحقيق إرادته، نحو الحفاظ على الهوية المصرية واسترداد الدولة بعد اختطافها، كل الحق كانت في كلماته الصادقة التي وجهها الرئيس (مرتجلًا) إلى جموع شعب مصر، من خلال الندوة، ومن خلال جموع الحاضرين في قاعة (المنارة) بقاعة المؤتمرات الكبرى في القاهرة الجديدة.
ولعل أبلغ مؤشر أيضًا حينما تحدث الرئيس عن زيادة النمو السكاني وتآكل النمو الاقتصادي، مما يتطلب من المصريين شعبًا وحكومة وقيادة سياسية سرعة الإنجاز والتمسك بالنواجز على منجزات الوطن، سواء في السياسة أو الاقتصاد وحتى في إطار التحديث لقواتنا المسلحة (الدرع والسيف) للأمة تحديثًا في المعدات، وفى التدريب وفى مواكبة العصر، والحفاظ على التفوق والتقدم بين جيوش العالم.
وكذلك تدريبها على التحرك بسرعة نحو أي عدو يهدد أمننا القومي واستراتيجياته ليست فقط على حدودنا المصرية (السيادية) ولكن تشمل تلك الاستراتيجية العمق الأمني المصري.
لذا كان اهتمام القيادة السياسية منذ يوليو 2013 ومنذ أن تولى الرئيس "السيسي" زمام الأمور في البلاد، هو إعادة بناء "مصر الحديثة"، وأهم ما في هذه البيئة هو إعادة صياغة الحياة في "مصر"، وكان الدعم الذي يذهب إلى الجميع مستحقا وغير مستحق هو سرطان الحكومات السابقة، والتي لم تستطع الاقتراب من سياسات تعمل على توجيهه الوجهة الصحيحة، ولكن بإرادة شعب مصر والصبر الذي تحلى به هذا الشعب أمام "محن" التاريخ، وأمام مصاعب الحياة، استطاع الرئيس "السيسي" بما أولاه هذا الشعب من ثقة وحب وتقدير أن يتقدم بجسارة نحو الإصلاح الاقتصادي، غير عابئ بقوى الشر التي تحيط بهذا البلد، سواء من جماعات مسلحة تهدد أمننا في شمال سيناء، وفي صحرائنا الغربية أو من شخوص وخلايا نائمة وسط تجمعات شعب مصر، تعمل على إحباط الشعب وعلى إذلالنا من خلال تقويض كل نجاح يتم على أرض الواقع.
سواء بالشائعات أو بتحريك الأغبياء أو المسالمين من المصريين، ولكن كل ذلك يحتاج من كل مصري واعٍ محب لهذا الوطن أن ينظر إلى الصورة كاملة، صورة "مصر"، وهي في أعقاب الاسترداد يوم 3 يوليو 2013، واليوم ونحن في أواخر 2018 أي في خمس سنوات فقط، أين كنا، وأين أصبحنا؟!
هذه هي الرؤية التي يجب أن يعمل فيها كل ذي صاحب قلم أو شاشة أو فصل دراسي في مدرسة أو جامعة، أو واعظ على منبر إسلامي أو مسيحي، الجميع يجب أن يعمل كل في مجاله لإنجاح هذا المشهد العظيم والوصول بمصر إلى بر الأمان، دولة محترمة ذات سيادة، تعتمد على سواعد أبنائها وتحقق ذاتها من إنتاجها، وعلى بنية أساسية متقدمة وجيش قوي يحمي أهدافها الوطنية.