عاجل
الأربعاء 29 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
يوسف الشارونى.. عاشق الكتابة ومباهج الإبداع

يوسف الشارونى.. عاشق الكتابة ومباهج الإبداع

بقلم : د. عزة بدر

يوسف الشارونى الذى أحب فن القصة القصيرة  إلى حد الشغف، وأحب الإبداع إلى حد العشق، والذى عاش عمره فى محبة الإبداع.



«يوسف الشارونى المبدع والإنسان، كان محور الندوة التى أقامتها لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة تكريماً للراحل العزيز الذى أثرى حياتنا الأدبية بنحو ثمانين كتاباً فى القصة والرواية، والدراسات الأدبية والنقدية، والفكرية، كما كان له إسهامات عديدة فى مجال الترجمة، ودراسة التراث.

ومن كتبه: «العشاق الخمسة»، التى صدرت عام 1954 وكانت باكورة أعماله القصصية، وروايته «الغرق» 2006، و«لقطات من حياتى الفكرية» 2012، «ومباهج التسعين» 2015، و«فى محبة الإبداع» 2016.

• علامة فارقة فى عالم القصة القصيرة

 ومن خلال ندوة إبداعات التى يقدمها الناقد ربيع مفتاح احتفت لجنة القصة برئاسة الروائى يوسف القعيد بعطاء الشارونى ورحلته الإبداعية الثرية فقال ربيع مفتاح: «لقد أثر الشارونى فى مسار القصة المصرية الحديثة وكان له فضل الريادة بمجموعته القصصية «العشاق الخمسة» التى صدرت عام 1954 الذى شهد أيضاً صدور مجموعة «أرخص ليالى» ليوسف إدريس، وتعد هاتان المجموعتان القصصيتان علامتين فارقتين فى عالم القصة القصيرة المصرية والعربية».

وتحدث الروائى سعيد الكفراوى فقال: «إن الشارونى انتمى لجيل أسس جذور الحداثة المصرية والعربية فى الكتابة، وأن للشارونى حظوة خاصة عند جيل الستينيات كما ذكر إبراهيم أصلان فى حديث له الذى كان يذكر دائماً تأثير الشارونى فى فن الكتابة، وكان ينقلنا إلى عوالم أخرى فاستطاع من خلال تأثره بالآداب الغربية، وأجواء كتاب مثل «كافكا» ومن خلال الفلسفات الوجودية أن يصنع صيغة مصرية بديعة فتحت الطريق أمام المزيد من الكتابات، وقد تبدى هذا فى قصصه التى يعانى أبطالها أزمات وجودية تثير التساؤل حول مصير الإنسان.

وأضاف: «أن العشاق الخمسة الذين تحدث عنهم الشارونى فى مجموعته القصصية الأولى كانوا مشغولين بحسناء واحدة وهى الكتابة وقضية تجديدها، وأثروا فى الأدب والنقد والرواية وعلم النفس وهؤلاء هم رفاق رحلته الإبداعية» يوسف إدريس، وبدر الديب، ومصطفى سويف، ومحمود أمين العالم، ويوسف الشارونى.

وأضاف أيضاً: «الشارونى من أبرز كتاب جيل التنوير المصرى الذى حرث الأرض أمام الكتابات القادمة.

• قصصه أعمال موسيقية

وألقت د. هالة يعقوب الشارونى كلمة والدها، وكلمة د. شريف يوسف الشارونى نظراً لسفرهما إلى عمان حيث يحضران فعالية لتكريم الشارونى فى مسقط نظراً لإسهاماته المهمة وكتاباته عن الأدب العمانى.

ومن كلمة يعقوب الشارونى عن أخيه الأكبر وعالمه الإبداعى: «إن أبرز القيم التى أرساها يوسف فى أدبه هى قدرة الإنسان على تغيير الأوضاع التى تقيده وتكبله، والتى لا يرضى عنها، ويبدو ذلك فى كثير من قصصه مثل قصة: «رسالة إلى امرأة»، وقصته «الحذاء» التى نشرها عام 1951.

وأضاف أن الشارونى كان يتمتع بثقافات متنوعة منها الثقافة الموسيقية التى أثرت فى قصصه فكانت فيها نغمة أساسية تنتقل بالقصة من الخاص إلى العام، وهو ما يعرف فى الأعمال السيمفونية التى تدور حول لحن واحد أساسى يتردد خلالها لكنه يفسح الطريق لغيره من النغمات ثم يكون التناسق أو التناغم «الهارمونى» الذى يحقق الوحدة بين أجزاء العمل الفنى، فقد تأثر الشارونى بالموسيقى منذ أن كان طالباً بكلية الآداب - قسم الفلسفة، وكانت هناك جمعية اسمها «جمعية الجرامفون» لتنمية التذوق الموسيقى، وكانت تجتمع فى بيوت أعضائها للاستماع إلى الموسيقى وكان يوسف من أعضائها فكانوا يجتمعون فى بيتنا الذى غمرته نغمات الأدب والموسيقى.

وفى شهادات عن يوسف الشارونى المبدع والإنسان تحدث من أعضاء لجنة القصة: الروائيون: نبيل عبدالحميد، ومحمد قطب، وهالة البدرى ومن النقاد د. عبدالناصر حسن كما أسهم من الحضور منى ماهر وعلية السيد، والناقد شوقى عبدالحميد فتحدثوا عن علاقتهم الأدبية والإنسانية بيوسف الشارونى.

وتحدثت كاتبة هذه السطور عن مغامرة الكتابة عند الشارونى التى اتخذت طابع التجريب والتجديد فى جرأة منذ كتابه «المساء الأخير» - وهو من الشعر المنثور - ومجموعته القصصية «العشاق الخمسة»، وروايته «الغرق»، التى كتبها مستخدما تقنية التحقيق الصحفى وقصص الومضة التى تشبه أيقونات سردية، وبلورات صافية المبنى والمعنى توهجت بالابتكار والجدة وحفلت ببحثه الدائم عن أسرار الكتابة التى عكف عليها يوسف الشارونى طوال رحلته فى عالم الكتابة فعاش حياته الثرية فى محبة الإبداع.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز