![البنك الاهلي البنك الاهلي](/UserFiles/Ads/8372.jpg)
![التقدم... لا يحدث بالصدفة !](/Userfiles/Writers/4068.jpg)
د. أحمد الديب
التقدم... لا يحدث بالصدفة !
بقلم : د. أحمد الديب
يعتمد تقرير التنافسية العالمية الخاص بجودة التعليم العالي علي عنصريين أساسيين ، أولهما هو جودة النظام التعليمي في العموم ، أما العنصر الثاني فهو جودة كليات ومعاهد الإدارة . في تقرير 2015 - 2016 ، تحتل مصر المركز 139 وهو المركز قبل الأخير قبل غينيا في معيار جودة كليات ومعاهد الإدارة . تحتل المراتب الأولي بالترتيب ، سويسرا ، بلجيكا المملكة المتحدة ، ثم سنغافورة . أول الدول العربية في التصنيف هي دولة قطر في المرتبة السابعة يليها لبنان في المرتبة الثانية عشرة ثم الإمارات في المرتبة العشرين .
هل تعتقد أن نهضة اليابان ، وسنغافورة ، وماليزيا كانت محض صدفة ؟ . لا أعتقد أننا تعرضنا لما هو أسوأ مما تعرضت له اليابان إبان الحرب العالمية الثانية . المعجزة اليابانية بالتأكيد ليست صدفة ، قررت اليابان ألا تعيد إختراع العجلة فاستعانت بالأمريكي "وليام إدوارد ديمنج " ، المهندس والبروفيسور وخبير الإدارة والجودة الشهير . في العام 1947 ، بدأت اليابان التخطيط للمعجزة بمساعدة "ديمينج" . تحققت المعجزة الإقتصادية والتي يعتبر ديمنج الملهم الرئيسي لها من خلال أفكار رئيسية تتمحور حول تصميم منتجات علي مستوي عالي من الجودة ، هكذا بدأت المعجزة بالتخطيط السليم ، ثم العمل المضني فكانت الإرادة والإدارة خلف النجاحات .
تقول "ليندا ليم "، الخبير الإقتصادي بجامعة ميتشجن... " لا أعرف أي إقتصاد عالمي ولا حتي إقتصاد النمور الآسيوية الأخري يضاهي ما أنجزته سنغافورة في 20 عام ، فيما يخص النمو السريع ، والعمالة الكاملة ، والمؤشرات الإجتماعية والتعليم والصحة والسكن وما إلي ذلك من مؤشرات "... . قصة رائعة وراء ما آلت اليه سنغافورة ، قوامها القيادة الحكيمة ذات الرؤي والإدارة المستنيرة ، فجعلت التعليم نصب عينيها وأرست القوانين والقواعد والتي من خلال تطبيقها الصارم والصحيح كانت الإستفادة من القيم المشتركة للجماعات العرقية والدينية المختلفة علي أكمل وجه. وراء هذا التقدم أيقونة عظيمة ، "لي كوان يو" ، الرجل الذي قاد المسيرة وأسس لعصر سنغافورة الجديد مع قلة الموارد الطبيعية .
كدولة ، لا بد من توجيه الرأي العام لما يخدم الأهداف العليا طبقاً للمصلحة العامة الإستراتيجية ، والتي تم تحديدها وتصنيف أولوياتها بعد إستشارة الخبراء والمستشارين ، وطرح الموضوعات الشديدة الأهمية علي حوار مجتمعي جاد وهادف . لا بد أن تضع الدولة يديها علي مواطن الخلل في الجهاز الإداري البيروقراطي القليل الكفاءة . إلي متي سيستمر هذا الترهل وهذا العبث ؟ . إلي متي سيظل هؤلاء الموظفين قليلي الكفاءة ومتواضعي القدرات العقلية جاثمين علي قلب جهاز إداري يخدم الملايين من البشر؟ . و إذا كان رأي البعض أن مسؤولية الدولة لا تتضمن فيما تتضمن تربية الشعوب علي قيم ترفض الرشوة ، فعلي الأقل ، ومن صميم مسؤولياتها تطبيق القانون علي الجميع ، الكبير والصغير ، الغني والفقير .
