عاجل
الأربعاء 18 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
اقتصاد الثقافة والقراءة والكتاب!

اقتصاد الثقافة والقراءة والكتاب!

بقلم : د. حماد عبدالله

فى هذا الإطار أتحدث عن الاقتصاد في "مصر"، والحياة الاقتصادية المصرية، وآثار تلك المنظومات الاقتصادية في بلادنا، والتي انتقلت من اقتصاد موجه في الستينيات، واقتصاد انفتاحي في الثمانينيات، واقتصاد حر في النصف الثانى من الثمانينيات من القرن الماضى تحت مسمى (دعه يعمل دعه يمر)، كل تلك التشوهات في الحياة الاقتصادية المصرية تقودنى إلى أن أقول بأن مصائب أهلنا وشبابنا في المحروسة أنهم لا يقرأون، بل يكرهون القراءة.



شىء غريب جداَ أن ننفرد بهذه الصفة السيئة "أننا لسنا محبين للقراءة" وبحثت وسألت وتقصيت كثيرًا ووجدت أنها لا ترتبط بالجينات أو بالفقر أو بالمرض، ولكن هذه الصفة ترتبط بالجهل في الأساس الأول، الجهل جعل المتوافر من أدوات معاونة للقراءة، متواضعة، وبسيطة، وبطيئة إن وجدت!

كما أن قنوات التليفزيون الأرضية منها والفضائية جعلت من المتيسر للمشاهدين الانتقال عبر آلاف من القنوات بحثاً عما يثير شهية المتابعة والمشاهدة وارتمت بعض الكتب تحت الكراسى أو على جانب (الكنبة) أو على الأرض أو في الأصل لم يتواجد الكتاب أصلا في يد المشاهد وهذه ظاهرة محلية أو مصرية، فمازالت القنوات التليفزيونية تبث برامجها لدى شعوب العالم المتمسكين بالكتب بين أيديهم ومصاحبتهم في جميع رحلاتهم، سواء كانت رحلات يومية إلى العمل أو أسبوعية (نهاية الأسبوع) أو في إجازاتهم السنوية الطويلة الكتاب والقراءة هي (عادة) يتعلمها الطفل مع تعلمه القراءة والكتابة، ومع تعلمه كيفية تناوله طعامه ويقدم الكتاب بأشكال متنوعة وفى كل ما يعن الحياة من إثارة وعلم أو أدب أو دراما تتشكل فيه ومنه وجدان الإنسان، كما أن القائمين على ثقافة الكتاب لا يحمل لقب وزير ثقافة أو رئيس هيئة الكتاب أو زعيم مكتبة الإسكندرية، بل هذه المجتمعات قد أكلت وهضمت تلك الوظائف وقذفتها "كفضلات" من معدتها ومن رأسها فليس هناك احتياج لوزارة أو هيئة، ولكن أصبح هناك اقتصاد يعمل من خلال ثقافة القراءة والكتاب والمجلة والجريدة "والنت"، وغيرها من وسائل نقل المعلومات، ومع ذلك نجد مجتمعاتنا مازالت تحتفظ بعديد وآلاف من الموظفين الذين يجثم على صدورهم وعلى رؤوسهم وزير أو خفير أو عزرائيل! فنحن في احتياج، لأن نبث في رؤوس أولادنا أهمية القراءة أهمية التاريخ فقراءتنا للتاريخ هي عظة للمستقبل، ومن لم يقرأ تاريخه لا يعرف مستقبله ويجهل حتى أدوات الحياة في حاضرة ولعمل "الكوميدراما" التي قدمها التليفزيون المصري منذ أكثر من خمسة أعوام مضت للكاتب "يوسف معاطى" "عباس الأبيض في اليوم الأسود"، وتناول هذا المسلسل لأهمية القراءة والتاريخ، كما يجب أن يكون كان، له أثر بالغ ولكن للتسالى في شهر رمضان الكريم لكن نحن تعودنا من خلال لا سياسات تعليم واضحة وخاصة في مرحلة الابتدائية وما قبلها أن تضيع منا كل المبادرات، سواء كانت على شكل دراما أو كوميديا هادفة كله للتسالى ولا شىء نأخذه بجد، ولكن السؤال هو هل كان الغباء سيزداد أكثر لو لم نبادر بالقراءة وخاصة في التاريخ والإجابة أعتقد، نعم، ومازلنا...!

 

[email protected]

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز