سعاد عزيز
طالبان في طهران
بقلم : سعاد عزيز
رغم تظاهر نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بعدائها و إختلافها مع التنظيمات السنية المتطرفة نظير القاعدة و داعش و طالبان و غيرها، لکن الدي يجري في الواقع هو خلاف مايزعمه هذا النظام تماما، ذلك إن المعلومات الدامغة التي توثق العلاقات القائمة بين طهران و هذه التنظيمات الارهابية المتطرفة و التنسيق و التعاون معها، صارت واضحة للعالم ولم يعد هنالك من مجال لإنکارها.
هذه العلاقات التي کانت طهران وهذه التنظيمات تحرص على إخفائها و بعيدا عن دائرة الاضواء، لإنها کانت ستنزع الاقنعة عن الوجوه البشعة لهم و تفضح حقيقة کون ملة الارهاب و التطرف واحدة وإن عدوها الوحيد الانسانية ذاتها، لکن ماقد بدر من نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال الايام الماضية قد فاجأ المراقبين و الاوساط السياسية عندما بادر و لأول مرة بإستضافة قياديين من حرکة طالبان في مٶتمر تحت عنوان"الوحدة الإسلامية"، وذلك بعد فترة طويلة من نفي وجود اتصالات مباشرة مع هذه الحركة.
طهران و لعلمها بأن إستضافتها لهٶلاء المتطرفين الارهابيين من شأنه أن يثير الکثير من التساٶلات و الاحراج ولاسيما لمواقفها أمام بعض الاطراف الدولية المخدوعة بمزاعم إعتدال هذا النظام، فقد سعت للتخفيف من وقع هذا الخبر"المشبوه"، بأن أعلن رجل الدين الإيراني محسن أراكي، أمين مايسمى ب"جمعية التقريب بين المذاهب الإسلامية"، في مؤتمر صحفي الثلاثاء الماضي، أن طهران وجهت دعوة حضور للأطراف غير المتشددة في حركة طالبان للمشاركة في مؤتمر الوحدة الإسلامية الدولي الذي سيعقد في طهران لمدة يومين"، وکأنها تريد أن تموه على العالم بوجود معتدلين و متطرفين في هذه الحرکة، تماما کما الحال معها في اللعبة و المسرحية التي يٶديها حسن روحاني منذ آب/أغسطس2013!
هذه الخطوة الجديدة من جانب طهران، من شأنها أن تدفعنا للإعتقاد بأنها ستعلن في الايام القادمة بأن هناك معتدلين في القاعدة أو حتى في تنظيم داعش وإنها تتواصل معهم من أجل إستتباب السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة و العالم، حيث إن کل شئ صار واردا و محتملا من جانب هذا النظام، لکن الحقيقة التي يجب أن لانغفل عنها أبدا هو إن إدعاء وجود معتدلين و متشددين ضمن حرکة طالبان، کذبة فاضحة و ضحك على الذقون وقد بادر هذا النظام للجوء لمثل هذا الادعاء بعد أن فاحت نتانة و جيفة علاقاته و تنسيقاته السرية مع طالبان و غيرها، خصوصا وإن المقاومة الايرانية کانت قد أعلنت و قبل فترة طويلة عن وجود علاقات و تنسيقات سرية قائمة بين طهران و التنظيمات الارهابية المتطرفة، وإن الاخيرة تمثل بٶرة الارهاب و التطرف و"عراب داعش"، کما وصفتها زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي لأکثر من مرة، من هنا فإن الاعلان عن إستضافة طهران لقياديين من حرکة طالبان بزعم إنهم معتدلين، هي في الحقيقة إعادة إستنساخ رکيکة و خشبية لمسرحية الاعتدال في طهران نفسها!
کاتبة مختصة في الشأن الايراني.