كليات القمة ، ومع اعتراضي علي المفهوم ، والذي لن تجده إلا في ثقافات أبناء الطبقة المتوسطة من المصريين ، والمصريين فقط ، لا يتناسب مع مستقبل سنواجهه لا محالة . إن جاز لي أن أستخدم المسمي الذي أعترض عليه ، وهو "كليات القمة" ، اقول أن لكل زمن كليات قمة ، وكليات قمة هذه الحقبة العصيبة هي كليات إدارة الاعمال والإدارة العامة والمعلوماتية . تحتاج مصر إلي نابغين في الإحصاء وتحليل البيانات لإتخاذ القرارات الأكثر حكمة . مع قطار التقدم الفائق السرعة ، لا بد أن توجه الدولة المتفوقين من خريجيها إلي دراسة إدارة الأعمال والإدارة العامة والمعلوماتية . لا بد ان نضع ايدينا علي ما سيؤهلنا للحاق بركب الحضارة وإلا سيتوجب علينا أن نعود إلي العصور الوسطي أو نحيا حياة الإنسان الأول.
ثمة فجوة هائلة بين ما نهدف اليه وما يتم توجيه الأمة إليه ، ما تحتاجه مصر حقاَ ، جيل من المدراء عالي المستوي ، مؤهلون بما يكفي لتطبيق نظم الإدارة الحديثة والجودة الشاملة وتطوير الأداء . تعليم تتخطي مخرجاته مجرد ورقة بخاتم الجامعة إلي مدراء أكفاء ، ليس فقط من خلال تدريس المواد النظرية الأكاديمية ولكن أيضا عن طريق تطوير المهارات الأساسية للمدراء كالإعتماد على الذات والتفكير الجانبي و الإبداع و إدارة الوقت والطاقة والموارد والمخاطر و تحديد وتحليل البدائل واتخاذ القرارات و التنبؤ و ومراقبة النتائج وغيرها من المهارات وإلا سنظل ننتتج أشباحاً بصك تَخَرج لا يتعدي تزيين الحوائط وإضفاء لقب يخلو تماماً من مضمونه.
النوايا الحسنة وإن صدقت لا تبني الأمم . كما لا يبني الأمم الفهلوة والشطارة والعنترية وإدعاء معرفة كل شي . الأمم لا يبنيها إلا حسن الإدارة . وإن كان ثمة تيار كبير في مصر قد تقلصت طموحاته إلي مجرد بقاء الدولة التي هي خير من اللادولة ، فلا بديل عن تيار آخر لا يزال يحتفظ بسقف من الطموحات أعلي وأسمي من مجرد البقاء . هذا ما تستحقه مصر ، التقدم في شتي المجالات ، هذا ما ينبغي أن ندفع ثمنه ، وهذا الذي لن يحدث بالصدفة.
يعتمد تقرير التنافسية العالمية الخاص بجودة التعليم العالي علي عنصريين أساسيين ، أولهما هو جودة النظام التعليمي في العموم ، أما العنصر الثاني فهو جودة كليات ومعاهد الإدارة . في تقرير 2015 - 2016 ، تحتل مصر المركز 139 وهو المركز قبل الأخير قبل غينيا في معيار جودة كليات ومعاهد الإدارة . تحتل المراتب الأولي بالترتيب ، سويسرا ، بلجيكا المملكة المتحدة ، ثم سنغافورة . أول الدول العربية في التصنيف هي دولة قطر في المرتبة السابعة يليها لبنان في المرتبة الثانية عشرة ثم الإمارات في المرتبة العشرين .
هل تعتقد أن نهضة اليابان ، وسنغافورة ، وماليزيا كانت محض صدفة ؟ . لا أعتقد أننا تعرضنا لما هو أسوأ مما تعرضت له اليابان إبان الحرب العالمية الثانية . المعجزة اليابانية بالتأكيد ليست صدفة ، قررت اليابان ألا تعيد إختراع العجلة فاستعانت بالأمريكي "وليام إدوارد ديمنج " ، المهندس والبروفيسور وخبير الإدارة والجودة الشهير . في العام 1947 ، بدأت اليابان التخطيط للمعجزة بمساعدة "ديمينج" . تحققت المعجزة الإقتصادية والتي يعتبر ديمنج الملهم الرئيسي لها من خلال أفكار رئيسية تتمحور حول تصميم منتجات علي مستوي عالي من الجودة ، هكذا بدأت المعجزة بالتخطيط السليم ، ثم العمل المضني فكانت الإرادة والإدارة خلف النجاحات .
