سعاد عزيز
ماالعمل بوجه هذه الوقاحة؟
بقلم : سعاد عزيز
ليس من الصحيح أبدا إعتبار التصريحات"الوقحة"التي أطلقها نائب قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي لوسائل الاعلام الايرانية عقب الاحداث الدامية في حلب تصريحات عابرة تعبر عن وجهة نظر شخصية ولاعلاقة لها بتوجهات النظام، ولاسيما عندما أکد بأن "الانتصار في حلب مقدمة لتحرير البحرين" مشيرا إلى أن مشروع إيران التوسعي سيمتد إلى "البحرين واليمن والموصل بعد سقوط مدينة حلب السورية"، هذا في الوقت الذي ذکرت مصادر إعلامية سورية أن الجنرال جواد غفاري الذي يقود الحرس الثوري و16 ميليشيات شيعية تابعة له يريد إبادة من تبقى من المحاصرين في شرق حلب، وهو من يعرقل استكمال عمليات الإجلاء لما تبقى من مدنيين ومقاتلين، وهو مايعطي بعدا و عمقا خاصا لتصريح اللواء سلامي و يکشف النقاب عن حقيقة التوجهات الايرانية في المنطقة و غاياتها و أهدافها المبيتة.
إطلاق التصريحات النارية من قبل قادة و مسٶولي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ولاسيما خلال العقدين الماضيين، لم تطلق جزافا أو للإستهلاك الاعلامي کما کان يحلو للبعض أن يصوره، وانما کانت کلها تعني ماتقول على وجه التحديد کما أکدت و تٶکد الاحداث و التطورات و خصوصا عندما نقارن بين مايجري اليوم من أحداث و تطورات و مستجدات و بين تلك التصريحات السابقة.
الملفت للنظر هنا، هو إن هذا التصريح تحديدا يأتي بعد الاتفاق النووي و بعد أن قامت إدارة الرئيس أوباما بإطلاق أرصدة مالية إيرانية مجمدة تأکدت الادارة ذاتها من إن طهران قد إستخدمتها فعلا في مخططاتها العسکرية و الامنية العدوانية الموجهة ضد شعوب المنطقة، مثلما إنها قامت قبل ذلك بتصعيد ممارساتها القمعية ضد أبناء الشعب الايراني و رفعت من وتيرة الاعدامات و إنتهاکات حقوق الانسان لتصل الى ذروتها.
الغريب في تصريحات الجنرال سلامي إنها توحي وکأن هذا النظام وصي على شعوب المنطقة و المدافع عنها ضد أنظمتها الوطنية خصوصا عندما يقول و بمنتهى الوقاحة: "شعب البحرين سيحقق أمنيته، وسيسعد الشعب اليمني، وسيتذوق سكان الموصل طعم الانتصار، وهذه كلها وعود إلهية"، کما إنه يشدد و بصلافة على أن إيران لا تزال تقدم دعما غير محدود لجماعة الحوثي، بل الانکى من ذلك إنه يٶکد بأن الصواريخ الإيرانية بإمكانها تدمير أهداف العدو في أي منطقة، وهذا الکلام الاخير يأتي بعد أن أطلقت قبل فترة جماعة الحوثي صاروخا بإتجاه مکة المکرمة، ولانرى هنا إن الامر بحاجة الى تعليق أو تحليل، بقدر ماهو بحاجة الى العمل الجدي و الحازم من أجل صيانة الامن القومي العربي من هذه التجاوزات و الاعتداءات و التهديدات الصارخة، وقطعا فإن دول المنطقة بأمس الحاجة لإعادة النظر في مواقفها و إستراجيتها تجاه طهران و ضرورة أن يتم إجراء تغييرات جذرية عليها بما يجعلها أکثر کفاءة و قوة في ردع و رد هذه الاعتداءات.