تقول "ليندا ليم "، الخبير الإقتصادي بجامعة ميتشجن... " لا أعرف أي إقتصاد عالمي ولا حتي إقتصاد النمور الآسيوية الأخري يضاهي ما أنجزته سنغافورة في 20 عام ، فيما يخص النمو السريع ، والعمالة الكاملة ، والمؤشرات الإجتماعية والتعليم والصحة والسكن وما إلي ذلك من مؤشرات "... . قصة رائعة وراء ما آلت اليه سنغافورة ، قوامها القيادة الحكيمة ذات الرؤي والإدارة المستنيرة ، فجعلت التعليم نصب عينيها وأرست القوانين والقواعد والتي من خلال تطبيقها الصارم والصحيح كانت الإستفادة من القيم المشتركة للجماعات العرقية والدينية المختلفة علي أكمل وجه. وراء هذا التقدم أيقونة عظيمة ، "لي كوان يو" ، الرجل الذي قاد المسيرة وأسس لعصر سنغافورة الجديد مع قلة الموارد الطبيعية .
كدولة ، لا بد من توجيه الرأي العام لما يخدم الأهداف العليا طبقاً للمصلحة العامة الإستراتيجية ، والتي تم تحديدها وتصنيف أولوياتها بعد إستشارة الخبراء والمستشارين ، وطرح الموضوعات الشديدة الأهمية علي حوار مجتمعي جاد وهادف . لا بد أن تضع الدولة يديها علي مواطن الخلل في الجهاز الإداري البيروقراطي القليل الكفاءة . إلي متي سيستمر هذا الترهل وهذا العبث ؟ . إلي متي سيظل هؤلاء الموظفين قليلي الكفاءة ومتواضعي القدرات العقلية جاثمين علي قلب جهاز إداري يخدم الملايين من البشر؟ . و إذا كان رأي البعض أن مسؤولية الدولة لا تتضمن فيما تتضمن تربية الشعوب علي قيم ترفض الرشوة ، فعلي الأقل ، ومن صميم مسؤولياتها تطبيق القانون علي الجميع ، الكبير والصغير ، الغني والفقير .
كليات القمة ، ومع اعتراضي علي المفهوم ، والذي لن تجده إلا في ثقافات أبناء الطبقة المتوسطة من المصريين ، والمصريين فقط ، لا يتناسب مع مستقبل سنواجهه لا محالة . إن جاز لي أن أستخدم المسمي الذي أعترض عليه ، وهو "كليات القمة" ، اقول أن لكل زمن كليات قمة ، وكليات قمة هذه الحقبة العصيبة هي كليات إدارة الاعمال والإدارة العامة والمعلوماتية . تحتاج مصر إلي نابغين في الإحصاء وتحليل البيانات لإتخاذ القرارات الأكثر حكمة . مع قطار التقدم الفائق السرعة ، لا بد أن توجه الدولة المتفوقين من خريجيها إلي دراسة إدارة الأعمال والإدارة العامة والمعلوماتية . لا بد ان نضع ايدينا علي ما سيؤهلنا للحاق بركب الحضارة وإلا سيتوجب علينا أن نعود إلي العصور الوسطي أو نحيا حياة الإنسان الأول.
ثمة فجوة هائلة بين ما نهدف اليه وما يتم توجيه الأمة إليه ، ما تحتاجه مصر حقاَ ، جيل من المدراء عالي المستوي ، مؤهلون بما يكفي لتطبيق نظم الإدارة الحديثة والجودة الشاملة وتطوير الأداء . تعليم تتخطي مخرجاته مجرد ورقة بخاتم الجامعة إلي مدراء أكفاء ، ليس فقط من خلال تدريس المواد النظرية الأكاديمية ولكن أيضا عن طريق تطوير المهارات الأساسية للمدراء كالإعتماد على الذات والتفكير الجانبي و الإبداع و إدارة الوقت والطاقة والموارد والمخاطر و تحديد وتحليل البدائل واتخاذ القرارات و التنبؤ و ومراقبة النتائج وغيرها من المهارات وإلا سنظل ننتتج أشباحاً بصك تَخَرج لا يتعدي تزيين الحوائط وإضفاء لقب يخلو تماماً من مضمونه.
النوايا الحسنة وإن صدقت لا تبني الأمم . كما لا يبني الأمم الفهلوة والشطارة والعنترية وإدعاء معرفة كل شي . الأمم لا يبنيها إلا حسن الإدارة . وإن كان ثمة تيار كبير في مصر قد تقلصت طموحاته إلي مجرد بقاء الدولة التي هي خير من اللادولة ، فلا بديل عن تيار آخر لا يزال يحتفظ بسقف من الطموحات أعلي وأسمي من مجرد البقاء . هذا ما تستحقه مصر ، التقدم في شتي المجالات ، هذا ما ينبغي أن ندفع ثمنه ، وهذا الذي لن يحدث بالصدفة.